تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وقفات مع سورة الحديد 2]

ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[22 Nov 2005, 02:30 م]ـ

فبعد أن ذكر الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى من سورة الحديد أن السموات والأرض وما فيها تسبح بحمده وتقدسه، منقادة لعزته، قد بدت آثار حكمته،

يقول تعالى ممجدا نفسه حتى تلين القلوب لعظمته:

((له ملك السموات و الأرض يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير))

أي: أن تلك السماوات و الأرض التي تسبح له و تقدسه، وما فيها هي ملك له.

يتصرف بها كيفما شاء، يحي من يشاء إذا شاء، و يميت من يشاء متى شاء.

بماذا؟!!! ........ بقدرته.

و لهذا قال ((و هو على كل شيء قدير)).

تنبئ الكذاب الأسود العنسي في اليمن فأمر بأبي مسلم الخولاني فأحضر إليه، فقال له أتشهد أني رسول الله قال لا، قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم،_ فأراد أن يقتله حتى لا يفسد الناس عليه، ولكنه يريد أن يقتله بطريقة شنيعة حتى يخافه الناس فيطيعونه _ فأمر بنار عظيمة فأججت وخوفه أن يقذفه فيها إن لم يواته على مراده فأبى عليه فقذفه فيها،_ و لكن الذي يحي و يميت القادر على كل شيء لم يشئ ذلك، فجعل هذه النار التي تحرق كل شيئ بردا وسلاما على أبي مسلم الخولاني _. صحيح ابن حبان ج2/ 339 بتصرف

قبض على الوضاح بن خيثمة و أتيا به إلى والي إفريقيا يزيد بن أبي مسلم فقال له الوالي وقد امتلا قلبه حقدا عليه لسبب ما، و الله لأقتلنك و الله لأقتلنك و لو سابقني فيك ملك الموت، _ مسكين هذا الوالي الم يعلم أن الموت والحياة تفرد بها ملك الملوك فلا يشاركه فيها أحد _ ثم دعا بالسيف و النطع فأتي بهما _ وهو يقول والله لأقتلنك وإن سابقني فيك ملك الموت _ و أمر بالوضاح فأقيم على النطع و كتف و قام وراءه رجل بالسيف وأقيمت الصلاة فخرج يزيد إليها فلما سجد أخذته السيوف. ((ذكرالقصة ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان ج6 ص311)) بتصرف.

سبق الموت والي افريقيا فعاش بن خيثمة.

سبحانه له ملك السموات والأرض يحيي و يميت وهو على كل شيء قدير.

و ((القدير)) هو: كامل القدرة، بقدرته أوجد الموجودات، و بقدرته دبرها، و بقدرته سوّاها و أحكمها، و بقدرته يحي و يميت، و يبعث العباد للجزاء، و يجازي المحسن بإحسانه، و المسيء بإساءته، الذي إذا أراد شيئا قال له ((كن فيكون))، و بقدرته يقلب القلوب، و يصرفها على ما يشاء و يريد. ((قاله السعدي رحمه الله في تيسير الكريم ص 902))

فيا سبحان الله القدير على كل شيء، ولا يقدر عليه شيء.

(((فكيف بمن زعم أن الطبيعة قديرة على إنزال المطر واخراج الثمر، أو أن الدهر يهلك و يحي ويدبر ويقضي _تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا _))).تعليق الشيخ عبدالعزيز السدحان حفظه الله

******

سبحانه …. مدح نفسه قبل أن يمدحه المادحون، وأثنى على جلاله قبل أن يثني عليه المثنون، ووصف عظمته قبل أن يصفه الواصفون،

فتمتلئ القلوب بمحبته، والنفوس بعظمته، والأرواح بهيبته،

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير