تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مؤلف كتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم) والرأي الفطير!]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Feb 2006, 01:38 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

صدرت عن مكتبة مدبولي بالقاهرة عام 2002م الطبعة الأولى من كتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم) الذي كتبه سعد بن عبدالمطلب العدل.

http://www.tafsir.net/images/heroghleef.jpg

وقد أثار هذا الكتاب استياء عدد كبير من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية واللغة المصرية القديمة على حد سواء؛ لجناية مؤلفه على التخصصين، وتطفله عليهما، فلا هو من أهل التخصص في الدراسات القرآنية المجيدين لأصول التعامل معها، ولا هو من أهل التخصص في اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) التي يزعم أنها تفسر القرآن الكريم. وإِنَّما حَمَله على تأليف هذا الكتاب - كما يَحملُ غيَرَهُ من المشككين في القرآن، والمتنقصين للغة القرآن، ولسان العرب – الرغبةُ في الطعن في القرآن تحت ستار التجديد، ومحاولة إعادة قراءة القرآن قراءة جديدة، أو العبث بالعلم، وقلة المبالاة به ولا بأهله، وليس أضر على العلوم من الواغلين والمتطفلين على موائدها وهم من غير أهلها.

ولا ينقضي عجبي من تطاول أمثال مؤلف هذا الكتاب، وكثرة مراوغته لمن يناقشه من العلماء والباحثين، مع ضعف حجته، وقلة علمه، وضعف لغته العربية كما ظهر من كتابه وفهمه للنصوص، وما يدعيه من اللغات الأخرى بشهادة أهل الاختصاص. ولا أراه إلا كغيره من الأدعياء الذين أفسدوا العلوم، وأثاروا حولها الجدل والمراء، وأطلقوا دعوات عريضة للتجديد لا يقومون بحقها، مع بعدهم عن التخصص في هذا العلم الشريف وهو التفسير، وعدم قيامهم بأدواته حق القيام، وتذرعهم بحرية البحث العلمي، والتعبير عن الرأي، التي أصبحت عصاً غليظة يرفعها أهل الجهل في وجوه حماة العلم، وأهل التخصص في كل الفنون، وهم ليسوا إلا أهل ثَرْثرةٍ وتَرْترةٍ وبَرْبَرةٍ، ولكنها ثرثرة مزعجة، وجعجعة وصياح ينذران إن سكت أهل العلم عنها بفساد وبيل في ثقافتنا الإسلامية، ولوثة خطيرة في لغتنا العربية، وما أُشبِّهُ هذه الدعواتِ المشبوهةِ، والدراسات العابثة إلا بأفعي أبي محمد الفقعسي:

كشيشُ أَفعى أَجمعتْ لِعَضِّ * فهي تحكُّ بعضَها ببعضِّ

وقد عرض المؤلف كتابه هذا على عدد من أهل العلم والتخصص، فأما أهل الثقة والعدالة منهم فقد ردوه، وانتقدوه، وبينوا للمؤلف خطأه، ولكنه كابر وعاند، ورد عليهم بردود تدل على مبلغه من العلم. وأما من لم يفهم الفكرة- إن أحسنَّا الظن -، أو لم يقرأ الكتاب، فقد قرظ الكتاب ومدح صاحبه.

وقد أرفق الناشر مع الكتاب صورة خطاب موجه من شيخ الجامع الأزهر الأستاذ الدكتور سيد طنطاوي عفا الله عنه، يثني فيه على جهد الكاتب في كتابه، وأنا أشكك في هذا الخطاب، أو أن الشيخ لم يقرأ الكتاب وإنما كلف به بعض الباحثين فلم يتنبه لخطره. وقد أنصفت مكتبة مدبولي عندما نشرت الكتاب، ونشرت معه الملاحق التي تختلف مع الكتاب فيما ذهب إليه.

وقد تناول الكتابَ عددٌ من العلماء والباحثين، في الصحف والمجلات والإذاعة، تناولوه بالنقد، والرد، ولم أطلع على كاتبٍ متخصص يثني على الكتاب، ولعل في طرح الموضوع للحوار في ملتقى أهل التفسير ما يثري هذا الجانب.

وممن تعرض للكتاب بالنقد والرد الأستاذ الدكتور عبدالعظيم المطعني وفقه الله، حيث تناوله في عدد من المقالات، وفي حلقات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم المصرية.

وإني لأعجب من الأستاذ الجليل الدكتور محمد رجب البيومي وفقه الله، وهو العالم والناقد، كيف قدَّم لهذا الكتاب؟ مع أنه تحفظ في عبارات التقديم، ودعا إلى نقد الكتاب، وأكاد أجزم أنه لم يستوف قراءة الكتاب، ولو فعل لما كتب ذلك التقديم على ذلك الوجه، لدقته في النقد، ودراساته المعروفة الواسعة التي تتبع فيها كثيراً من الأدباء والكتاب، وهو مجتهد في تقديمه على كل حال.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير