تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عداس .. !]

ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[01 Mar 2006, 02:48 ص]ـ

.. ولقد حفظت لنا السيرة وكتبها حادثة أخرى تجلت فيها قصة يونس بن متي وأثرها في رفع معنويات الرسول (صلى الله عليه و سلم) – فثقل الدعوة لم يكن مقتصرا على بدايتها – بل مر الرسول عليه الصلاة و السلام بلحظات اشد سوادا وحلكة وعندما توجه إلى الطائف لدعوة الناس هناك إلى دينه، لم يجد أعراض الناس والاستهزاء والسخرية فحسب بل كان في كل خطوة يجد الناس يرمونه بالحجارة – وكانت تلك الفترة صعبة عموما بعد وفاة خديجة: سنده المعنوي والمادي الأول وعمه ابي طالب الذي وفر له نوعا من الحماية العشائرية – وبينما هو يستريح في ظل حائط وحالته هي ماهي عليه اذا بعناقيد العنب تعطي له الامل بالثمر والخصب – وإذا بذكر يونس بن متي المفاجئ أمامه يذكره بالقصة كلها وبـ (لا تكن كصاحب الحوت) فقد جاءه عدّاس – وهو غلام نصراني لعتبة بن ربيعه وشيبة أخيه، بالعنب فسأله الرسول (ص) (والدعوة هاجسه) من أي ارض أنت يا عدّاس؟ فقال من نينوى – وإذا بذكر يطرق باله ويذكره بيونس بن متي فقال له عليه افضل الصلاة و اتم التسليم من مدينة الرجل الصالح يونس بن متي؟ .. إلى آخر القصة المعروفة وسواء صمدت الواقعة و اسانيدها للنقد الحديثي أم لم تصمد فهي تحمل في ثناياها ذلك الصدق والواقعية – التي لا تخلو منها الوقائع الصحيحة – وكانت الواقعة في موقعها المناسب تماما: العنب بموازاة اليقطين وذكر يونس في تلك اللحظة السوداء الحرجة: يذكر الرسول الكريم بالخروج من بطن الحوت .. وبعد ذلك بفترة ليست طويلة جدا ولعلها اكثر قليلا من عشرة أعوام، عندما حاصر (عليه افضل الصلاة والسلام) الطائف ثم فض الحصار معلنا ان من تبعه من العبيد في الطائف حر طليق فلعله كان يفكر بعداس – ذلك الغلام النصراني الذي اتاه بعنقود العنب وبذكر يونس وبحفنة امل – في ظهيرة سوداء حارة – في ظل حائط من حوائط الطائف – لكن التاريخ لم يذكر لنا شيئا عن هروب عداس والتحاقه بالرسول – بل لم يذكر لنا شيئا على الإطلاق عدا هذه الواقعة. لقد قدم للرسول عنقودا من العنب ثم اختفى تماما.

ايضا من البوصلة القرآنية ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير