تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[خطوة جديدة على طريق التفسير البياني - الدكتور فاضل السامرائي]

ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[26 Nov 2005, 10:56 ص]ـ

http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=217577

من المكتبة الاسلامية

خطوة جديدة على طريق التفسير البياني

يبدأ الدكتور فاضل السامرائي الجزء الأول من كتابه وهو الذي نستعرضه هنا بتعريف التفسير البياني، ويتبعه بمقدمة مهمة عن التفسير البياني تحت عنوان: “ما يحتاج إليه المتصدي للتفسير البياني”، ويفصل في هذه المقدمة الجليلة أهم ما يحتاج إليه المفسر، ويؤكد على ما لا بد منه لكل من يتصدى لهذا العمل المهم لئلا يقع في زلل يحسب على كتاب الله وهو منه بريء.

فالتفسير هو “علم يُعرَف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكَمه”. والتفسير البياني هو التفسير الذي يبين أسرار التركيب في التعبير القرآني، فهو جزء من التفسير العام تنصبّ فيه العنايةُ على بيان أسرار التعبير من الناحية البيانية كالتقديم والتأخير، والذكر والحذف، واختيار لفظة على أخرى وما إلى ذلك مما يتعلق بأحوال التعبير.

شروط التفسير البياني

يحدثنا الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي عما يحتاج إليه المتصدي للتفسير البياني، فنعرف أدواتِه المهمة والعلومَ التي ينبغي أن يملك نواصيها قبل أن يتصدى لهذا العمل الجليل.

إن الذي يتصدى للتفسير البياني يحتاج ما يحتاج إليه المتصدي للتفسير العام إلا أن به حاجة أكثر إلى أمور أخرى، منها:

1 - التبحرُ في علوم اللغة العربية من نحو وصرف ولغة وبلاغة. فلا تغني المعرفة اليسيرة بل ينبغي للمفسر البياني أن يكون على اطلاع واسع على علوم اللغة، وحاجةُ المفسر إلى هذه العلوم واضحةٌ لا تخفى.

2 - معرفةُ القراءات القرآنية، وأسباب النزول.

3 - النظرُ في السياق: فإن ذلك من ألزم الأمور للمفسر عموما، وللمفسر البياني على الخصوص. فبالسياق يتضح كثير من الأمور ويتضح سبب اختيار لفظةٍ على أخرى، وتعبير على آخر، ويتضح سببُ التقديمِ والتأخير والذكرِ والحذف ومعاني الألفاظِ المشتركة. فالسياق من أهم القرائن التي تدل على المعنى. وعدم النظر في السياق قد يوقع في الغلط أو عدم الدقة في الحكم.

4 - مراجعةُ المواطن القرآنية التي وردت فيها أمثال التعبير الذي يراد تبيينه لاستخلاص المعنى المقصود.

5 - مراجعةُ المواطن القرآنية التي وردت فيها المفردة التي يراد تفسيرها لمعرفة استعمالاتها ومعانيها ودلالاتها.

6 - أن يعلم المفسرُ أن هناك خصوصياتٍ في الاستعمال القرآني كاستعمال الريح للشر، والرياح للخير، والغيث للخير، والمطر للشر، والعيون لعيون الماء، والصوم للصمت، والصيام للعبادة المعروفة وغير ذلك.

7 - أن ينظرَ في الوقف والابتداء وأثر ذلك في الدلالة والتوسع في المعنى أو التقييد فيه وما إلى ذلك.

8 - أن يسترعي نظرَه أي تغيير في المفردة والعبارة ولو كان فيما يبدو له غيرَ ذي بال فإنه ذو بال، فإن وجد له تعليلا فذاك وإلا فسيأتي من ييسر الله له تعليلَه وتفسيرَه.

9 - إدامةُ التأمل والتدبر وهما من أهم ما يفتح على الإنسان من أسرار، ويهديه إلى معان جديدة.

كلمة الفلق

ثم يفسر الدكتور فاضل السامرائي بعض سور القرآن الكريم تفسيرا بيانيا دقيقا، وقد اختار أن يبدأ بتفسير المعوذتين الفلق والناس، ثم سور الإخلاص والكوثر وقريش والضحى والليل والإنسان والصف والحديد حيث يفسرها تفسيرا كاملا، متتبعا دقائقها باحثا عن أسرار تعبيرها، مجتهدا ما وسعه الجهد في التوصل إلى خفاياها واستخلاص معانيها الكامنة والظاهرة، وقد اخترنا لكم موجزا لتفسيره البياني لكلمة (الفلق) في سورة الفلق لكثرة تلاوة هذه الآية مما يجعل الحاجة أمس إلى معرفة بعض دقائق التعبير فيها:

قال تعالى: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) ”.

بحث المؤلف في سر اختيار هذه الكلمة، والسبب في استعمالها دون أي كلمة أخرى تحمل معناها كالصبح مثلا، وذلك يعود إلى أن أصل كلمة الفلْق هو الشق، ومعاني الفلَق في اللغة هي:

1 - الصبح وهو أشهر معنى له، وخُص به عرفا.

2 - جميع المخلوقات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير