تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(بحر العلوم) ليس اسمًا صحيحًا لتفسير أبي الليث السمرقندي

ـ[صالح صواب]ــــــــ[07 Nov 2005, 04:21 م]ـ

ألف أبو الليث نصر بن محمد السمرقندي، المتوفى سنة 373هـ كتابه القيم في التفسير.

وقد اشتهر هذا الكتاب باسم: (بحر العلوم)، وسار على ذلك عدد من طلاب العلم، ولعل من أشهر المراجع التي اعتمدت هذا الاسم، كتاب (التفسير والمفسرون) (1) للدكتور/ محمد حسين الذهبي رحمه الله، حيث ذكر كتاب أبي الليث – رحمه الله – بهذا الاسم، وكما هو معلوم فإن كتاب الذهبي كتاب منهجي يدرس في عدد من الجامعات، وربما كان ذلك سببا في شيوع هذا الاسم بين طلاب العلم.

وقد طبع تفسير أبي الليث السمرقندي، بتحقيق وتعليق: الشيخ علي محمد معوض، والشيخ عادل أحمد عبدالموجود، والدكتور/ زكريا عبدالمجيد النوتي، ونشرته/ دار الكتب العلمية، بيروت، بعنواِن: (تفسير السمرقندي، المسمى بحر العلوم).

وبالمناسبة ففي هذه النسخة المطبوعة مئات الأخطاء والتحريفات العلمية.

كما أنه ذُكِر في بعض فهارس المخطوطات - فهارس المكتبة الأزهرية - باسم: "بحر العلوم".

والصحيح أن (بحر العلوم) ليس اسما لكتاب أبي الليث، وأن أبا الليث السمرقندي – رحمه الله تعالى – لم يسمّ كتابه التفسير باسم خاص، بل هو تفسير القرآن، فيصح أن يطلق عليه تفسير القرآن العظيم، أو تفسير القرآن الكريم، أو تفسير القرآن.

وما جاء على غلاف الكتاب المطبوع أو ما صنعه الدكتور/ محمد حسين الذهبي رحمه الله، فيبدو أنه جاء استنادا إلى ما ورد في عنوان النسخ المخطوطة بالمكتبة الأزهرية.

ومما يجعلنا نجزم بأن هذا الاسم ليس لكتاب أبي الليث السمرقندي، أمور، منها:

1 – أن جميع من ترجم للمؤلف، أو ذكر الكتاب يقولون: "له: تفسير القرآن"، ولا يذكرون (بحر العلوم).

2 – أن المكتوب على سائر نسخ الكتاب (غير الأزهرية): "تفسير القرآن الكريم"، أو "تفسير القرآن العظيم"، أو "تفسير أبي الليث".

3 – أنه لم يرد في مقدمة المؤلف أو في كتبه الأخرى ما يشير إلى هذا الاسم.

4 - أن ما ورد على نُسخ المكتبة الأزهرية ليس مكتوبا بخطّ الناسخ، وإنما وضعه مُفَهرسو المكتبة، ولعل ذلك اشتباه بتفسير آخر، هو (بحر العلوم) للسمرقندي، وهو الشيخ/ علاء الدين، علي السمرقندي، من أبناء القرن التاسع.

5 – أشار عدد من المصنفين إلى ذلك الخطأ في كتبهم، ومن ذلك: ما ذكره حاجي خليفه، في كتابه كشف الظنون، حيث ذكر أن (بحر العلوم) من تأليف الشيخ/ علاء الدين علي السمرقندي، من أبناء القرن التاسع (2).

وأشار إلى ذلك الزركلي في كتابه "الأعلام" حيث قال في ترجمة أبي الليث السمرقندي في الحاشية:

"قلت: في بعض فهارس المكتبات: من تصنيفه: "بحر العلوم"، بضعة مجلدات في التفسير، والصواب أن "بحر العلوم" من تأليف سمرقندي آخر، اسمه "علي" من أبناء المائة التاسعة" (3).

ــــــــــــــــــــــ

(1) التفسير والمفسرون 1/ 224.

(2) كشف الظنون 1/ 225.

(3) الأعلام 8/ 28.

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[08 Nov 2005, 09:50 ص]ـ

أحسن الله اليك يا دكتور صالح، وما هذه بأول بركاتكم.

ولكن قد حقق الدكتور عبد الرحيم الزقة هذا الكتاب من اوله الى نهاية تفسير سورة الانعام في رسالة دكتوراة قدمت في كلية دار العلوم بالقاهرة ونالت درجة الامتياز وفي حديثه عن اسم التفسير رفض هذا القول ورجح ان اسم التفسير هكذا بحسب ادلة ذكرها تحسن مطالعتها في هذه الرسالة وهي مطبوعة بمطبعة الارشاد ببغداد فك الله تعالى اسرها وسنة الطباعة هي1985علما ان الرسالة قدمت للامتحان في عام1983

ـ[صالح صواب]ــــــــ[09 Nov 2005, 06:15 م]ـ

أشكر أخي الكريم الدكتور/ جمال أبو حسان، نفعنا الله بعلمه ..

لا يتسير لنا الاطلاع على رسالة الأخ الدكتور/ عبدالرحيم الزقة، وكنت أتمنى أن أطلع على الأدلة التي ذكرها، وأرجو ممن يجد شيئا من الأدلة أن يفيدنا بذلك، إلا أنني أقول، قد حققت جزءا من الكتاب في رسالتي للدكتوراه، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية أصول الدين بالرياض، قسم القرآن وعلومه، من سورة الأحزاب إلى آخر القرآن الكريم.

وقد وقفت خلال البحث على نسخ عديدة، أبرزها: نسخة المكتبة الظاهرية، ونسخة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ونسخ المكتبة الأزهرية، فلم أجد ما يدل على اسم الكتاب في هذه المخطوطات كلها، سوى ما كتب على الأزهرية بخط مغاير لخط الناسخ.

ولا أعتقد أن كتابة الاسم من مفهرسي المكتبة بخط غير خط الناسخ يكون دليلا على اسم الكتاب، وبخاصة أنه لا يوجد على أي من النسخ الأخرى.

ثم إن من حفظ حجة على من لم يحفظ، وقد أثبت حاجي خليفة والزركلي أن (بحر العلوم) ليس لأبي الليث، وإنما هو لعلاء الدين علي السمرقندي.

ولا نستطيع أن نطلق (بحر العلوم) على كتاب أبي الليث حتى يثبت لنا ذلك، من خلال مؤلَّف من مؤلفات أبي الليث، أو الكتاب نفسه، أو إشارة من المؤلفين المتقدمين، أو نحو ذلك.

وأكرر لك أخي جمال شكري على هذه الفائدة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير