تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويدخلون وراءه ? يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْرُودُ ?. وقال تعالى لكفار قريش عبدة الأصنام والأوثان ? إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) ? [الأنبياء: 98، 99]. فالورود هنا معناه الدخول ? إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ?. يعني داخلون لو كان هؤلاء الحجارة والأصنام التي عبدتوها من دون الله لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها أي ما دخلوها وكل فيها خالدون فكل ورود للنار في القرآن فمعناه الدخول إذن فقوله تعالى هنا ? وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا ?. أي داخلها وفي السياق نفسه ما يدل على أن الدخول الورود معناه الدخول وهو قوله تعالى ? ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياًّ ?. فالكل ورد البر والفاجر والمسلم والكافر والظالم والعادل الكل ورد ثم يقول تعالى ?ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ?. فنخرجهم من النار ? وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياًّ ?. فكلهم كانوا فيها لكن الله ينجي المتقين ? وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياًّ ?

. لكن يردها الناس كلهم فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت في الدنيا على إبراهيم الخليل بردا وسلام

فعلى قدر صالح عمل الإنسان الوارد تكون سرعة خروجه من النار وعدم مس النار له وعدم إيذائها له وكلما كثرت ذنوب الإنسان والعياذ بالله كلما ذاق حر النار وأذاه لهيبها ومنهم من يكردس فيها فيعذب ثم يخرج بعد ذلك برحمة الله وشفاعة الشافعين أما الظالمون الكافرون فهم فيها خالدين أبدا وما هم منها بمخرجين.

* (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ?. ويزيد الله الذين اهتدوا واتبعوا رسوله صلى الله عليه وسلم على ما جاء به من عند الله لما اهتدوا بقول الدعوة لما اهتدوا بقبول الإيمان واتباع القرآن يزيد الله الذين اهتدوا هدى فالهداية تزيد وتنقص ولذلك أمرنا الله تبارك وتعالى أن نسأله في كل ركعة من ركعات الصلاة الزيادة من الهداية ? اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ?. قال بعض المفسرين في قوله تعالى في الفاتحة ? اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ? قالوا الذين يصلون مهتدون فمعنى سؤالهم الهداية الثبات على ما هداهم الله إليه اهدنا أي ثبتنا على ما هديتنا إليه وهذا قول مرجوح والراجح أن سؤال الهداية هو طلب الزيادة منها ? اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ? أي زدنا يا رب هدى لأن ما فات الإنسان من الهداية أضعاف أضعاف ما حصله ما حصلته من الهداية جزء يسير وفاتك منه أو منها الكثير والكثير فأنت بحاجة إلى المزيد من الهداية.

أسئلة:

-هل الورود هو دخول النار بالفعل أم المرور على الصراط؟.

الصراط هو في وسط جهنم وهو الطريق إلى الجنة إذا أذن الله تبارك وتعالى لأهل الجنة في دخولها فالطريق إلى الجنة هو الصراط في وسط جهنم وليس فوقها كالجسر المعلق لا إنما هو في وسط جهنم فالكل يدخل أهل النار يدخلون حتى يمكثوا فيها وأهل الجنة يدخلون حتى يعبروها ويكون العبور على ما ذكرنا منهم السالم ومنهم المخدوش السالم ومنهم المكدس على وجهه في النار كما جاء في صفة الورود وصفة الصراط يوم القيامة.

(جميع المتفرقات السابقة من شرح د/ عبد العظيم بدوي في التفسير لسورتي الكهف ومريم)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير