[ما معنى الإستثناء الموجود في الآية (لا يمسه إلا المطهرون)]
ـ[محب الوحي]ــــــــ[01 Jan 2006, 08:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله
يقول الله تعالى (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) الآية
وأنا أقرأ بعض أقوال المفسرين لهذه الآية تبادر إلى ذهني هذا السؤال
إذا كان المقصود حسب أقوال بعض المفسرين بالمطهرين الملائكة فما معنى الإستثناء الموجود في الآية (لا يمسه إلا المطهرون) , إذ من المعلوم أن الملائكة كلهم مطهرون؟! فلماذا جاء الإستثناء هنا؟
هل سؤالي هذا صحيح بدءا؟ وإذا كان كذلك فما يكون الجواب إذن؟ إذ كما تعلمون فهم هذا الأمر يحتاج إلى معرفة بمنطوق ومفهوم الآية وبدلالة الإستثناء في اللغة وبغيره من العلوم الشيء الذي لا يمكن أن أدعيه.
وبارك الله تعالى فيكم
الموضوع منقول من ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69079
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 Jan 2006, 10:37 م]ـ
أخي الكريم محب الوحي بارك الله فيك ......
طرحت في سؤالك قضايا كثيرة تحتاج لوقفات أطول ..... حسبي هنا أن أبدي بعض التوضيحات:
-هناك بحث فقهي مشهور عن جواز أو منع مس غير المتوضيء للمصحف.وقد استند بعض المانعين إلى قوله تعالى: (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون).ورد المجيزون هذا الاستدلال باعتباره في غير محل النزاع لأن الآية ذكرت (المطهرون) ولم تذكر (المتطهرون) ..... والفرق كبير بين المعنيين ..... فالمطهر من طهره غيره, والمتوضيء أو المغتسل يصدق عليه وصف (المتطهر) لا (المطهر).وقالوا إن الوصف يليق بالملائكة الذين طهرهم الله بحيث عصموا فلا يفعلون إلا ما يؤمرون .......
-لا إشكال في كون الملائكة كلهم مطهرون ...... لأن الملائكة (المطهرون) في الآية في موقع المستثنى, وليس في موقع المستثنى منه الذي هو عام (محذوف) تقديره: لا يمسه (أحد) إلا المطهرون. فأخرج الملائكة من غير المطهرين الموجودين في عموم (أحد) النكرة المسورة بالنفي, ويراد من غير المطهرين الشياطين تحديدا ..... فتكون الآية جاءت لتصحيح وهم شائع في الجاهلية وهو استمداد الشعراء والكهان والعرافين من قرناء لهم شياطين ... وقد يسمونه "الرئي"أو "القرين"أو "الصاحب".وقد افتخر شاعرهم في بيت شعرى لا يحضرني الآن إلا معناه:" إذا كان قرين الشعراء الآخرين أنثى فقرينه ذكر .... "
لقد اختلط أمر النبوة على الجاهليين بأمور السحر والشعر والكهانة ...... فنزل القرآن لوضع كل شيء في مكانه المناسب ......
{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} (210) سورة الشعراء
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} (221) {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} (222) سورة الشعراء
فالنبي اجتباه الله وخصه بكلام الله بواسطة ملك مطهر ... فمسار الوحي إذن محمي محصن بل لقد طهرت السماء نفسها من مردة الجن الذين كانوا يسترقون السمع زمن نزول الوحي -كما بينت سورة الجن -فضلا عن أن يتلبسوا يشيء منه:
{وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا} (9) سورة الجن
{إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} (27) سورة الجن.
وبناء على هذا لا يكون معنى الآية) إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) تنبيها على حكم ما فقهي يتعلق بمس المصحف بقدر ما تشير إلى عصمة الوحي وتنقله عبر مسار مطهر معصوم محفوظ .... من اللوح المحفوظ إلى الملك المطهر إلى النبي المعصوم .....
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 06:33 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عبدالمعز. والبيت الذي ذكرتموه بالمعنى هو قول الشاعر أبي النجم العجلي وهو من المتأخرين توفي سنة 130هـ:
إِنِّي وكلُّ شاعرٍ من البَشَرْ = شيطانهُ أُنثى وشَيطاني ذَكَرْ
فَما رَآني شاعِرٌ إِلا اِستَتَرْ = فِعلَ نُجومِ اللَيلِ عايَنَّ القَمَرْ
غير أن هذا الذي ذكره كما تفضلتم كان سائداً في الجاهلية واستمر صداه في أشعار بعض الشعراء بعد الإسلام كأبي النجم وغيره.
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[27 Oct 2007, 07:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً