تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أفيدونا في قول المفسرين: .. قال عطاء ... قال مسروق ... قال مجاهد]

ـ[طالب العلم1]ــــــــ[20 Mar 2006, 05:47 م]ـ

لدي سؤال وهو أنني صادفت وأن وجدت تفسيرا لآيت من الذكر الحكيم تأويلا .. علما أن التأويل بغير علم في المسألة هو ضرب من المجازفة الخرقاء حيث لا دليل مصوغ ولا قرينة يستأنس بها ... والقول في ذلك للخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذ صرح "أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن أنا قلت في كتاب الله برأيي" فإذا رأينا قول المفسر في بعض المسائل من نسيج بنيات أفكاره واجتهاده ... فهل يؤخذ بقوله أم يعدل عنه علما بأنه من المفسرين ... وما يرويه الأئمة الأعلام في التفسير كـ مجاهد وعطاء والنخعي ومسروق ... هل يحمل على أنه من السنة إذ أنهم كانو من أعلم الناس بها أم يتوقف فيه حتى يثبته ما صح من طريق السند .... أفيدونا بارك الله فيكم .... وجزاكم عن الإسلام خير جزاء ووافر فضل

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[21 Mar 2006, 04:32 م]ـ

1 - يؤخذ تفسير القرآن الكريم مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديثه الشريف عن بعض الآيات، و قد خصص كثير من رواة الحديث (كتابا للتفسير) في مصنفاتهم المشهورة،

2 - فإن لم يوجد تفسير لآية ما من قوله عليه الصلاة و السلام: فينظر في أقوال الصحابة رضوان الله عليهم، لأنهم عايشوا نزول القرآن، و جالسوا الرسول عليه الصلاة و السلام، و أخذوا عنه فهم مقاصد الشرع، فهم في اجتهادهم و استنباطهم أعلم بالمراد،

3 - فإن لم يؤثر عن الصحابة شئ: فينظر في أقوال تلاميذهم من التابعين، حيث تعلموا على يد الصحابة رضوان الله عليهم، و أخذوا من علمهم و فهمهم، فنقلوا عنهم أقوالهم، و كانت لهم اجتهاداتهم كذلك،

كعطاء و مجاهد و غيرهم من كبار التابعين الذين تتلمذوا على ابن عباس رضي الله عنهما، و غيرهم ممن تتلمذوا على ابن مسعود رضي الله عنه،

* و أقوال التابعين في التفسير - مع جلالتها و مكانتهم - لا تعد من السنة المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، بحيث لا يسع المرء تركها، لأن بعضها كان اجتهادا و استنباطا منهم،

و قد يذكر بعضهم غير الذي يذكره غيره،

و لكن يمكن الترجيح و الاختيار من أقوالهم رضي الله عنهم أجمعين.

4 - و أما تفسير القرآن بالقرآن: فداخل فيما سبق، و هو مقدّم في التفسير و الاستشهاد.

5 - و أما من جاء بعد التابعين من المفسرين، فقد أخذوا عمن تقدمهم، و كانت لهم اجتهاداتهم أيضا،

* و كل من التابعين و من أتى بعدهم ينظر في قوله في تفسيره ممن هو أهل للنظر، ممن استوفي آلات التفسير و شروط الاجتهاد.

هذا و الله أعلم.

**********************

و أما قول سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه: "أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن أنا قلت في كتاب الله برأيي"، فإليكم ما ذكره الإمام الطبري - في تفسيره - في بيان مقصوده و محموله:

(78 - وحدثني أبو السائب سَلْم بن جُنادة السُّوَائي، قال: حدثنا حفص ابن غياث، عن الحسن بن عُبيد الله، عن إبراهيم، عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أيُّ أرْضٍ تُقِلُّني، وأيُّ سماءٍ تُظِلُّني، إذا قلتُ في القرآن ما لا أعلم!

79 - حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن عبد الله بن مرة، عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق: أيُّ أرضٍ تُقِلُّني، وأيُّ سماءٍ تظلّني، إذا قلتُ في القرآن برأيي - أو: بما لا أعلم.

قال أبو جعفر:

وهذه الأخبار شاهدةٌ لنا على صحة ما قُلنا: من أنّ ما كان مِن تأويل آيِ القرآن الذي لا يُدرَك علمه إلا بنَصِّ بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بنَصْبه الدلالة عليه - فغير جائز لأحد القِيلُ فيه برأيه. بل القائلُ في ذلك برأيه - وإن أصاب الحق فيه - فمخطئ فيما كانَ من فِعله، بقيله فيه برأيه، لأن إصابته ليستْ إصابة مُوقن أنه محقٌّ، وإنما هو إصابة خارصٍ وظانً. والقائل في دين الله بالظنّ، قائلٌ على الله ما لم يعلم. وقد حرَّم الله جلّ ثناؤه ذلك في كتابه على عباده، فقال: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة الأعراف: 33]. فالقائل في تأويل كتاب الله، الذي لا يدرك علمه إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي جعل الله إليه بيانه -قائلٌ بما لا يعلمُ وإن وافق قيله ذلك في تأويله، ما أراد الله به من معناه. لأن القائل فيه بغير علم، قائلٌ على الله ما لا علم له به. وهذا هو معنى الخبر الذي:-

80 - حدثنا به العباس بن عبد العظيم العبري، قال: حدثنا حبَّان بن هلال، قال: حدثنا سهيل أخو حزم، قال: حدثنا أبو عمران الجونيّ عن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ.

يعني صلى الله عليه وسلم أنه أخطأ في فعله، بقيله فيه برأيه، وإن وافق قِيلُه ذلك عينَ الصَّواب عند الله. لأن قِيله فيه برأيه، ليس بقيل عالم أنّ الذي قال فيه من قول حقٌّ وصوابٌ. فهو قائل على الله ما لا يعلم، آثم بفعله ما قد نُهىَ عنه وحُظِر عليه).

انتهى النقل عن الطبري


¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير