تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حكم المداومة على قرأة القرآن فى بداية الإجتماعات و الأفراح وما شابه]

ـ[أبو حفص السكندري]ــــــــ[17 Feb 2006, 04:29 م]ـ

حكم المداومة على قراءة القرآن فى بداية الاجتماعات

والمناسبات المختلفة كالأفراح و غيرها

بسم الله والحمد لله الذى لا إله سواه والصلاة والسلام على مصطفاه و مجتباه محمد و على آله و صحبه والتابعين المهديين الهداة ... ثم أما بعد اخوتى فى الله

اعتاد المسلمون فى مشارق الأرض و مغاربها أن يفتتحوا اجتماعاتهم و مناسباتهم الرسمية وغير الرسمية بقراءة القرآن الكريم تبركا به، درج على ذلك العامة والخاصة وأهل الديانة والتقوى وحتى غيرهم من أهل الغفلة والعياذ بالله، الكل يفعل ذلك تبركا بالقرآن، حتى نحن أهل المنهج السلفي نداوم على ذلك فى أفراحنا التى نقيمها فى المساجد وقد اعتدنا هذا حتى أنه لو بدء أحدنا فرحه من غير قراءة القرآن لأنكر عليه الحاضرون أو بعضهم و تهجنوا فعله.

وهذا فيه من الخير ما فيه فهو يعكس صورة من صور تمسك الناس بكتاب الله وارتباطهم به.

إلا أنه لا يخفى عليكم أن فعل ذلك بهذه الرتابة والمداومة عليه يفتقر إلى دليل شرعى ينص على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدء مجالسه بقراءة القرآن.

ولابد لنا من دليل فهذه و لاشك عبادة و القاعدة عند العلماء والتى نعرفها جميعا أن العبادات توقيفية لا تشرع إلا بدليل من الكتاب أومن السنة و ما لم يشرع فهو بدعة مردودة على صاحبها كائنا من كان قال الله تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

وقد طرحت هذه المسألة فى (ملتقى أهل الحديث) فجاءتني الردود من مشايخنا و إخواننا الأفاضل تحتوى على أقوال لكبار علماء الأمة فى هذه المسألة تؤكد ما قررت أنفا.

فجاء رد الشيخ الفاضل أبا خالد وليد بن إدريس السلمي حفظه الله قال:

حدثني شيخنا العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله أن هيئة كبار العلماء بالمملكة في بداية تأسيسها كانت تفتتح اجتماعاتها بتلاوة القرآن الكريم على حسب العادة المتعارف عليها وكان الشيخ عبد الرزاق يرى بدعية ذلك وأشار عليهم بتركه فوافقوه ومنعوا هذه العادة.

وجاء الرد من أحد الاخوة بما نصه: سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله

هل يجوز افتتاح الحفلات والندوات والمحاضرات بالقران الكريم؟

الجواب: لا أعلم في هذا سنة عن رسول الله صلى الله عليه سلم، أما اتخاذ افتتاح الندوات المحاضرات بآيات من القران الكريم دائما كأنها سنة مشروعة فهذا لا ينبغي. البدع والمحدثات ص 540.

وقال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله:

ومن المحدثات التي لم تكن في هدي من مضى من صالح سلف هذه الأمة التزام افتتاح المؤتمرات والاجتماعات والمجالس والمحاضرات والندوات بآيات من القرآن الكريم،ولا أعلم

حدوث هذه في تاريخ المسلمين إلا بعد عام 1342 هـ. تصحيح الدعاء ص 98.

هذا ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويرزقنا العزيمة على الرشد وهو المستعان وعليه التكلان

وكل خير فى اتباع من سلف ****** وكل شر فى ابتداع من خلف

كتبه: أبوحفص أحمد بن عبد السلام

ـ[أبو الهيثم]ــــــــ[18 Feb 2006, 03:30 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

أما بعد،

و إنه لجميل ما ذكرت، و قد أحسن من انتهي إلي ما سمع

و لكن هو فيما يبدوا أنك في البداية كنت مترددا بعض الشيء في وضع ضوابط لهذه المسألة، حتى أخبرك الإخوة الأفاضل بفتاوى علمائنا الكرام، بارك الله في الجميع، وإن كنا لا نختلف على أن المسألة موضع اجتهاد و تفصيل و تحتاج إلى بحث دقيق يلتزمه أهل العلم و التحقيق:

و لذلك أعرض عليك بعض النقاط الهامة:

1) أن مسألة التبديع لا تعتمد فقط عن كون غياب النص، ولكن لابد من تحقيق المناط، و النظر في العلل

لاسيما بأوجه الأقيسة و النظر و الإستدلال.

2) و في هذا الصدد لابد من النظر هل مسألة الإجتماع تختلف من حالة إلى أخرى أم لا؟؟

فهل هناك فرق بين إجتماع الناس (قبل صلاة الجمعة، أو أجتماعهم عند أهل الميت)، و إجتماعهم على (حفل زواج، أو على أمر مباح)؟؟؟، و المعني بذلك يتضح بقول الشاطبي في الإعتصام (الإبتداع: هل يدخل في الأمور العادية أم يختص بالأمور العبادية) و كذلك قوله فرق بين البدع و المصالح المرسلة و الإستحسان

3) في الأفراح التي تقام في المساجد على سبيل المثال، فإن أغلبها تكون مليئة بالكلمات الوعظية و النصائح من المشايخ الأفاضل، فهي أشبه بحلق العلم أو الخطب العامة، بل تتخذ فرصة لنصح ذي الغفلة من العوام،

ثم إنه أليس كلام الملك، ملك الكلام، و قوله صلى الله عليه و سلم (فإن خير الحديث كتاب الله) و كان أحيانا يصدر خطبته كلها صلى الله عليه و سلم بقراءة سورة (قّ) فهل سنعتبر قراءة القرآن في هذه المواضع على سبيل (بلغوا عني و لو أية)، أي من باب هداية الخلق و استرقاق قلوبهم، و صرف هموم الدنيا عن شواغلهم، و إصلاحهم مع الله تبارك و تعالى، أم المسألة على سبيل التزيين الأعمي أو المجرد أو أنها عادة مثلا أم هي على سبيل التبرك، فالمسألة تختلف.

4) وقد ذكر ابن تيمية كما في الفتاوي الكبرى في كتاب الذكر و الدعاء في مسألة (الرجل ينكر علي من يجهر بالذكر) فقال رحمه الله " كان الصحابة رضي الله عنهم يجتمعون أحيانا يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون"

و "خرج صلى الله عليه و سلم على الصحابة من أهل الصفة و فيهم قارئ يقرأ فجلس معهم يستمع"

فأنا لا أجزم القول في المسألة "سبحانك ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا " و لكن هذا من قبيل النقاش و البحث العلمي الجميل و المفيد وايضا كان هذا من هدي السلف الصالح في مذاكرتهم للمسائل.

وفقك الله لكل خير، و بارك الله في الإسكندرية عروس البحر الأبيض السلفي التي جمعتنا على أرضها.

أخوك أبوالهيثم

[email protected]

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير