ـ[آل شطارة الجزائري]ــــــــ[18 - 10 - 09, 01:40 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد القوي على تعليقكم وتتبعكم، فقد فهمت من ورائه المراد ولكن كلامي كان واضحا - واستسمحكم ومنكم نستفيد- ما أجبتم على سؤالي:
ما هو الأصل عندكم وعند غيركم في لغة المواطن الجزائري؟ وما أظن أن الاستماع لسائل يتصل بأحد برامج الفتاوى على الفضائيات معيارٌ لمعرفة الأصل في لغة الجزائري؟! وما ذنب هذا السائل الذي ما انطلق لسانه وقد مرت نكبات على بلده لم يعشها أي مجتمع، قوم سلبت منه أرضه ولغته منذ أن سيطر المخرب عليها، فرض شروطه على الاستمرار في تدريس اللغة العربية، فشجع اللهجات العربية والبربرية لإماتة الفصحى، وفرض اللغة الفرنسية في المدارس الإبتدائية وغيرها من مؤسسات التعليم، ثم تدخل أيضا في طريقة التدريس ... (تاريخ الجزائر الثقافي 3/ 20) أليس هذا بعذر يبكت أفواه المعاتبين ويبتر أقلام الناقدين؟؟ قياس المواطن الجزائري -مع عدم اعتبار مرحلة الاستدمار- بغيره من المواطن العربي قياس مع الفارق.
لغة الجزائري هي العربية وما عداها طارئ لا يَأخذ محلا من الأصل أبدا.
وما دخل رواية اللاز لشيخ! الأدباء! وأين أجد في الكتاب جوابا عن سؤالي؟ أفي الحوارات التي تجري بين شخصيات الرواية التي غالب كلماتهم عربية، أم في كلام قدور أو زينة وما جرى ......
زد على هذا بارك الله فيكم فأنا نقلت كلامكم فقط وقد قلتم: وإنما الذي يستطاع تحديده وحصره هو الكلمات العربية الموجودة في العامية الجزائرية وهذا الذي قام به علامة الجزائر الشيخ البشير الابراهيمي ـ رحمه الله ـ في كتابه الذي لم تكتحل أعيننا برؤيته انتهى كلامكم.
فيفهم القارئ منه:
1_ أن المحصور الذي يمكن تحديده هو الأقل، لأن الحصر دليل القلة وهي عندكم الكلمات العربية، ولا يمكن ان يكون المحصور هو الأصل، إذ الأصل أبدا لا يحصر لاتساعه.
2 - أن الشيخ البشير الإبراهيمي قد استقرأ الكلمات العربية وحصرها لقولكم وهذا الذي قام به علامة الجزائر ... بعد ذكركم لمصطلح التحديد والحصر؟ ولهذا أجبتكم بأني ما ادعيت الحصر ولا الاستقراء الذي ادعيتموه في مقالة الشيخ البشير رحمنا الله وإياه.
وقولكم: بل غاية ما يفهم من كلامي أن تتبع ذلك طويل الذيل قليل النيل، وربما قد يفيد من يريد أن يأخذ دروسا في مفردات اللغة الفرنسية، على كل حال الفائدة موجودة والأجر مرجو عند الله ولكني ما أتيت بهذه اللكنات من زبد فكري ولا من عصارة عقلي، وتتبع الكلمات الفرنسية قصير الذيل كثير النيل للقصد الذي ذكرته آنفا وهو إصلاح الفساد باستبدال الخطأ بالصحيح.
هذا إذا سلمنا أن نطق الجزائريين بتلك الألفاظ يبقيها على فرنسيتها؛ ذلك أن العارف بلغة فلوتير يأبى التسليم أن ما نقلته عن الجزائريين فرنسي: سواء أبقاها على لغة فلوتير أو كيَّفها كما ذكرت في المقال، ما النتيجة؟؟ المقصود واحد هو أنه تكلم بغير العربية ولو بحثنا في أصل الكلمة التي تلفظ بها لوجدناها فرنسية سواء أبقاها على ماكانت عليه أو حر! فها.
وما "لروس" (أشهر معجم فرنسي) عنك ببعيد، فكيف لا يمكن حصر جزء منها مبتذل عند قوم آخرين؟! وما بالُه في كل عام يُزاد في حجمه وفي ثمنه وتُضاف إليه الكلمات، اللغة مجال واسع عند أي حضارة فهي تمثل مبدأ حياة وحَصرها في حيِّزٍ مُغلقٍ حصرٌ لحياة الشعب نفسِه، وما انطلق شعب من هؤلاء إلا لما انطلقت لغته وتعدَّت حدود البلد.
والتنكر لأهل الفضل خلة في بني قومنا هي أشد علينا من عجمة اللسان قال أبو حامد الفاسي في "مرآة المحاسن ": (إن جماعة من العلماء وسموا المغاربة بالإهمال ودفنهم فضلائهم في قبري تراب وإخمال). والله لا أجد تعليقا وأنا أُحسن بكم الظن مع أنكم شهدتم بخراب لغة المواطن الجزائري رغم (جهود الأئمة) الحقيقة مرة والواقع مشين، وماكان لي أبدا أن ألمز من قريب أو من أقرب من ذلك جهود علمائنا وجهادهم العلمي والعملي، ولست أصلا ممن يُسمع كلامه في الإشادة بفضل سلفنا فضلا عن أن يُسمع في التنكر بفضلهم والله المستعان.
وهنالك أظن سيخفى عليك ـ أخي آل شطارة ـ الأصل في لسان قومك. أثابك الله كيف يخفى وأنا من آل شطارة، ما ازددت إلا إيمانا بأنه لسان عربي.
وليس هذا تحامل مني على الجزائر ولكنه إقرار بحقيقة مرة وواقع مشين، وإن شاء الله تعالى يتغير هذا المُّر و يبدل الشين بالزين، بالمُحفِّز لا بالمُحقِّر. ولا ننس أبدا عامل الاستدمار الذي نسي شوقي رحم الله الجميع ذكره.
جزاك الله أخي أبا عبد القوي على تعليقك الممتع فقد استفدت منه كثيرا، وأنا طالب عافية أبغي النجاة بسلوك مسلكها، منكم نستفيد وأكرر شكري واعتذاري إن بدى مني شيء في غير محله والله ولي التوفيق.
ـ[أبو محمّد الإدريسي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 01:08 ص]ـ
الفقارة: طريقة ابتكرها أهالي توات لتقسيم المياه.
و لا أدري لماذا ـ و أنا أقرؤ الحوار الممتع بين الأخوين آل شطارة و أبي عبد القوي ـ طبعت صورتها ذهني و قد انعكست أشعة الشمس على الماء الجاري لتخلط الذهب باللجين فيزداد البياض صفاءا و لمعانا.
و لعل امتزاج الصورة بالحوار الذي أوجد شعورا غريبا مركبا كجزيء الماء (أمل مع ثاني أكسيد المرارة) أنعشني فرحت أنبش أغوار الذاكرة علّني أكشف عن أصل لفظة فقارة و قد غمرتني نشوة عارمة و حادي االاعتزاز يشذوني:
أنا جزائري
أنا عربي
أنا مسلم
¥