تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تساؤل .. 4]

ـ[فاروق]ــــــــ[03 Feb 2006, 09:21 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ..

يقول الله تعالى في سورة الممتحنة:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)

بالنسبة للمؤمنات لماذا جاء التحليل بالصيغة الإسمية "حل" وبالنسبة للمؤمنين جاءت بالصيغة الفعلية"يحلون"؟؟

يقول الله تعالى في نفس السورة:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12)

ما الحكمة من ذكر السرقة قبل الزنا والقتل رغم أن عقوبتهما أشد من عقوبة السرقة؟؟

ـ[روضة]ــــــــ[04 Feb 2006, 12:44 ص]ـ

مما تقرر في علم البلاغة أن لكلٍ من الجملة الاسمية والجملة الفعلية غرضاً ومعنى تؤديه لا تصلح له الأخرى، وقد عقد الشيخ عبد القاهر الجرجاني فصلاً في (دلائل الإعجاز) سمّاه (القول على فروق في الخبر)، تحدث فيه عن الخبر حين يأتي اسماً وحين يأتي فعلاً، وبيّن أن موضوع الاسم على أن يثبت به المعنى للشيء من غير أن يقتضي تجددَّه شيئاً بعد شيء، أما الفعل فموضوع على أن يقتضي تجدد المعنى المثبت به شيئاً بعد شيء.

وضرب لهذا أمثلة، فإذا قلت: (زيد منطلق)، فقد أثبت الانطلاق فعلاً له، من غير أن تجعله يتجدد ويحدث منه شيئاً فشيئاً، بل توجبه وتثبته فقط، وتقضي بوجوده على الإطلاق.

وأما الفعل فإنه يُقصد فيه إلى ذلك (يقصد: التجدد والحدوث)، فإذا قلتَ: زيد ها هو ذا ينطلق، فقد زعمت أن الانطلاق يقع منه جزءاً فجزءاً، وجعلتَه يزاوله ويزجِّيه.

ثم جاء بمثالين آخرين ليجلّي ما قال.

وبعدها خصص الكلام في الخبر حين يكون صفة مشبهة، فقال: ومتى اعتبرت الحال في الصفات المشبهة وجدت الفرق ظاهراً بيّناً ولم يعترضك الشك في أن أحدهما لا يصلح في موضعه صاحبه، فإذا قلتَ: (زيد طويل)، و (عمرو قصير)، لم يصلح مكانه (يطول) و (يقصر)، وإنما تقول: (يطول) و (يقصر)، إذا كان الحديث عن شيء يزيد وينمو كالشجر والنبات والصبي ونحو ذلك، مما يتجدد فيه الطول أو يحدث فيه القصر، فأما وأنت تتحدث عن هيئة ثابتة، وعن شيء قد استقرّ طوله، ولم يكن ثمَّ تزايدٌ وتجدد، فلا يصلح فيه إلا الاسم.

هذه مقدمة عن الفرق بين الخبر حين يكون فعلاً وحين يكون اسماً، وبالأخص إذا كان الاسم صفة مشبهة، لننطلق منها إلى الآية الكريمة: {لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}، فنجد المفسرين قد طبّقوا هذه القاعدة في بيان السر البياني وراء اختلاف النظم في الجملتين الكريمتين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ): جاء الخبر صفة مشبهة، والمعنى أن المؤمناتِ لسن حلالاً للمشركين.

(وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ): جاء الخبر جملة فعلية، والمعنى أن المشركين لا يحلون للمؤمنات.

والخطاب في الجملتين لولاة الأمور بعدم جواز التخلية بين المسلمة وزوجها المشرك، وليس الكلام هنا يتعلق بالمؤمنين وبحكم زواجهم من الكافرات، كما ظهر لي من سؤال الأخ الفاضل فاروق: بالنسبة للمؤمنات لماذا جاء التحليل بالصيغة الإسمية"حل"وبالنسبة للمؤمنين جاءت بالصيغة الفعلية"يحلون"؟؟

،،،،،،،،،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير