تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(وَأَخَذَ ?لَّذِينَ ظَلَمُواْ ?لصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)

ـ[روضة]ــــــــ[21 Feb 2006, 08:42 م]ـ

قال تعالى:

(وَأَخَذَ ?لَّذِينَ ظَلَمُواْ ?لصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) [هود:67].

وقال:

(وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَ?لَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ?لَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) [هود:94]

السؤال: لماذا في الآية الأولى: (أخذ)، وفي الثانية: (أخذت)؟

وجدت جواباً في ملاك التأويل، ولكنه لم يشفِ غليلي، قال:

"التأنيث على ضربين: حقيقي وغير حقيقي، فالحقيقي لا تحذف تاء التأنيث من فعله غالباً، إلا أن يقع فصل، نحو: قام اليوم هند، وكلما كثر الفصل حسن الحذف، ومن كلامهم: حضر القاضي اليوم امرأة، والإثبات مع الحقيقي أولى ما لم يكن جمعاً، وأما التأنيث غير الحقيقي، فالحذف فيه مع الفصل حسن، قال تعالى: (فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى)، وهو كثير، فإن كثر الفصل ازداد حسناً، ومنه: (وأخذ الذين ظلموا الصيحة)، فالحذف والإثبات هنا جائزان، والحذف أحسن، فجاء الفعل في الآية الأولى على الأَوْلى، ثم ورد في قصة شعيب، وهي الثانية بإثبات علامة التأنيث على الوجه الثاني، جمعاً بين الوجهين؛ إذ الآيتان في سورة واحدة، وتقدمها الأولى على ما ينبغي، والله أعلم". أ. هـ.

هلا أرشدتموني إلى سبب آخر لمجيء الفعل على صورتين .. أظن أن هناك ما هو أعمق مما ذكره الشيخ ابن الزبير رحمه الله تعالى.

وبارك الله فيكم

ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[22 Feb 2006, 11:26 ص]ـ

بارك الله فيك.

سؤال رائع؟ له منطقه ..

وقد لا أملك له جواباً، إلا أن التفكير في طبيعة ذنب كل من قوم صالح وقوم مدين، قد يشير إلى فارق ما، يرشدنا إلى الفرق بين أخذ و اخذت!!

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[09 Mar 2006, 03:37 ص]ـ

الأخت الكريمة روضة

السلام عليكم ورحمة الله

لعلّك تجدين في جواب الخطيب الإسكافي - رحمه الله - ما يشفي غليلك إن شاء الله ..

جاء في كتابه (غرّة التنزيل):

للسائل أن يسأل عن اختلاف الفعلين في اتصال علامة التأنيث بأحدهما وسقوطها من الآخر مع أن الفاعل في الموضعين شيء واحد وهو "الصيحة" مع أن الحاجز بين الفعل والفاعل في المكانين حاجز واحد وهو "الذين ظلموا".

الجواب عن هذا الموضع هو أن يُقال: إن الله تعالى أخبر عن العذاب الذي أهلك به قوم شعيب عليه السلام بثلاثة ألفاظ منها الرجفة في سورة الأعراف في قوله: {وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الآيتان: 90 - 92]، وذكر ذلك قبله في مكان آخر. ومنها الصيحة في سورة هود في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} [الآيتان: 94 - 95]. ومنها الظلّة في سورة الشعراء في قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الآية: 189].

وفي التفسير أن هذه الثلاث جُمعت لهم لإهلاكهم واحدة بعد أخرى. لأن الرجفة بدأت بهم فانزعجوا لها عن الكن إلى البراح، فلما أصحروا نال منهم حرّ الشمس وظهرت لهم ظلّة تبادروا إليها، وهي سحابة سكنوا إلى روح تحت ظلّها، فجاءتهم الصيحة فهمدوا لها.

فلما اجتمعت ثلاث أشياء مؤنّثة الألفاظ في العبارة عن العذاب الذي أهلكوا به غلب التأنيث في هذا المكان على المكان الذي لم تتوال فيه هذه المؤنّثات، فلذلك جاء في قصة شعيب {وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ}.

ـ[روضة]ــــــــ[09 Mar 2006, 07:02 ص]ـ

الأخ الفاضل لؤي،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

شكراً على اهتمامك، ما نقلته عن الخطيب الإسكافي رحمه الله جميل جداً ... ومقنع ..

جزاك الله خيراً كثيراً ...

ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[10 Mar 2006, 03:44 م]ـ

وأبدى الشيخ السهيلي- رحمه الله- لحذف التاء في الآية الأولى، وإثباتها في الآية الثانية معنى حسنًا، فقال: (إنما حذفت منها؛ لأن الصيحة فيها بمعنى العذاب والخزي؛ إذ كانت منتظمة بقوله تعالى: (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) (هود/66)، فقوي التذكير، بخلاف قصة شعيب؛ فإنه لم يذكر فيها ذلك).

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير