[سؤال حول الاستفهام في القرآن الكريم؟!]
ـ[أريام]ــــــــ[18 Mar 2006, 08:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أرجو ممن لهم باع في علم التفسير الإجابة عن سؤالي وهو ..
س: هل هناك قاعدة ثابتة في معرفة أنواع الإستفهام في القرآن؟!
مع جزيل الشكر ..
أريام ..
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[18 Mar 2006, 11:42 م]ـ
معرفة نوع الاستفهام تعرف من خلال السياق، وليس هناك قاعدة ثابتة للتفريق بين أنواع الاستفهام بحسب علمي واطلاعي. وهناك موضوع نوقش فيه موضوع الاستفهام من هذه الزاوية تقريباً في هذه المشاركة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2334
وليت الأستاذ محمد عتوك يجيب على هذا السؤال فله نظرات دقيقة في مثل هذه الموضوعات البلاغية.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 Mar 2006, 04:18 ص]ـ
إعلم أن الاستفهام أسلوب حواري تداولي من عناصره:
-سائل يجهل المعلومة.
-مسؤول يتوسم فيه امتلاك المعلومة.
-تعبير لغوي موجه بأداة استفهام أو تنغيم صوتي يقوم مقام الأداة.
إذا توفرت الأركان الثلاثة بشروطها ومواصفاتها المذكورة فذلك الاستفهام الحقيقي.
إذا غاب ركن أو غاب القيد الوصفي للركن فذلك مؤشر على كون المراد غير الاستفهام ...... فيبحث عن المراد في قرائن السياق كالتعجب أو السخرية أو التمني أو التوبيخ أو الإرشاد ........ الخ هذه المعاني أو الأغراض المختلفة يسميها الآخرون: الاستلزام الحواري للاستفهام أو خروج الاستفهام عن مقتضاه بتعبير الأولين.
والآن:
فلينظر الإنسان في استفهام القرآن ..... ليرى بمقتضى البند الأول أن كل استفهام يقوله الله عزوجل فلا بد أن يحمل على غير الاستفهام الحقيقي لأن وصف "جهل المعلومة "يستحيل على عالم الغيب والشهادة ... أما الاستفهام الصادر عن غير الله فينظر في شأنه فقد يحتمل ظاهر الاستفهام أو غيره .... وليس هنا ضابط عام لتعين المراد فهو مناط بفهم المتلقي للكلام:
فلو قلت لشخص:
-كم عدد شعر هذا الفرس؟
لعرف المسؤول أن ظاهر الاستفهام غير مراد بسبب البند الثاني. ويبقى تعيين المراد متوقفا على السياق أهو الاستهزاء أم التعجيز.
لو قال شخص لمن هو ماثل أمامه:
-هل جئت؟
كان المراد من صيغة الاستفهام غير معنى الاستفهام قطعا بسبب البند الأول .. وقد يكون المراد التعجب مثلا.
لو قال شخص لنفسه:
-ماذا أنا فاعل الآن؟
لعرفنا أن الاستفهام غير مراد بسبب غياب الركن الثاني ... وقد يكون الاستلزام هو الحيرة أو التردد أو غير ذلك.
ويقاس على هذا .....
والله أعلم.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[19 Mar 2006, 12:47 م]ـ
الأخ الفاضل فهد الناصر طلب متمنيًا أن يجيب الأستاذ محمد عتوك على هذا السؤال، فأجاب الأخ أبو عبد المعز- جزاه الله خيرًا- على ذلك جوابًا لم يدع بعده سؤالاً لسائل ... ولكن مع ذلك فإن لي تساؤلاً، أرجو من الأخ أبو عبد المعز أن يجيب عليه لعل الأخ السائل ينتفع بجوابه:
قوله الله عز وجل: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة/106) ... اختلف المفسرون في معنى الاستفهام فيه:
فقال جار الله الزمخشري: الاستفهام للتقرير، وأيده أبو حيان.
وقال ابن عطية: ظاهره الاستفهام المحض.
وقال الفخر الرازي: المراد بهذا الاستفهام التنبيه.
وقال الزركشي: الأوْلى أن يحمل على الإنكار.
فأي معنى من هذه المعاني هو الصحيح؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 Mar 2006, 04:15 م]ـ
سؤالك-أخي-فأي معنى من هذه المعاني هو الصحيح؟
يستدعي التنبيه على أمور:
البلاغة مدارها على الربط بين المقال والمقام. فتنطلق من طرف لتنتهي عند الآخر.
فاستحضار المتلقي للمقام وتصوره له يحمله على تأويل المقال بحيث تحصل المطابقة. ولما كان من المستحيل أن تجد في ذهنين مختلفين صورة موحدة عن المقام كان لا بد من اختلاف التأويل .... ولك أن تعتبر بالمشاهدة البصرية: فلو أن شخصين ينظران من موضع واحد إلى مشهد واحد فهل تقول إنهما يريان شيئا واحدا. كلا. لأن عوامل نفسية معقدة تؤثر في المرئي فينتبه أحدهما إلى ما لا ينتبه له الثاني. بل إن حقل الرؤية-فزياويا –لا محالة مختلف لأن الراصدين لا يمكن أن يحتلا مرصدا واحدا في الزمان والمكان .... هذا والرؤية البصرية مادية في جانبها الكبير فكيف بالرؤية الذهنية التي هي كلها معنوية ...
للتوضيح نتدبر قوله تعالى:
¥