ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 07:26 ص]ـ
جميل و ممتع ما نقلتم لنا
سلمت يمناكم أحبائي
ـ[أبو عبد الله يربح]ــــــــ[14 - 10 - 09, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنقل لكم المقال السابع من البيان والتّوضيح لما في العامّية من الفصيح و هو تابع لما سبق
البيان والتّوضيح لما في العامّية من الفصيح (7)
بقلم: أبي جابر عبد الحليم توميات
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فهذا لقاء متجدّد معكم -معاشر القرّاء الكرام- لنعيش لحظات في رحاب لغة القرآن، نلتمس الفصاحة والبيان، وتصحيح خطأ اللّسان، في جوّ من المودّة والصّفاء، والمحبّة والإخاء، وفي هذا المقال موعدنا مع:
حرف الخاء
(خزر):
من الألفاظ الشّائعة، والكلمات الذّائعة بيننا كلمة (خْزَرْ)، ويقصدون بها النّظر، بل غالبا ما يريدون بها تدقيق النّظر والتأمّل، أو النّظر بطرف العين.
وهو كذلك في لغة العرب، فقال ابن منظور رحمه الله: " الخَزَرُ - بالتحريك-: كسْرُ العين بَصَرَها خِلْقَةً "، أي: من كانت حدقته منكمشة بأصل الخلقة، وقريب منه قول ابن الأثير رحمه الله في " النّهاية ": " ضِيقُ العين وصغَرُها ".
وقال إمام اللّغويّين الخليل الفراهيدي في " العين ": " والخُزْرةُ: انقلاب الحَدَقة نحو اللِّحاظ، وهو أقبح الحَوَل، قال:
(إذا تَخازَرْتُ وما بي من خَزَرْ ثم كَسَرْتُ العَيْنَ من غَيْرِ عَوَرْ) [1]
وخَزَرْتُ فلانا خَزْراً: نظرت إليه بلحاظ عيني " اهـ.
وأضاف ابن منظور قائلا: وقيل هو النظر الذي كأَنه في أَحد الشَّقَّينِ ". وذكر أقوالا غير ذلك، منها: " أَن يكون الإِنسان كأَنّه ينظر بمُؤْخُرِها [2]، قال حاتم:
(ودُعيتُ في أُولى النَّدِيِّ ولم يُنْظَرْ إِلَيِّ بِأَعْيُنٍ خُزْرِ) " [3].
وتَخازَرَ الرجلُ إِذا ضَيَّقَ جَفْنَهُ لِيُحَدِّدَ النظر.
الحاصل: أنّ أصل الخزر هو صغر العين ودقّتها، واستعملته العرب في النّظر بدقّة مع انكماش العين للدّلالة على التّدقيق.
والعامّة غالبا ما تستعمل هذه الكلمة بهذا الغرض، إلاّ قلّة يستعملونها بمعنى النّظر مطلقا.
فائدة: ولعلّ بعض الأحبّة والرّفاق، ممّن يولَعون بعلم الاشتقاق، قد يتساءلون عن علاقة هذا اللّفظ، بالحيوان الغليظ الفظّ: الخنزير؟
والجواب: أنّه يحتمل أنّه مأخوذ من:
1 - (خنزر)، وهي الغِِلَظُ، والخَنْزَرَةُ عند العرب: الفأْس الغليظة، وهذا وصف لازم للخنزير.
2 - أو من (خزر): لأنّ الخَزَرِ في عينه لازم له أيضا، فهو ينظر بمؤخر عينه.
والله تعالى أعلم. ومن الكلمات الّتي نسلّط عليها الضّوء في هذه الحلقة:
(خرط)
من الألفاظ الّتي اشتهرت على ألسنة الجزائريّين لفظة (خرَط) -بفتح الرّاء-يخرُط - بضمّها في المضارع وكسرها جائز-، ويعنون بها (كذب)، ويقولون: رجل خرّاط أي: كثير الكذب.
وهي لفظة فصيحة، ولكنّ استعمالهم لها بهذا المعنى يحتاج إلى تفصيل.
فيطلق لفظ (خَرَط) في لغة العرب على معنيين:
المعنى الأوّل: خرَطبمعنى قَشَر الورَقَ عن الشّجر جذباً له بكفّه، أو حتّ الورق بكفّه، وصورة ذلك: أَن يَقْبِضَ على أَعلى الغصن ثم يُمِرَّ يده عليه إِلى أْسفله ليحُتّ عنه الورق، تقول العرب: خَرَطْتُالعودَأَخْرُطُهوأَخرِطُهخَرْطاً، أي: قشرته وحتَتُّه. وخَرِطَالشجرةيَخْرِطها خَرْطاً: إذا انتزع الورقَ واللِّحاء عنها اجْتِذاباً بكفّه، وفي المثل: (دُونهخَرْطُالقَتادِ). والقتاد: نبات ذو أشواك حادّة مثل الإبر مفرده قتادة.
ويضربون هذا المثل لبيان ما يستحيل الوصول إليه، كأنّهم يقولون: من أراد أن يحصل على هذا الأمر فما عليه إلاّ أن يخرُِطالقتاد أوّلا، ومن أمثال العوامّ: بُوسْ عينك.
ويقال: خَرِط الرجلُ العُنْقُودَ و اخْتَرَطَه إِذا وضعه في فيهِ وأَخرج عرجونه عارِياً. ووضع بعضهم حديثا أنّ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَأْكُلُ الْعِنَبَ خَرْطًا [4].
المعنى الثّاني: خَرَطَبمعنىقال الشّيء من غير علم ليظهر أمام النّاس.
¥