ـ[بن طاهر]ــــــــ[02 - 04 - 07, 01:38 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله، وجزاكم الله خيرًا على هذه الإفادات الطّيّبة.
ومِمَّا أذكُره الآن أنَّ أهل الأندلس كانوا يستثقلون مَنْ يلتزم الإعرابَ في كلامِه، ويستقبحون ذلك منه. وقد قرأتُ في كتاب "الغنية" للقاضي عياض في ترجمة بعضهم أنَّه مِمَّا عِيبَ عليه أنه يلتزم في كلامه كله الإعرابَ ..
هذا مستغرب .. هل كانوا يُفضِّلون مَن يلحن؟! لعلَّ المعنى أنَّ المُترجَمَ له كان يُعرِبُ الكلامَ عند الوقف أيضًا، والأصلُ أنْ يُسَكَّنَ الحرفُ الأخير عند الوقف (أو يوقف عليه بغير ذلك في بعض الحالات الخاصّة). وممَّن يفعلُ ذلكَ - أحيانًا - في عصرنا هذا الشَّيخُ الدّدو الشّنقيطيّ - حفظه الله -، وأحسبُه يفعل ذلك دُربَةً لنفسه ولسامعه في زمنٍ كَثُرَ فيهِ اتِّباعُ المقولة "سَكِّنْ تَسْلَمْ! " - والله المستعان - فإنَّكَ تجدُ الشّيخََ يُدرِّسُ النَّحوَ ولا يلتزمه في درسه ذاك .. فأنَّى للتّلميذ أن يتعلَّم ويتدرَّب!؟
ما رأيكم -بارك الله فيكم -؟
... حتى جاء العلامة أحمد البرزنجي - أحد علماء المدينة المنورة في مطلع القرن الرابع عشر - فكتب رسالة مباحثها تُكْتَبُ بالذهب وليس بمائه، وسماها:
((إصابة الداهي شاكلة إعراب: إن لم يجد إلاهي))
وهي رسالة نفيسة جدا لا أستطيع تلخيصها الآن ...
أسألُ الله أن ييسّر لك تلخيصها قريبًا، وجزاك الله عنّا خيرا.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[02 - 04 - 07, 02:19 ص]ـ
أفعل إن شاء الله.
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 12:53 م]ـ
مُداخَلَتي -سدَّدكم الله- للحَذْف .. ولكنَّها العَجَلةُ، وتكلُّم مثلي فيما لا يُحسِن .. غفر الله لي، ورزقني تُؤَدة وتريُّثا ... ورحم الله عبداً قال آمينا ..
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 12:57 م]ـ
مُداخَلَتي -سدَّدكم الله- للحَذْف .. ولكنَّها العَجَلةُ، وتكلُّم مثلي فيما لا يُحسِن .. غفر الله لي، ورزقني تُؤَدة وتريُّثا ... ورحم الله عبداً قال آمينا ..
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 12:55 م]ـ
[ quote= منصور مهران;566802] ومن الغرائب أن {موطأ} مالك وردت فيه عبارة لإمام دار الهجرة جاءت هكذا: ((. . . وعليه هَدْيُ بدَنة أو بقرة أو شاة إن لم يجد إلا هي)) فاستشكل العلماء، وصرح بعضهم بوصف العبارة باللحن، وقال بأن صوابها: إن لم يجد إلا إياها.
وانبرى الشراح والعلماء بين مُدافع عن الإمام، ومتهِم له باللحن، حتى جاء العلامة أحمد البرزنجي - أحد علماء المدينة المنورة في مطلع القرن الرابع عشر - فكتب رسالة مباحثها تُكْتَبُ بالذهب وليس بمائه، وسماها:
((إصابة الداهي شاكلة إعراب: إن لم يجد إلاهي))
وهي رسالة نفيسة جدا لا أستطيع تلخيصها الآن.
وطبعت (بالمطبعة الحميدية المصرية سنة 1316 هجرية) في 21 صفحة، وبعدها أجوبة الشيخ سالم بوحاجب التونسي، عن قول إمام دار الهجرة في موطئه: إن لم يجد إلا هي.
quote]
جاء في كتاب "كشف المغطى" للإمام محمد الطَّاهر بن عاشور:
قوله: وسمعتُ مالكا يَقُولُ: الأَمْرُ عِنْدَنَا فِيمَنْ يَقُولُ: عَلَيَّ مَشْيٌ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ= أَنَّهُ إِذَا عَجَزَ رَكِبَ، ثُمَّ عَادَ يمشي مِنْ حَيْثُ عَجَزَ، فَإِنْ كَانَ لاَ يَسْتَطِيعُ المَشْيَ فَلْيَمْشِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ، ثُمَّ لْيَرْكَبْ، وَعَلَيْهِ هَدْيٌ: بَدَنَةٌ أَوْ بَقَرَةٌ أَوْ شَاةٌ إِنْ لَمْ يَجِدْ إِلاَ هِيَ.
قال ابن عاشور:
«فقوله: "إن لم يجد إلاَّ هي" أي: إلاَّ شاة، يقتضي أنَّه لا ينتقل إلى هدي الشَّاة إلاَّ عند العجز عن البَدنة والبقرة. ومعنى ذلك: أنَّ البدنة والبقرة أفضلُ من الشَّاة، وهو الحكمُ في الهدايا. وليسَ معناه: أنَّ الشَّاة لا تُجزئ إنْ استطاعَ بدنةً أو بقرةً.
وقوله: "إنْ لم يَجِدْ إلاَّ هي"، أوْرَدَ عليه الحافظُ عبد الحيّ اللَّكنوي الهنديّ نزيلُ المدينة المنورة: أنَّ الوَجْه أنْ يقول: إنْ لم يجد إلاَّ إيَّاها، لأنَّه استثناءٌ مفرغ، فيكون المستثنى بحسَب ما يقتضيه العامِل الذي قبله، والعامل يقتضي نَصبَ ضمير الشَّاة.
¥