[ما هو جواب الشرط في هذه الآية]
ـ[حامد بن يحيى]ــــــــ[27 Feb 2006, 07:21 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه
يقول تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [يس: 45]
ما هو جواب الشرط في هذه الآية.
هل هناك آيات أخرى في القرآن الكريم لم يكن فيها جواب الشرط مباشرا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[روضة]ــــــــ[27 Feb 2006, 08:17 م]ـ
جاء في البحر المحيط، ومثله في الدر المصون:
جواب إذا محذوف يدل عليه ما بعده، أي أعرضوا.
قال الشيخ أبو السعود رحمه الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ?تَّقُواْ} بيانٌ لإعراضِهم عن الآياتِ التَّنزيليةِ بعد بيانِ إعراضِهم عن الآياتِ الآفاقيةِ التي كانُوا يشاهدونَها وعدم تأمُّلِهم فيها أيْ إذَا قيل لهم بطريقِ الإنذارِ بما نزل من الآيات أو بغيره اتَّقوا {مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ} من الآفاتِ والنَّوازلِ فإنَّها محيطة بكم أو ما يصيبكم من المكاره مِن حيثُ تحتسبون ومن حيثُ لا تحتسبون أو من الوقائع النَّازلةِ على الأُمم الخالية قبلكم والعذاب المعدِّ لكم في الآخرة أو من نوازل السَّماءِ ونوائب الأرض أو من عذاب الدُّنيا وعذاب الآخرةِ أو ما تقدَّم من الذُّنوبِ وما تأخَّر. {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} إمَّا حال من واوِ واتَّقوا أو غايةٌ له أي راجين أنْ تُرحموا أو كي تُرحموا فتنجُوا من ذلك لما عرفتُم أنَّ مناط النَّجاةِ ليس إلاَّ رحمةَ الله تعالى. وجوابُ إذا محذوف ثقةً بانفهامِه من قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِم مّنْ ءايَةٍ مّنْ ءايَـ?تِ رَبّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ} انفهاماً بيِّناً أمَّا إذا كان الإنذارُ بالآيةِ الكريمة فبعبارةِ النَّصِّ وأمَّا إذا كان بغيرها فبدلالته لأنَّهم حين أعرضوا عن آياتِ ربِّهم فلأنْ يُعرضوا عن غيرِها بطريق الأولويَّةِ كأنَّه قيل: وإذا قيل لهم اتَّقوا العذاب أعرضُوا حسبما اعتادُوه. أ.هـ.
وقد جاء جواب الشرط محذوفاً في كثير من الآيات الكريمة، من ذلك ما جاء في قوله تعالى:
{وَلَوْلاَ فَضْلُ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ?للَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} [النور:10]، وقوله: {وَلَوْلاَ فَضْلُ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ?للَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [النور: 20].
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 Mar 2006, 01:40 ص]ـ
هل هناك آيات أخرى في القرآن الكريم لم يكن فيها جواب الشرط مباشرا؟
قوله تعالى في سورة الزمر: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الآية 73].
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[06 Mar 2006, 06:25 م]ـ
الأخ الفاضل لؤي الطيبي!
هل قرأت ما كتب عن آية الزمر السابقة على هذا الرابط؟
وما رأيك فيه؟
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1543&highlight=%DA%CA%E6%DF
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 Mar 2006, 03:15 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي المفضال عبد القادر يثرب ..
لقد قرأت مقالة الأستاذ إسماعيل عتوك – حفظه الله – للتوّ ..
ولا يخفى عليك أن ما جاء في بحثه الكريم، إنّما هو من مسائل الخلاف ..
وفي هذه المسائل تجد المؤيّد والمعارض والمحايد ..
ولا أخفيك أنني أرجّح ما ذهب إليه سيبويه – رحمه الله - من أن الجواب في هذا الموضع محذوف ..
علماً بأن الفرّاء – رحمه الله - أقرّ بنفسه أن ترك الجواب في القرآن كثير ..
ولقد عجبت من ادّعاء أستاذنا الكريم إسماعيل عتوك في قوله: ((إذا ثبت حذف جواب (إذا) و (لو) في بعض المواضع، فإن حذف جواب (حتى إذا) لم يثبت أبداً في أيٍّ من تلك المواضع))!
فماذا يقول – وفقّه الله – في قول الهذلي:
حتى إذا أسلكوهم في قُتائدةٍ ===== شلاًّ كما تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُّرُدا.
حيث إنه حذف هنا جواب (حتى إذا)، ولم يأت به، وذلك لأن هذا البيت هو آخر القصيدة؟ وكما هو بيّن، فإن جواب (حتى إذا) في هذا البيت لم يقترن بالواو!
ولعلّ الأصل في هذا كله - أخي الكريم - أن جواب الشرط لا يتمّ المشروط دونه، فإذا حُذف كان أهول وأعظم للكلام، فيكون إضمار الجواب في مواضعه أحسن من إظهاره.
فالمسيء مثلاً إذا علم ما يُعاقَب به، فكأنّ نفسه تسكن إليه، فيكون الحذف أولى، لأنه حينها يقدّر كلّ ضرب من العذاب. وكذلك الأمر بالنسبة للمحسن، فإنه إذا لم يعرف قدر النّعمة التي وُعد بها، ذهب وهمه إلى ما هو الأعلى من ذلك.
ثم أنَّى للّغة نفسها أن تصف الجنة، وهي التي " فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"؟ ولذلك يقول الدكتور فاضل السامرائي في بيانه لآية الزمر (ما معناه): أنه عندما حذف جواب الشرط هنا، كان في ذلك إشارة خفيّة إلى أن اللغة نفسها لا يمكنها أن تصف ما فيها من نعيم ..
والله أعلم بمراده
¥