تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما علاقة علم التفسير بعلم البلاغة؟]

ـ[ابن ماجد]ــــــــ[29 Dec 2005, 05:21 م]ـ

هل من كلمة شافية في هذا الموضوع ومفصلة؟ جزاكم الله خيرًا

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Dec 2005, 01:00 ص]ـ

ابن ماجد حفظه الله

إجابة شافية ومفصلة لا يمكن في مثل هذا المقام؛ لأن ذلك يتطلب بحثًا كاملاً.

لكن من وجهة نظري أن في الأمر تفصيل، فهناك موضوعات من علم البلاغة تدخل في بيان المعنى، وتلك تكون من علم التفسير؛ لأن فيها بيانًا عن المعنى. وهناك معلومات ـ وهي الغالب الأعم ـ لا تدخل في بيان المعنى، وإنما هي مما وراء المعنى، وهذه لا تدخل في علم التفسير، وإنما يحتاجها من يريد الحديث عن إعجاز القرآن الكريم، وقد يقع خلط في هذا كما وقع للزمخشري لما جعل من شروط المفسر معرفة البلاغة بدون تفصيل، وإنما يحتاجها من أراد بيان بلاغة القرآن وإعجازه، والله أعلم.

ـ[مرهف]ــــــــ[06 Jan 2006, 01:16 ص]ـ

وجهة نظر أخرى:

مع تأكيدي على ما قاله الدكتور مساعد حفظه الله بأن هذا السؤال جوابه يطول ولكني أرى أن في علم البلاغة جانباً يسمى بعلم البيان، وهذا من أهم جوانب البلاغة تعلقاً بعلم التفسير، واسم هذا الفن ينبئك عن مضمونه، وإن دراسة علم التفسير بالاعتماد على علم البلاغة ينشط الحركة اللغوية في ذهن المفسر من خلال تنشيط صور المعاني وتحسسها في النفس كأنها جزء منا. والله أعلم.

ـ[روضة]ــــــــ[07 Jan 2006, 11:37 م]ـ

[ line] بسم الله الرحمن الرحيم

اسمحوا لي أن أبيّن رأيي في هذا الموضوع من خلال أول مشاركة لي في ملتقاكم، أسأل الله أن يكون ملتقى خير وبركة في ظلال القرآن وعلومه.

للوقوف على العلاقة بين البلاغة والتفسير، يجمُل بنا أن نعرف معنى كلٍّ من العلمين، علم البلاغة وعلم التفسير، أما علم التفسير، فهو العلم الذي يعين على كشف وبيان معاني آيات القرآن الكريم، واستخراج الأحكام منها.

أما البلاغة (لغة) فهي: الوصول والانتهاء، وعرّفها صاحب التلخيص (اصطلاحاً)، فقال: "البلاغة في الكلام مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته .. فالبلاغة راجعة إلى اللفظ باعتبار إفادته المعنى بالتركيب" [التلخيص، القزويني، ص33]. [/ move]

نفهم من هذا أن سلامة تركيب الكلمات إذا أدى إلى إفادة معنى يكون هذا من البلاغة، أي أن الكشف عن المعنى والوصول إلى المقصود هو من البلاغة. وهذا بحدّ ذاته يكشف عن علاقة البلاغة بالتفسير.

وليس عبثاً أن أطلق العلماء على أبرز قسم من أقسام البلاغة (علم المعاني)، فلولا التصاقه بالمعاني وكشفه عنها لما كان لهذه التسمية كبير فائدة.

وليس عبثاً كذلك أن ربط الإمام المفسر صاحب القريحة الوقادة البليغ الماهر جار الله الزمخشري بين القدرة على التصدي لعلم التفسير والبراعة في علمي البيان والمعاني، حيث قال في مقدمة تفسيره (الكشاف): "لا يتصدى منهم أحد لسلوك تلك الطرائق، ولا يغوص على شيء من تلك الحقائق، إلا رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن، وهما: علم المعاني، وعلم البيان، وتمهل في ارتيادهما آونة، وتعب في التنقير عنهما أزمنة .. ".

فإذا عرفنا أن التقديم والتأخير (مثلاً) مبحث من مباحث علم المعاني الذي هو أحد أقسام علم البلاغة وإذا عرفنا ما له من أثر على المعنى، نعلم حينئذِ مدى الالتصاق بين علم المعاني وعلم التفسير.

فليس تقديم المفعول (إياك) في قوله تعالى: "إياك نعبد وإياك نستعين" إلا لمعنى أفاده هذا التقديم، وهو التخصيص؛ لذلك قال المفسرون إن تفسير الآية: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة، ولم يقولوا: نعبدك ونستعينك ... وفرقٌ بين التفسيرين.

كما أن اختيارَ اللفظة القرآنية الذي هو من مظاهر البلاغة أمرٌ شديد الصلة بالمعنى الذي تفيده الآية، وإلا فلماذا ذكر الله عز وجل كلمة (السنة) تارة، وكلمة (العام) تارة أخرى في الآية نفسها؟ فقد قال تعالى: "ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً"؟ لم يكن ذلك إلا لأن كل كلمة تعطي معنى مختلفاً عن الآخر. [للتوسع انظر: إعجاز القرآن الكريم، د. فضل عباس، ص178].

وهذا يقال في جميع مباحث البلاغة من (التعريف والتنكير) و (الحذف والذكر)، وكذا يقال في علم البيان من تشبيهات واستعارات ومجازات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير