أما البغدادي فيقول عن الضرورة: "والصحيح تفسيرها بما وقع في الشعر دون النثر سواء كان عنه مندوحة أوْ لا" [73].
وخالف الأمير قول ابن مالك بحجة أنه - كما يقول -: "يسد باب الضرورة، فإن الشعراء أمراء الكلام قل أن يعجزهم شيء. على أنه لا يلزم الشاعر وقت الشعر استحضار تراكيب مختلفة" [74].
وما احتج به أصحاب هذا الرأي لم يسلم من المعارضة من قبل أنصار الرأي الأول كاعتراضهم على الاحتجاج بقول الشاعر:
بأنه يحتمل أن يكون الذي اضطره إلى حذف التاء أنه ليس من لغته النقل، فلو قال: أبقلت ابقالها من غير نقل على لغته لم يصل للوزن [75].
ولعل أهم ثمرة للخلاف بين الجمهور من جهة، وسيبويه وابن مالك من جهة أخرى؛ أن الضرورة واسعة المدلول حسب رأي الجمهور؛ فهي تشتمل كل ما ورد في الشعر، أو كَثُر فيه سواء أكانت له نظائر في النثر أم لا. فكثرت أنواع الضرائر نتيجة لهذا؛ لأنهم لا يريدون تمزيق القاعدة، أو الإكثار من القواعد فاستندوا إلى هذا الحكم (الضرورة في كل بيت يخالف القاعدة. وأما على رأي سيبويه، وابن مالك فإن ما يجد الشاعر عنه بدلاً لا يعدُّ ضرورة، بل نوع من التغيير يجوز في الشعر والنثر على حد سواء) [76].
(من بحث قيم:
الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة تطبيقية على ألفية ابن مالك
لإبراهيم بن صالح الحندود)
===========================
[41] أبو حذيفة واصل بن عطاء الغزّال. رأس المعتزلة. ولد بالمدينة سنة 80هـ، ونشأ بالبصرة.
(أمالي المرتضى 1/ 163 - 165، وفيات الأعيان 6/ 7 - 11، النجوم الزاهرة 1/ 313، 314).
[42] انظر: شرح الألفية للشاطبي ج2 لوح 57.
[43] تخليص الشواهد 82.
[44] انظر: المصدر السابق 83.
[45] لم أجد من سمَّاه.
[46] البيت من "البسيط". يقال: ما بها ديَّار، أي ما بها أحد.
والشاهد في قوله: " إلاَّك " حيث أوقع الضمير المتصل بعد "إلاَّ" للضرورة الشعرية، والقياس: إلا إياك والبيت في: الخصائص 1/ 307، 2/ 195، المفصل 129، أمالي ابن الحاجب 2/ 105، المغني 577، التصريح 1/ 98، 192، شرح الأشموني 1/ 109، الدرر 1/ 176.
[47] انظر: شرح التسهيل 2/ 276.
[48] الضرورة الشعرية. دراسة لغوية نقدية 147 (بتصرف).
[49] هو الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف في كتابه: الضرورة الشعرية في النحو العربي ص141.
[50] التسهيل 24.
[51] انظر: المصدر السابق 25.
[52] انظر: التسهيل 42.
[53] انظر: المصدر السابق 98.
[54] انظر: المصدر السابق 124.
[55] انظر: المصدر السابق 216.
[56] انظر: المصدر السابق 240.
[57] انظر: المصدر السابق 331.
[58] الضرورة الشعرية في النحو العربي 141، 142 (بتصرف).
[59] المصدر السابق 142.
[60] هو أنس بن زُنَيْم. شاعر صحابي. عاش إلى أيام عبيد الله بن زياد.
(المؤتلف والمختلف 55، الإصابة 1/ 81، 82، الخزانة 6/ 473).
[61] البيت من "الرمل" من قصيدة قالها الشاعر لعبيد الله بن زياد بن سميّة.
المقرف: النذل اللئيم الأب. ومعنى البيت: إن الجود قد يرفع اللئيم بينما كريم الأب قد يتضع بسبب بخله.
والبيت في: الكتاب 1/ 296، المقتضب 3/ 61، الأصول 1/ 320، الإنصاف 1/ 303، شرح المفصل 4/ 132، شرح شواهد الشافية 53، الدرر 4/ 49، 6/ 204.
[62] انظر: ضرائر الشعر لابن عصفور 13.
[63] هو عامر بن جُوَيْن الطائي. شاعر، فارس، من أشراف طيّىء في الجاهلية.
(رغبة الآمل 6/ 235، الأزمنة والأمكنة 2/ 170، الخزانة 1/ 53).
[64] البيت من " المتقارب " في وصف أرض مخصبة بما نزل بها من الغيث.
المزنة: هي السحابة المثقلة بالماء، والودق: المطر. وقوله: أبقلت إبقالها: أي نبت بقلها.
=انظر البيت في: الكتاب1/ 240، الخصائص 2/ 411، المغني 860، 879، أوضح المسالك 2/ 108، المقاصد النحوية 2/ 464، التصريح 1/ 278، الخزانة 1/ 45، 49،50.
[65] انظر: شرح الجمل 2/ 550.
[66] لم أقف على اسمه.
[67] قال البغدادي: "يقال: زججته زجًّا: إذا طعنته بالزُّجّ - بضم الزاي - وهي الحديدة في أسفل الرمح.
وزج القلوص: مفعول مطلق، أي زجاً مثل زج. والقَلوص - بفتح القاف - الناقة الشابة. وأبو مزادة: كنية رجل".
وقول العيني: الأظهر أن الضمير في زججتها يرجع إلى المرأة؛ لأنه يخبر أنه زج امرأته بالمزجة كما زج أبو مزادة القلوص كلامٌ يُحتاج في تصديقه إلى وحي، وقد انعكس عليه الضبط في "مزجَّة" فقال: هي بكسر الميم، والناس يلحنون فيها فيفتحون ميمها " الخزانة 4/ 415.
والبيت في: معاني القرآن 1/ 358، 2/ 81، وفيه "متمكناً" بدل: "بمزجة"، مجالس ثعلب 1/ 125، الخصائص 2/ 406، الإنصاف 2/ 427، المقاصد النحوية 3/ 468.
[68] الخصائص 2/ 406.
[69] انظر: الخزانة 1/ 33.
[70] انظر: تخليص الشواهد 82.
[71] تحصيل عين الذهب 86.
[72] التذييل والتكميل ج2 لوحة 37. وانظر: الهمع 5/ 332.
[73] الخزانة 1/ 31.
[74] حاشية الأمير على المغني 1/ 48.
[75] انظر: شرح الجمل 2/ 550.
[76] انظر: الضرورة الشعرية في النحو العربي 152، 153
¥