تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والحديث وإن كان ضعيف الإسناد إلا أنه لا شك أن ثواب الآباء الذين يحفظون أبناءهم القرآن سيكون كبيراً جداً، وهي فرصة لتذكير الآباء باستغلال سن الأطفال الصغيرة للتحفيظ لأن ذاكرتهم أقوى بكثير من ذاكرة الكبار. وقديماً قالوا: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.

5ـ نية الوقاية من عذاب الآخرة:

روى الدرامي بسند صحيح عن أبي إمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال:

"اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الْمَصَاحِفُ الْمُعَلَّقَةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ قَلْبًا وَعَى الْقُرْآنَ"

6ـ أن تعلمه غيرك:

فأنت إذا حفظت القرآن ونقلته إلى غيرك تحفيظاً وتجويداً وتفسيراً، كان هذا بياناً بأنك أصبحت من خير هذه الأمة .. لم أقله أنا، بل قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال فيه:

"خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".

7ـ أن تكون قدوة حسنة للمسلمين ولغير المسلمين:

فنحن نريد الطبيب الملتزم الحافظ، والمهندس الملتزم الحافظ، وكذلك الفلاح الملتزم الحافظ، والنجار الملتزم الحافظ .. فإذا أضفنا إلى الحفظ والالتزام تفوقاً في المهنة، كانت هذه دعوة متحركة .. وسيربط الناس بسهولة بين التفوق في المهنة والمهارة فيها والآداب في ممارستها، وبين الإسلام والالتزام وحفظ القرآن .. وهذه دعوة بالقدوة، لا تعدلها دعوة أخرى ..

هذه بعض النوايا الطيبة في حفظ القرآن الكريم، ولا شك أن هناك نوايا صالحة أخرى في حفظ هذا الكتاب الجليل، والأمر على إطلاقه بين المسلمين ..

القاعدة الثانية

العزيمة الصادقة

مهمة حفظ القرآن الكريم مهمة جليلة وكبيرة، ولن يقوى عليها إلا أولوا العزم .. وأولوا العزم يتصفون بصفة هامة واضحة وهي ببساطة: صدق العزم .. ولذلك ُسموا "بأولي العزم" .. بمعنى أن يكون حريصاً على تنفيذ ما نواه والإسراع فيه قدر المستطاع .. فكل مسلم "يرغب" في حفظ القرآن الكريم، ولكن "الرغبة" وحدها لا تكفي .. لابد أن تُتبع هذه الرغبة "بإرادة" قوية لتنفيذ العمل .. استمعوا إلى قول الله عز وجل:

"ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن، فأولئك كان سعيهم مشكوراً" ..

فكل الناس "يرغب" في الآخرة، لكن من الصادق منهم؟! .. الصادق هو من أراد ذلك حقيقة، ثم تحولت إرادته إلى عزم أكيد، ثم تحول العزم إلى عمل حقيقي ملموس، وذلك كما قال الله عز وجل: "وسعى لها سعيها" .. ويظل المؤمن مواظباً على هذا العمل حتى يصبح "عادة" عنده .. فلا يمر يوم من حياته، إلا وقد "تعود" أن يراجع القرآن الكريم ويحفظ القرآن الكريم ويثبت ما حفظه قبل ذلك ..

هذه العزيمة هي التي تؤدي فعلاً إلى حفظ الكتاب الكريم ..

روى الترمذي وابن ماجة وأحمد عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: َ

"الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ".

قَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

فالذي يتمنى على الله أن يحفظ القرآن، ولم يعزم على ذلك عزماً أكيداُ، هو عاجز واهم لم يدرك طبيعة هذا الدين.

ولذلك - يا أخي في الله ـ ابدأ اليوم فور انتهائك من هذا الكتاب في عملية الحفظ، ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، وإياك من كلمة "سوف"، فإن كثيراً من الأعمال الصالحة تضيع لأن أصحابها قالوا: سوف أقوم بها غداً أو بعد غد، أو بعد الانتهاء من كذا وكذا .. فابدأ اليوم أنت وأبناءك .. وكن من "أولي العزم"!! ..

القاعدة الثالثة

أدرك قيمة ما تعمل

فالذي يدرك قيمة الشئ يضحي من أجله، والناس عادة يبذلون المجهود ليحصلوا على أعمال دنيوية معينة، وذاك لإدراكهم قيمة هذه الأعمال، ووفرة العائد من ورائها ..

وكذلك أعمال الآخرة .. فكلما أدركت قيمة الأجر وقيمة الثواب لفعل من الأفعال، ازددت شوقاً إليه، فالذي يعرف فضل قيام الليل تفصيلاً، ليس كالذي يعرف أنه شئ طيب وكفى، والذي يعرف فضل صلاة الجماعة معرفة دقيقة غير الذي يعرف أن صلاة الجماعة شئ طيب وكفى .. وكذلك الذي يعرف فضل القرآن بالتفصيل، ليس كالذي يعرفه إجمالاً ..

وإليك ـ أخي الحبيب ـ طرفاً من فضله، فوق الذي ذكرناه من قبل، وهذا ليس على سبيل الحصر، بل على سبيل المثال فقط ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير