تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل هذه الآية تدل على أن من تاب من الربا لا يتخلص منه؟؟؟]

ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[25 Nov 2005, 12:49 م]ـ

(َمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ)

كما هو اختيار ابن تيمية وابن عثيمين

فإن كان كذلك فكيف التوفيق بينها وبين الآية الأخرى: (وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)

وجزاكم الله خيرا

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Nov 2005, 08:29 م]ـ

حبذا لو أوردت قوليهما بنصه، تيسيرا للاطلاع، و ضمانا لصحة العزو و كذا دقة النقل.

- و هي جزء من الآية:

{?لَّذِينَ يَأْكُلُونَ ?لرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ ?لَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ?لشَّيْطَانُ مِنَ ?لْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُو?اْ إِنَّمَا ?لْبَيْعُ مِثْلُ ?لرِّبَا وَأَحَلَّ ?للَّهُ ?لْبَيْعَ وَحَرَّمَ ?لرِّبَا فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فَ?نْتَهَى? فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى ?للَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـ?ئِكَ أَصْحَابُ ?لنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} * [البقرة: 275]

و هذا تفسيرها، كما ذكره الإمام القرطبي في كتابه " الجامع لأحكام القرآن "، نجتزئ منه ما يخص مسألتنا تلك، قال:

(ومسائل هذا الباب حصرها علماؤنا في سبع وعشرين مسألة، ومدارها على ما ذكرناه، فاعلم.

...............

...............

..............

الرابعة والعشرون ـ قوله تعالى: {فَلَهُ مَا سَلَفَ}: أي من أمر الربا لا تِباعةً عليه منه في الدنيا ولا في الآخرة؛ قاله السُّدّي وغيره. وهذا حكم من الله تعالى لمن أسلم من كفار قريش وثَقِيف ومن كان يتّجر هنالك. وسلف: معناه تقدّم في الزمن وانقضى.

*********

الخامسة والعشرون ـ قوله تعالى: {وَأَمْرُهُ إِلَى ?للَّهِ} فيه أربع تأويلات:

أحدها: أن الضمير عائد إلى الربا، بمعنى وأمر الربا إلى الله في إمرار تحريمه أو غير ذلك.

والآخر: أن يكون الضمير عائداً على «ما سلف» أي أمره إلى الله تعالى في العفو عنه وإسقاط التَّبِعة فيه.

والثالث: أن يكون الضمير عائداً على ذي الربا، بمعنى أمره إلى الله في أن يثبته على الانتهاء أو يعيده* إلى المعصية في الربا. واختار هذا القول النحاس، قال: وهذا قول حسن بيِّن، أي وأمرُه إلى الله في المستقبل إن شاء ثبّته على التحريم وإن شاء أباحه*

.

والرابع: أن يعود الضمير على المنتهى؛ ولكن بمعنى التأنيس له وبسط أمله في الخير؛ كما تقول: وأمره إلى طاعة وخير، وكما تقول: وأمره في نموّ وإقبال إلى الله تعالى وإلى طاعته.


• * أي: المنتهي العاصي

==================================

و كذا ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره، قال:

(وهو العليم الحكيم الذي لا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل، وهم يسألون، وهو العالم بحقائق الأمور ومصالحها وما ينفع عباده فيبيحه لهم، وما يضرهم فينهاهم عنه، وهو أرحم بهم من الوالدة بولدها الطفل، ولهذا قال: {فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فَ?نتَهَى? فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى ?للَّهِ}
أي: من بلغه نهي الله عن الربا، فانتهى حال وصول الشرع إليه، فله ما سلف من المعاملة، لقوله:
{عَفَا ?للَّهُ عَمَّا سَلَف}
[المائدة: 95] وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: " وكل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدميّ هاتين، وأول ربا أضع ربا العباس " ولم يأمرهم برد الزيادات المأخوذة في حال الجاهلية، بل عفا عما سلف، كما قال تعالى: {فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى ?للَّهِ}
قال سعيد بن جبير والسدي: فله ما سلف: ما كان أكل من الربا قبل التحريم. وقال ابن أبي حاتم: قرىء على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أخبرنا ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أم يونس، يعني: امرأته العالية بنت أيفع، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لها أم محبة أم ولد لزيد بن أرقم: يا أم المؤمنين أتعرفين زيد بن أرقم؟ قالت: نعم، قالت: فإني بعته عبداً إلى العطاء بثمانمائة، فاحتاج إلى ثمنه، فاشتريته قبل محل الأجل بستمائة، فقالت: بئس ما شريت، وبئس ما اشتريت، أبلغي زيداً أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم يتب، قال: فقلت: أرأيت إن تركت المائتين وأخذت الستمائة؟ قالت: نعم {فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فَ?نتَهَى? فَلَهُ مَا سَلَفَ}. وهذا الأثر مشهور، وهو دليل لمن حرم مسألة العينة، مع ما جاء فيها من الأحاديث المذكورة المقررة في كتاب الأحكام، ولله الحمد والمنة، ثم قال تعالى: {وَمَنْ عَادَ} أي: إلى الربا، ففعله بعد بلوغه نهي الله له عنه، فقد استوجب العقوبة، وقامت عليه الحجة، ولهذا قال: {فَأُوْلَـ??ئِكَ أَصْحَـ?بُ ?لنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـ?لِدُونَ}).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير