[تفسير سهل التستري.]
ـ[إيمان البحر]ــــــــ[14 Feb 2006, 07:13 ص]ـ
إخواني لقد بحثت في كتاب (تفسير القرآن العظيم) لسهل التستري. وحاولت جمع معلومات عن حياة الشيخ وكتابه. ولم يُقوم عملي. فمن كان مهتم بهذا الكتاب وأراد نسخة فليطلب، ومن يريد تقويم ماكتبت فأنا على استعداد لعرضه ... ولكن هل يمكن عرضه كاملا في هذا الملتقى؟ وللعلم البحث صغير مكون من 20 صفحة.
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Feb 2006, 10:14 ص]ـ
لا بأس من عرض البحث، وفقك الله.
ـ[إيمان البحر]ــــــــ[14 Feb 2006, 02:26 م]ـ
الباب الأول: دراسة حول المؤلف
أولاً: حياته:
أ) اسمه ونسبه:
هو أبو محمد، سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رافع التستري، أحد أئمة الصوفية وعلمائهم المتكلمين في علوم الإخلاص والرياضيات وعيوب الأفعال.
قال أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "حلية الأولياء": عامة كلام سهل في تصفية الأعمال، وتنقية الأحوال عن المعايب والأعلال.
ب) ولادته:
وُلد في تستر في سنة مائتين وقيل إحدى ومائتين للهجرة، وإلى هذه المدينة ترجع نسبته (التستري)، وهذه المدينة من أعظم مدن خوزستان، (وتفرد بعض الناس بجعل تستر مع الأهواز، وبعضهم يجعلها مع البصرة، وجعلها عمر بن الخطاب من أرض البصرة لقربها منها).
ج) صفاته:
كان رحمه الله زاهداً، عابداً، ولم يكن له في وقته نظير في المعاملات والورع، حتى أنه ليكتفي بوزن أوقية من خبز الشعير لطعام يوم كامل. كما أنه كان صواماً حتى أنه ليصوم الوصال، ويتفادى إثم الوصال بالإفطار على الماء القراح (الخالص) أحياناً، أما تهجده فقد كان يقوم الليل كله في الصلاة.
وذكر الإمام القشيري في رسالته عن سهل أنه قال:" جعلت قوتي اقتصاراً على أن يُشترى لي بدرهم من الشعير فيطحن ويخبز لي، فأفطر عند السحر كل ليلة على أوقية واحدة بحتاً، بغير ملح ولا إدام، فكان يكفيني ذلك الدرهم سنة. ثم عزمت على أن أطوي ثلاث ليال، ثم أفطر ليلة، ثم خمساً، ثم سبعاً، ثم خمساً وعشرين ليلة. وكنت عليه عشرين سنة. ثم خرجت أسيح في الأرض سنين، ثم رجعت إلى تستر، وكنت أقوم الليل كله.
وكان التستري رحمه الله سخياً بطبعه ينفق ماله في طاعة الله، وبالغ في ذلك حتى أن أمه وأخوته شكوه إلى بعض الزهاد، فأفهمهم أن من يرغب في الآخرة لا يترك في الدنيا شيئاً.
د) كراماته:
سئل سهل عن قوله تعالى: {?للَّهُ لاَ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لْحَيُّ ?لْقَيُّومُ} [البقرة255] فقال: هذه أعظم آية في كتاب الله تعالى، وفيها اسم الله الأعظم، وهو مكتوب بالنور الأخضر في السماء سطراً واحداً من المشرق إلى المغرب، كنت رأيته كذلك في ليلة القدر مكتوباً، وأنا بعبادان لا إله إلا هو الحي القيوم.
وذُكر في تفسير التستري أن سهل دخل على رجل من عباد البصرة، فرأى عنده بلبلة في قفص، فقال: لمن هذه البلبلة؟ فقال: لهذا الصبي، كان ابناً له، قال: فأخرج سهل من كمه دينار فقال: بُني أيما أحب إليك الدينار أم البلبلة؟ فقال: الدينار. فدفع إليه الدينار وأطلق البلبلة. قال: فقعد البلبل على حائط الدار حتى خرج سهل، فجعل يرفرف فوق رأسه حتى دخل سهل داره، وكان في داره سدرة فسكنت البلبلة السدرة، فلم تزل فيها حتى مات، فلما رفعوا جنازته جعلت ترفرف فوق جنازته والناس يبكون، حتى جاءوا بها إلى قبره، فوقفت في ناحية حتى دُفن وتفرق الناس عن قبره، فلم تزل تضطرب على قبره حتى ماتت، فدفنت بجنبه.
هـ) نشأته وتصوفه: نشأ سهل التستري في تستر، وكانت بدايات اتجاهه إلى التصوف في سن مبكرة جداً. وقد مر في نشأته بعدة مراحل أثرت في تفكيره واتجاهه يمكن تلخيصها فيما يلي:
-أولاً: خاله محمد بن سوار:
¥