[محاولات جمع تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله]
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[08 Nov 2005, 02:39 م]ـ
هناك عدد من الكتب اعتنت بجمع تفسير شيخ الإسلام وهي كما يلي:
1 - مجموعة تفسير شيخ الإسلام , من ست سور: الأعلى , والشمس , والليل , والعلق , والبينة , والكافرون , وهو مطبوع في مجلد واحد , جمعه، وعلَّق عليه: عبد الصمد شرف الدين. وهذه قطعة يسيرة من تفسير شيخ الإسلام عثر عليها المعتني بها ونشرها , وهي برمَّتها موجودة في مجموع ابن قاسم.
2 - تفسيرات شيخ الإسلام ابن تيمية , جمعها: إقبال أحمد الأعظمي , نقل فيه بعض تفسيرات الشيخ على أغلب السور وقد ذكر في مقدمته أنه لم يأخذ من مجموع الشيخ عبد الصمد شرف الدين، ولا من مجموع ابن قاسم، إلا الأجزاء المهمة التي صرَّح شيخ الإسلام بأهميتها، وأنها أشكلت على كثير من المفسرين ().
ويلاحظ عليه أمران:
أ – أنه فاته كثير من تفسير الشيخ غير ما استثناه.
ب – أنه أدخل فيه غير التفسير، ولا سيما استطرادات الشيخ في بعض المسائل الفقهية.
وهو مطبوع في مجلد واحد.
3 - كتاب التفسير , ضمن مجموعة الفتاوى التي جمعها الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم , ويشغل المجلدات: الرابع عشر , والخامس عشر , والسادس عشر , والسابع عشر , وقد جمع – رحمه الله – كثيراً من تفسيره , وأما كلام الشيخ على الآيات في سياق حديثه عن بعض القضايا فلم يدرج منه هنا إلا القليل , حتى ما يوجد منه في المجلدات الأخرى من المجموع , وعلى كل حال فإن هذا المجموع المبارك الذي قام عليه الشيخ عبد الرحمن بن قاسم (ت 1392هـ) وساعده فيه ابنه محمد (ت 1421هـ) وأمضيا في جمعه وترتيبه أكثر من ثلاثين عاماً يعتبر " غُرَّةً في جبين الدهر " () وقد نفع الله به نفعاً عظيماً , ولا تكاد تخلو منه مكتبة , ومع هذا الجهد العظيم الذي بُذل فيه , والذي يعجز عن القيام به العشرات , فإنه يبقى كغيره من أعمال البشر , يعتريه النقص , والخلل , والتصحيف , ولعل ضخامة المشروع أدت إلى ذلك. وقد صنع الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم بعد وفاة أبيه مستدركاً عليه في خمس مجلدات , ضَمَّن الجزء الأول بعض التفسيرات التي عثر عليها فيما بعد.
4 - دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية , جمعه: الدكتور محمد السيد الجَلَيَنْد , مطبوع في ثلاثة مجلدات , وقد ذكر في مقدمته () , أنه قام باستقراء تراث الشيخ المطبوع والمخطوط , وجمع منه تفسيره للآيات المتفرقة المبثوثة في كتبه المختلفة .. واستطاع أن يشكل منها تفسيراً شبه كامل للقرآن باعتبار سوره كلها. وعند التأمل في الكتاب نجد أن كلام الجامع غير مطابق لمضمون الكتاب , وهذه بعض الملحوظات التي وجدتها عليه:
1 - أنه لم يستوعب كلام الشيخ في التفسير في جميع كتبه المطبوعة والمخطوطة كما زعم , بل لم يجمع النِّصف من ذلك.
2 - جُلُّ الكتاب موجود في مجموع الفتاوى لابن قاسم , وفيه زيادات يسيرة من غيره , وقد فاته شيء كثير من تفسير الشيخ في كتبه المطبوعة المختلفة.
3 - تصرَّف في النص بوضع بعض العناوين التي لا داعي لها أحياناً , وقد توقع اللبس عند القارئ.
4 - فيه بعض التعليقات التي جانب فيها الصواب , وكثير منها منقول من طبعة عبد الصمد شرف الدين الهندية.
5 - ذكر أن في طبعة ابن قاسم أخطاء كثيرة ونقص قام بإكماله من نسخ أخرى , والناظر في كتابه يجد أنه مليء بالأخطاء حتى في الآيات القرآنية , وهذا أمر ظاهر ().
6 - ادّعى أن بعض ما ذكره ليس موجوداً في طبعة ابن قاسم , والواقع أنه موجود لكن لم يقف عليه مع أنه ضمن قسم التفسير منها؛ ومن ذلك أنه ادَّعى أن سورة الليل غير موجودة فيها , وهي موجودة في أثناء تفسير سورة الحجر.
7 - نقل فيه استطراداتٍ طويلة للشيخ خارجة عن التفسير.
والحق أن جامعه بذل جهداً في جمعه , وانتفع به الناس , لكنْ ليس كما نعته في مقدمته.
5 - التفسير الكبير للإمام العلامة تقي الدين ابن تيمية، تحقيق وتعليق: الدكتور عبد الرحمن عميرة , وهو مطبوع في سبعة مجلدات , وقد لبَّس – هداه الله – على الناس وأوهم أنه أخرج لهم تفسيراً ليس له أي وجود في عالم المطبوعات، محققاً مضبوطاً، وادَّعى أن قلوب الملايين من أبناء الأمة الإسلامية بعامة ستغمرهم الفرحة بإبراز الكتاب بالصورة الجميلة , وقد جعل المجلد الأول وعامة الثاني في مقدمات في التفسير , والقرآن , وللأسف فإن هذا التفسير بنصه هو الموجود في مجموع الفتاوى لابن قاسم , وإنما زاد فيه بعض العناوين , ولم يكلَّف نفسه استدراك ما وقع في مجموع الفتاوى من تصحيف , أو ما قال عنه ابن قاسم: بياض في الأصل , بل إنه يتابع ابن قاسم فيما يزيده بين معقوفين , وهذا أمر ظاهر في الكتاب لا يخفى على الناظر فيه , ولذلك أعرض كثير من أهل العلم عن اقتنائه.
6 - تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية , جمعه: الشيخ إياد القيسي وزملاؤه , تحت إشراف مكتبة ابن الجوزي بالدمام , وقد أعارني الشيخ سعد الصميل صاحب المكتبة نسخة منه في أحد عشر مجلداً فقرأته , واستفدت منه , ووجدته خيرَ ما جُمع في تفسير شيخ الإسلام , حيث تتبع جامعوه تفسيره في جميع كتبه المطبوعة مع بعض المخطوطات، بالإضافة إلى كتب تلاميذه كابن القيم، وابن كثير وغيرهما , ولم يفتهم من تفسيره إلا القليل أو النادر , وعليه ملحوظات يسيرة بعثت بها إليهم , ووعدوا باستدراكها وغيرها قبل نشره , وإذا خرج هذا الكتاب إلى الأسواق يكون هو العمدة في هذا الموضوع.
هذه لمحة سريعة عن مظان تفسير شيخ الإسلام والجهود المبذولة في جمعه.
¥