[أسئلة في سورة التوبة.]
ـ[لطيفة بنت محمد]ــــــــ[27 Feb 2006, 09:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أورد الإمام البخاري في تفسيره عند قوله تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) رواية البخاري عن زيد بن وهب قال: مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر, فقلت له: ما انزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشأم فاختلفت أنا و معاوية في (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله) فقال معاوية: نزلت في أهل الكتاب. فقلت: نزلت فينا وفيهم, وكان بيني وبينه في ذلك. فكتب إلى عثمان يشكوني, فكتب إليّ عثمان أن اقدم المدينة, فقدمتها فكثر عليّ الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك, فذكرت ذلك لعثمان فقال: إن شئت تنحيت فكنتَ قريبا, فذاك الذي أنزلني هذا المنزل, ولو أمّروا عليّ حبشيا لسمعت وأطعت ..
السؤال: ما معنى عبارة عثمان رضي الله عنه وأبي ذر رضي الله عنه بعدها.
***********
سؤال: ذَكر الله جل جلاله في سورة التوبة صفات للمنافقين كالبخل والتثاقل عن الطاعات وغيرها, فهل من كانت فيه من هذه الصفات كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها, أم هذا خاص بالصفات التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه
وتكون أشدها؟
***********
سؤال: قال الله جل اسمه: (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)
كيف نجزم بالنفاق على أحد حتى نجاهده باللسان؟
***** سددكم الباري تعالى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Feb 2006, 12:54 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جواب السؤال الأول:
يتضح معنى السؤال بمعرفة تفاصيل قصة أبي ذر رضي الله عنه. فقد كان أبو ذر ربما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم أمراً، وجاء بعده ما ينسخه ولا يعلم به من النبي صلى الله عليه وسلم، فيبقى على ما سمع. وقد ذكر عن شداد بن أوس أنه قال: كان أبو ذر يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه الشدة ثم يخرج إلى قومه ثم يرخص فيه النَّبي صلى الله عليه وسلم فلا يسمع الرخصة، ويتعلق بالأمر الأول. اهـ.
ولذلك خالف جمهور الصحابة في فهمه لهذه الآية الكريمة، وهي آية الكنز التي في سورة التوبة. فكان يذهب إلى أَنَّ كلَّ ما فَضَلَ عن القوت كنزٌ يُحاسبُ عليه كانزه من المسلمين وغيرهم. في حين ذهب الجميع إلى أن الكنز هو ما لم يؤد كانزه زكاته، فإن أدى الزكاة فليس بكنز. وقد كان أبو ذر رضي الله عنه ينشر قوله هذا في الناس فشق عليهم ذلك، وهو مقيم في دمشق زمن ولاية معاوية عليها، في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين. فطلب معاوية من عثمان رضي الله عنه أن ينظر في أمر أبي ذر بأن يطلب منه الخروج من دمشق حتى لا يشق على الناس برأيه في هذا، وقد استجاب أبو ذر رضي الله عنه لأمر عثمان بالقدوم للمدينة مع إصراره على رأيه في فهم الآية. وجاء أبو ذر رضي الله عنه للمدينة، فاجتمع الناس عليه يسألونه عن سبب خروجه من دمشق وعودته للمدينة، فكان يخبرهم برأيه في الآية وأنه سبب خروجه. فخشي عثمان رضي الله عنه على أهل المدينة مما خشي منه معاوية رضي الله عنه على أهل دمشق، فطلب من أبي ذر رضي الله عنه ما دام مصراً على قوله ونشره بين الناس أن يتكرم بالخروج إلى مكان قريب من المدينة يكون تأثيره فيه على الرأي العام أقل. ففعل وخرج إلى الربذة رضي الله عنه، وبقي بها حتى مات.
وهاك نقولاً مختارة حول هذا تزيدك ثقة بما تقدم إن شاء الله، فإن النقل عن الكبار يشعر بالثقة والطمأنينة رحمهم الله وجزاهم عنا خيراً.
[ line]
قال ابن حجر في (فتح الباري): (الرَّبَذَة بِفَتْحِ الرَّاء وَالْمُوَحَّدَة وَالْمُعْجَمَة مَكَان مَعْرُوف بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة، نَزَلَ بِهِ أَبُو ذَرّ فِي عَهْد عُثْمَان وَمَاتَ بِهِ. وَإِنَّمَا سَأَلَهُ زَيْد بْن وَهْب عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ مُبْغِضِي عُثْمَان كَانُوا يُشَنِّعُونَ عَلَيْهِ أَنَّهُ نَفَى أَبَا ذَرّ، وَقَدْ بَيَّنَ أَبُو ذَرّ أَنَّ نُزُوله فِي ذَلِكَ الْمَكَان كَانَ بِاخْتِيَارِهِ.
¥