تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 - 05 - 08, 04:19 م]ـ

أولا: سؤال حذيفة –وفقه الله-جميل .. ،والسؤال الحسن نصف التدبر.

ثانيا: مما ينبغي أن يجتنب في تدبر القرآن حمل دلالات كلماته على المعاني المتأخرة التي اكتسبتها الكلمات بعد النزول .. فدلالة القرية –جغرافيا-على التجمع السكني الصغير و-اقتصاديا-على النمط الزراعي دلالة طارئة مصطلح عليها عند أهل الفنون .. والأمر نفسه في دلالة المدينة على التجمع السكني الكبير وعلى نمط المعيشة التجاري والصناعي ...

والقرآن في هذا الموضع ذكر مسمى واحدا باسمي مختلفين "قرية" و"مدينة" .... فالقرية مدينة والمدينة قرية لا فرق ... إنما الاختلاف في الاعتبار فقط.

ثالثا: تتبع موارد الكلمتين في القرآن يكشف عن معنى بديع .. وهو أن القرية معتبر فيها "الحالّ" والمدينة معتبر فيها" المحلّ" أو إن شئت القرية سكان والمدينة مساكن .. وقد صدق العلامة الشنقيطي رحمه الله حينما رد على مدعي المجاز في قوله تعالى"واسأل القرية التي كنا فيها" فذكر أن لفظ القرية تطلق على السكان أيضا .. فلا مجاز عقلي هنا ...

رابعا: استقراء القرآن يؤكد مذهب الشيخ الأمين:

1 - أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ...

القرية ذكرت هنا في سياق الموت والبعث والنشور ... فالمقصود أهلها من البشر وليس الجدران.

2 - رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا ..

3 - وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ ..

4 - وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ..

5 - فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ..

6 - وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ

7 - وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً ..

8 - وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ ..

القرية هنا هي مكة بلا خلاف .. ولم يسمها مدينة مع أنها كانت من أكبر التجمعات السكنية في العالم في ذلك الزمن .. .

المعنى المشترك في كل هذه الآيات هي الدلالة على العاقل ..

أما المدينة فتأتي في القرآن بمعنى الفضاء .. أي الحيز المكاني الذي يستقر أو يتحرك فيه .. ومن هنا جاءت في سياقات الذهاب والمجيء والدخول والخروج ... ومنها:

1 - قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ....

2 - َابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً ..

3 - وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا ..

4 - فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ ..

5 - وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى ..

6 - وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ.

7 - يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ...

المدينة هنا علم بالغلبة ... ويجوز اعتبارها اسم جنس.

خامسا: في آيات الكهف ... اختلفت التسمية مراعاة للتشاكل:

سميت قرية في سياق بشري من جوع واستضافة وإكرام وغير ذلك ..

وسميت مدينة في سياق الفضاء المبني ... فالكلام على الجدران والبناء والهدم كما قال الشيخ محمد خلف سلامة-زاده الله بصيرة-

هذا، والله أعلم.

ـ[البتيري]ــــــــ[23 - 05 - 08, 12:51 م]ـ

هل كلمتا "الفقير" و"المسكين" من المكافئات؟

ـ[رأفت المصري]ــــــــ[24 - 05 - 08, 12:17 ص]ـ

أخوي محمد خلف سلامة وأبا عبد المعزّ .. جزاكما الله خيرا .. ما كان يجول في ذهني قريب مما تفضلتما به ..

فأحمد الله على موافقتي لكما ..

أخي البتيري .. هذان اللفظان - وفق تعريفنا للمتكافئ - هما منه، إذ إن اللفظين يشتركان في مقدار معين من المعنى، ويفترقان في آخر، على خلاف بين أهل العلم في الفارق المعلوم من كتب التفسير، وهما من الألفاظ التي إن اجتمعت افترقت، وإن افترقت اجتمعت ..

فلا يكاد القارئ يجد الكلام في هذا الفرق إلا حيث ورد ذكرهما في سياق واحد، وهو في آية الصدقات في سورة التوبة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير