[الدرراللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع]
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[16 Jan 2006, 03:40 ص]ـ
[الدرراللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع]
نظم المقرئ أبي الحسن علي بن محمد
(ابن بري) المتوفى سنة 731هـ
الحمد لله الذي أوْرَثَنَا
كتابَه وعِلْمه علَّمنا
حمدا يدوم بدوام الأبد
ثم صلاته على محمد
أكرم من بُعث للأنام
وخيرِ من قد قام بالمقام
جاء بختم الوحي والنبوءهْ
لخير أمة من البريئهْ
صلى عليه ربَُّنا وسلَّما
وآله وصحبه تكرّما
وبعد فاعلمْ أن علم القرآنْ
أجملُ ما به تحلى الإنسانْ
وخيرُ ما علَّمهُ وعَلِمهْ
واستعمل الفكرَ له وفهِمهْ
وجاء في الحديث أن المَهَرَهْ
في علمه مع الكرام البررهْ
وجاء عن نبينا الأوَّاهِ
حمَلةُ القرآن أهلُ الله
لأنه كلامه المرَفَّعُ
وجاء فيه شافِعٌ مُشَفّعُ
وقدْ أتت في فضله آثارُ
ليست تَفي بحملها أسفارُ
فلنكتفي منها بما ذكرْنا
ولنصْرِفِ القول لما قصدْنا
من نظم مقرإ الإمام الخاشع
أبي رُؤَيْمِ المَدنيِّ نافعْ
إذْ كان مقرأَ إمامِ الحرم
الثبْتِ فيما قد روى المقدَّمِ
ولِلَّذي ورد فيه أنَّهْ
دون المقارئ سواه سُنَّهْ
فجئتُ منه بالذي يطَّرِدُ
ثم فرشْتُ بعدُ ما ينفرِدُ
في رجَزٍ مُقَرَّبٍ مشطورِ
لأنه أحْظى من المنثورِ
يكون للمُبْتدئين تبصِرهْ
وللشيوخ المقرئين تذكرهْ
سمَّيْتُهُ بالدُّرَرِ اللوامِعْ
في أصْل مقرإ الإمام نافعْ
نظمته محتسبا لله
غيرَ مُفاخِرٍ ولا مُباهِ
على الذي روى أبو سعيدِ
عثمانُ ورشٌ عالم التجويد
رئيسُ أهلِ مصر في الدرايهْ
والضبط والإتقان في الروايهْ
والعالم الصدْرُ المعلِّم العلَمْ
عيسى بْنُ مينا وهْو قالون الأصَمّ
أثبتُ منْ قرأ بالمدينهْ
َودَانَ بالتقوى فزان دِينهْ
َبيّنتُ ما جاء من اختلاف
بينهما عنه أو ائتلاف
ورُبَّما أطلقتُ في الأحكام
ما اتفقا فيه عن الإمام
سلكتُ في ذاك طريقَ الدّاني
إذْ كان ذا حفظٍ وذا إتقان
حسَبَ ما قرأت بالجميعِ
عن ابن حمدونَ أبي الربيعِ
المُقْرِئِ المحقَِقِ الفصيحِ
ذي السَّندِ المقدَّمِ الصحيحِ
أوردتُّ ما أمكنني من الْحُجَجْ
مما يقام في طِلابه حِجَجْ
ومع ذا أقِرُّ بالتقصيرِ
لكلِّ ثبْتٍ فاضل نحرير
وأسأل الله تعالى العِصْمَهْ
في القول و الفعل فتلك النعمهْ
القول في التعوذ المختار
وحكمه في الجهر والإسرار
وقد أتت في لفظه أخبارُ
وغيرُ ما في النحل لا يختار
والجهر ذاع عندنا في المذهب
به والاخفاءَ روى المسيبي
القول في استعمال لفظ البسمله
والسكتِ والمختارِ عند النقلة
قالون بين السورتين بسملا
وورش الوجهان عنه نقلا
فاسكت يسيرا تَحظ بالصواب
أوْ صِل لّه مبيّنَ الإعراب
وبعضهم بسمل عن ضرورهْ
في الأربع المعلومة المشهورهْ
للفصل بين النفي والإثبات
والصبر واسم الله والويلات
والسكت أوْلى عند كل ذي نظر
لأن وصفه الرحيم معتبر
ولا خلاف عند ذي قراءه
في تركها في حالتي براءه
وذكرها في أول الفواتح
والحمد لله لأمر واضح
واختارها بعض أولي الأداء
لفضلها في أول الأجزاء
ولا تقف فيها إذا وصلتها
بالسورة الأولى التي ختمتها
القول في الخلاف في ميم الجميع
مقرَّبُ المعنى مهذَّبٌ بديعْ
وصل ورشٌ ضم ميمِ الجمع
إذا أتت من قبل همز القطع
وكلها سكنها قالون
ما لم يكن من بعدها سكون
واتفقا في ضمها في الوصل
إذا أتت من قبل همز الوصل
وكلهم يقف بالإسكان
وفي الإشارة لهم قولان
وتركها أظهر في القياس
وهْو الذي ارتضاه جُل الناس
القول في هاء ضمير الواحد
والخلف في قصْر ومدِّ زائدِ
واعلم بأن صلة الضمير
بالواو أو بالياء للتكثير
فالهاء إن توسطت حركتين
فنافع يصلها بالصلتين
وهاء هذه كهاء المضمَر
فوصلها قبل محرَّكٍ حَرِ
واقصر لقالون يؤده معا
ونؤته منها الثلاث جُمَعا
نولّهِ ونُصلهِ يتّقِهِ
وأرجه الحرفين معْ فألقه
رعايةً لأصله في أصلها
قبل دخول جازم لفعلها
وصِلْ بطه الْهَا لهُ من ياته
على خلاف فيه عن رُوَاته
ونافع بقصر يرضه قضى
لثقل الضم وللذي مضى
ولم يكن يراه في هاء يره
معْ ضمها وجزمِهِ إذ غيَّره
لفقدِ عينه ولامه فقد
ناب له الوصل مَنَابَ ما فَقَدَ
القول في الممدود والمقصور
والمتوسطِ على المشهور
والمد واللين معا وصفان
للألف الضعيف لازمان
ثم هما في الواو والياء متى
عن ضمة أوكسرة نشأتا
وصيغة الجميع للجميع
¥