تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل تحتمل هذه الآية ... هذا المعنى؟]

ـ[عماد الدين]ــــــــ[21 Mar 2006, 11:25 ص]ـ

يقول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة:

(وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ... )

كتب التفاسير أوردت معنى (تولى) أي ذهب أو أدبر عنك أو فارقك .. (على الأقل كتب التفاسير التي لدي) .. ولكن تبادر لذهني معنى آخر بعدما رأيت من أحداث (في العراق مثلا) أن هناك أناسا تنطبق عليهم الآية التي تسبق الآية التي ذكرت (ويشهد الله على ما في قلبه) .. ولكنه إذا أعطي الولاية (تولى) وحكم أخذ يفتك بالآخرين قتلا وتعذيبا وهدما حتى لبيوت الله عز وجل.

السؤال: هل يكون هذا المعنى صحيحا؟

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 Mar 2006, 04:32 م]ـ

أخي الكريم:

المعنى الذي خطر ببالك لا حرج فيه فقد قال السلف به ....

قال أبو السعود:

وإذا تولى أي من مجلسك وقيل إذا صار والياسعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل.

قال النسفي:

أو إذا كان واليا فعل ما يفعله ولاة السوء من الفساد فى الأرض باهلاك الحرث والنسل وقيل يظهر الظلم حتى يمنع الله بشؤم ظلمه القطر فيهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.

ولخص الشوكاني:

{وإذا تولى} أي أدبر وذهب عنك يا محمد وقيل: إنه بمعنى ضل وغضب وقيل: إنه بمعنى الولاية: أي إذا كان واليا فعل ما يفعله ولاة السوء من الفساد في الأرض والسعي المذكور يحتمل أن يكون المراد به العمل في الفساد وإن لم يكن فيه سعي بالقدمين كالتدبير على المسلمين بما يضرهم وأعمال الحيل عليهم وكل عمل يعمله الإنسان بجوارحه أو حواسه يقال له سعي وهذا هو الظاهر من هذه الآية.

بل إن تفسير تولى بمعنى الولاية قديم جدا فقد ذكره الضحاك ومجاهد كما نقرأ في تفسير البغوي:

قال الضحاك: {وإذا تولى} أي ملك الأمر وصار واليا {سعى في الأرض} قال مجاهد: في قوله عز وجل {وإذا تولى سعى في الأرض} قال إذا ولي فعمل بالعدوان والظلم أمسك الله المطر وأهلك الحرث والنسل {والله لا يحب الفساد} أي لا يرضى بالفساد قال سعيد بن المسيب: قطع الدرهم من الفساد في الأرض.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 Mar 2006, 07:14 م]ـ

السلام عليكم

قد يكون سبب نزول الآية مرجحا لمعنى الإدبار والذهاب

قال الواحدي في " أسباب نزول القرآن" (قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي، وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأظهر له الإسلام وأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه، وقال: إنما جئت أريد الإسلام، والله يعلم إني لصادق، وذلك قوله ويشهد الله على في قلبه ثم خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر، فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله تعالى فيه (وَإِذا تَوَلَّى سَعى في الأَرضِ لِيُفسِدَ فيها وَيُهلِكَ الحَرثَ وَالنَسلَ).

فسبب النزول هذا من مرجحات المعنى الذي يفيد بأنّ تولّى هي أدبر وذهب

ـ[منصور مهران]ــــــــ[21 Mar 2006, 07:41 م]ـ

علماء الأصول اتفقوا على: أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، اتساعا للمعنى وشمولا للحوادث المتعاقبة على مدى الزمن حتى لا يجمد المعنى عند حد واحد فيصطدم بما يطرأ على أحوال الناس، وبالله التوفيق.

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[21 Mar 2006, 08:11 م]ـ

و قالوا أيضا إن أسباب النزول قد تفيد في تفسير الآيات، و لا تفيد تخصيصها بما نزلت فيه،

و لما كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب،

لأن العموم مناسب لخلود الشريعة و صلاحها لكل زمان،

كان معنى " تولى " - في قوله تعالى: {(وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل} -: الولاية للأمر و الإفساد فيه أرجح.

و العلم عند الله

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 Mar 2006, 09:58 م]ـ

السلام عليكم

أعرف تماما أنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب--ولم أقل بغير هذا---فكلا التفسيرين آخذان بالقاعدة

فإذا قلنا تولّى بمعنى أدبر وذهب فنحن لا نتحدث عن الحادثة المعينة ولا عن الشخص المعيّن الذي تناولته أحداث القصة

وكذلك إذا قلنا تولّى بمعنى تولّى السلطة فنحن لا نتكلم عن الحادثة ولا عن الشخص المعين

أمّا بالنسبة لتفسير هذه الآيات بالذات فإنّه من الأرجح أنّ المعنى ليس تولي السلطة

لسببين

# السياق لا يحتمل المعنى--قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ)

فلا يستقيم أن يكون المعنى --"من النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا فإذا تولّى السلطة أفسد"

إنما يستقيم القول بأن يعجبك قوله الذي يقوله أمامك ثم إذا ذهب وأدبر تصرف تصرفات مفسدة تعاكس ما قال أمامك من أقوال

تناسب واضح بين أن يكون قوله أمامك فيه خير وبين أن تكون تصرفاته عندما يتركك فيها فساد

ولا تناسب بين أن يقول أمامك أقوالا فيها خير ثم إذا تولى السلطة أفسد--

-ونسبة من يتولّون السلطة قليلة جدا ليفرد لها السياق هذا المعنى---ربما يكون معنى مقصودا بعد استفراغ كافة المعاني--أي هو من ضمن المعاني لا أرجحها

# ثمّ وأرجو أن تسعفني اللغة فلم أر استخداما لتولّى بمعنى تولّى السلطة بدون تعدية إلى مفعول به وهو الأمر أو السلطة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير