تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما معنى قول ابن عباس لأبي الأسود الدؤلي: (واستعن بسورة يوسف)؟]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2006, 03:40 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر القفطي في (إنباه الرواة) 1/ 51 عند ترجمته المطولة لأبي الأسود الدؤلي رحمه الله (ت69هـ) أن أبا الأسود أتى عبدَالله بن عباس، فقال: إني أرى ألسنة العرب قد فسدت، فأردت أن أضع شيئاً لهم يُقَوِّمونَ به ألسنتَهم.

قال: لعلك تريد النحو، أما إنه حق، واستعن بسورة يوسف. أ. هـ.

وعلى افتراض صحة نسبة هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنهما، ما الحكمة في قوله: (واستعن بسورة يوسف)؟

في انتظار أرائكم وفقكم الله.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 Mar 2006, 05:56 م]ـ

أخي الدكتور عبد الرحمن-زادك الله توفيقا-:

على افتراض صحة النسبة ظهر لي احتمالان:

1 - ابن عباس رضي الله عنهما قصد أن يرشد أبا الأسود إلى ضرورة اعتماد القرآن متنا أوليا لاستخلاص القواعد فعبر رضي الله عنه بسورة يوسف على عادة العرب في إطلاق الجزء وإرادة الكل .... ويكون اختيار هذه السورة لما ورد في مطلعها: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) فحصل التناسب.

قد يقال وهل يخفى على أبي الأسود رحمه الله مثل هذا حتى يرشده إليه حبر هذه الأمة.

الجواب أن تقعيد اللغة العربية يمر من استقراء لغات العرب ولهجاتها، والقرآن نزل بلغة قريش فقط-أو إجمالا- وهي اللغة التي اعتمدت في المصحف العثماني ... فيكون تنبيه الحبر له محل.

2 - ابن عباس الذي أوتي التأويل يعرف أكثر من غيره أن سورة يوسف اشتملت على شواهد لوجوه عديدة من لغة العرب وليس يوجد في غيرها .. فأرشد الباحث في اللغة إلى هذا المصدر الغني الكريم ...... ولعل خلو السورة من الأحكام وتمحضها للبيان المشعر به مفتتحها: الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) وسردها غير المنقطع يرشحها للبحث اللغوي ... فميزة الصفة الأولى أن تكون فيها الكلمات غالبا محافظة على دلالاتها العربية لأن الأحكام تستدعي اصطلاحات شرعية وهي جديدة أو محورة كما هو مقرر في علم الأصول.

والتمحض للبيان يفي بمقصود التلوين البياني وهذا مفيد لمعرفة الأساليب. أما السرد غير المنقطع فمفيد جدا من جهة رصد الأفعال وأنواعها لأن السرد يتبع الزمن والزمن من شأن الفعل والفعل من أهم مقولات اللغة ..

وقد لاحظت أن من مظاهر سورة يوسف ظاهرة الحذف على كل المستويات بما قد لا يوجد في سورة أخرى ..... فمن أدرانا بما لاحظه الحبر القرشي رضي الله عنه ..... وهوالذى دعا له النبي بفهم القرآن ... ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم مستجابة.

والله أعلم.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2006, 10:07 م]ـ

جزاك الله خيراً أبا عبدالمعز، وبارك الله في علمكم.

أحسنت التعليل، وما زلت أرجو من الإخوة إعمال أذهانهم طلباً لأوجه أخرى لهذا القول.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Mar 2006, 07:28 ص]ـ

السلام عليكم

قد يكون أشار عليه بسورة يوسف من حيث الإعتبار بدلالاتها المعنوية كالصبر والتحمل فيوسف تحمل وصبر كثيرا حتّى نال مراده --- من المحتمل أنّ إبن عباس رضي الله عنه يحث أبا الأسود على الإقتداء بالعبر التي تضمنتها السورة

ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[20 Mar 2006, 10:00 م]ـ

بسم الله

الحمد لله

اللهم صل على محمد:

ربما أراد ابن عباس رضي الله عنهما الإلماع إلى قوله تعالى:

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) سورة يوسف

فأراد التذكير باعتماد القرآن عند الالتباس في لسان العرب

والله أعلم

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[21 Mar 2006, 12:10 ص]ـ

قول ابن عباس رضي الله عنهما يفيد أن " سورة يوسف " لها خصوصية في تقعيد النحو، أو أنها أكثر شواهد له،

و هو ما لا تنفرد به عن كثير من السور غيرها،

و لعل آخر الكلام المذكور ليس من قوله،

و " المواقع " على شبكة المعلومات العالمية جاء فيها نقل القفطي خاليا من تلك الزيادة - أي: (و استعن بسورة يوسف)؟

و الله أعلم

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Mar 2006, 06:39 ص]ـ

بارك الله فيكم جميعاً على هذه الإضافات العلمية القيمة، وما تفضلتم به جميعاً توجيه وجيهٌ له حظ من النظر والاعتبار وفقكم الله وسدد آرائكم.

وأما خلو النسخ الالكترونية ومواقع الانترنت من هذه الزيادة يا أبا بكر فهذا من عيوب النسخ الالكترونية، وقد نقلت النص من الكتاب المحقق مباشرة.

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 Mar 2006, 09:53 م]ـ

شيخنا عبد الرحمن أجد في سورة يوسف امرا مميزا من ذكر خطاب الناس بعضهم البعض في امور دينهم و دنياهم في شتى مجالات الحياة ففيها من الايات ما يصلح لتقويم كلام الناس فيما يتداولونه من حديث كلام العوام فيما بينهم أكثر من اي سورة أخرى.لان فساد اللسان يظهر من تعامل الناس في البيع والشراء والخطاب وامور معايشهم اليومية التي يتداولونها.فسورة يوسف فيها اساليب الخطاب والنداء: يوسف لابيه وكلامه مع الملك وحديثه مع أخوته وحديثه مع السجناء وحديثه مع فتيانه ونداء فتيانه لاخوته.

وفيها البيع والكيال والصدق وذكر فيها الفساد والسرقة والقتل و الخبز والسنابل وتأويل الرؤيا والسجن والسقاية والصلب والكيد والصبر والعمى والابصار بعده والزراعة والحصاد والادخار والأكل والسكين والقطع والشكر والاستغفار ...... الى أخر ما يفعله اي انسان في يومه. وكأن سورة يوسف فيها عمل كل اليوم فلا يمر يوم الا ويتكلم الناس بهذه الامور.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير