[(فأنزل الله سكينته عليه) لأبي بكر، لا للنبي صلى الله عليه وسلم! (شارك)]
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Mar 2006, 12:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
في قوله تعالى في سورة التوبة (إلا تنصروه فقد نصره الله ... فأنزل الله سكينته عليه ... ) الآية
هناك خلاف بين العلماء مدوَّنٌ في كتب التفاسير من المراد بالضمير في قوله: (عليه)
فالأول: النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: على أبي بكر رضي الله عنه.
فما رأي الإخوة الفضلاء.
وخلاصة ما عندي أن الضمير يعود على أبي بكر رضي الله عنه.
فاتمنى أن تثرى المسألة بشي من تتبع أقوال أهل العلم من المشايخ الفضلاء.
والله أعلم
محبكم
ـ[طالب العلم1]ــــــــ[20 Mar 2006, 06:05 م]ـ
نقول وبالله العون ...
من نسق الألفاظ المتعاقبة وسياقها الدالة دلالة واضحة على إرادة الرسول صلى الله عليه وسلم بالضمير الغائب "هو" في قوله تعالى " تنصروه ... نصره ... أخرجه الذين كفرو .... ثاني اثنين ... إذ يقول لصاحبه ..... فأنزل الله سكينته عليه " ومما يلاخظ أن دلالات الألفاظ المتعاقبة بنفس السياق تدل على إرادته فالرسول هو من أمر الله بنصرته ومن أخرج من قومه ومن كان ثاني اثنين والدليل اللغوي وسياق الحوار واضحين على بون اللفظ بين الصديق الخائف من كيد الكفار وبين النبي المطمئن له ... فمن كل ماسبق يخلص القول إلى انصراف الهاء في قوله "عليه " إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. وما يعاضدها قوله تعالى " ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا"ولو أن الرحمة عامة بكل المسلمين وقبلهم سيد الخلق
والله أعلم وأستغفر الله من الزلل ... وأعتذر إن كان من خطا في الكتابة فلقد كنت في عجلة من أمري ...
ـ[روضة]ــــــــ[21 Mar 2006, 03:51 م]ـ
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة:40)
******************
من المفسرين من جعل الفاء في قوله: (فأنزل) تعقيبية على قوله تعالى: (إذ يقول لصاحبه)، جعل الضمير في (عليه) راجعة إلى أبي بكر رضي الله عنه، كالإمام الرازي والشيخ أبي حيان رحمهما الله، ومن جعل الفاء للتفريع على قوله تعالى: (فقد نصره الله)، جعل الضمير للرسول عليه السلام، كابن عاشور رحمه الله.
قال الإمام الرازي:
قوله: {فَأَنزَلَ ?للَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} ومن قال الضمير في قوله: {عَلَيْهِ} عائداً إلى الرسول فهذا باطل لوجوه.
الوجه الأول: أن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورات، وأقرب المذكورات المتقدمة في هذه الآية هو أبو بكر، لأنه تعالى قال: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} والتقدير: إذ يقول محمد لصاحبه أبي بكر لا تحزن، وعلى هذا التقدير: فأقرب المذكورات السابقة هو أبو بكر، فوجب عود الضمير إليه.
والوجه الثاني: أن الحزن والخوف كان حاصلاً لأبي بكر لا للرسول عليه الصلاة والسلام، فإنه عليه السلام كان آمناً ساكن القلب بما وعده الله أن ينصره على قريش فلما قال لأبي بكر لا تحزن صار آمناً، فصرف السكينة إلى أبي بكر ليصير ذلك سبباً لزوال خوفه، أولى من صرفها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أنه قبل ذلك ساكن القلب قوي النفس.
والوجه الثالث: أنه لو كان المراد إنزال السكينة على الرسول لوجب أن يقال: إن الرسول كان قبل ذلك خائفاً، ولو كان الأمر كذلك لما أمكنه أن يقول لأبي بكر: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ?للَّهَ مَعَنَا} فمن كان خائفاً كيف يمكنه أن يزيل الخوف عن قلب غيره؟ ولو كان الأمر على ما قالوه لوجب أن يقال: فأنزل الله سكينته عليه، فقال لصاحبه لا تحزن، ولما لم يكن كذلك، بل ذكر أولاً أنه عليه الصلاة والسلام قال لصاحبه لا تحزن، ثم ذكر بفاء التعقيب نزول السكينة، وهو قوله: {فَأَنزَلَ ?للَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} علمنا أن نزول هذه السكينة مسبوق بحصول السكينة في قلب الرسول عليه الصلاة
¥