ـ[سعودالعكوز]ــــــــ[27 Jan 2006, 08:37 م]ـ
::
.. جزاكم الله خيراً ..
جميل
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 Jan 2006, 11:19 م]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيرا على هذا السؤال الذي من شأنه بعث النفس وإحياء الهمة والاستفادة من البحث.
أولاً:
يقول الإمام محمود الألوسي رحمه الله في تفسيره:
(قال الزجاج: إن هذه الآية من أشكل مافي القرآن ,
وقال الواحدي:
روي عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال هذه الآية أعضل مافي هذه السورة من الأحكام.
وقال الإمام:
اتفقوا على أن هذه الآية أصعب ما في القرآن إعرابا ونظما وحكما.
وقال الشهاب: اعلم أنهم قالوا ليس في القرآن أعظم إشكالا وحكما إعرابيا وتفسيرا من هذه الآية والتي بعدها يعني (يا أيها الذين آمنوا) .. الخ وقوله تعالى (فإن عثر) .. الخ حتى صنفوا فيها تصانيف مفردة قالوا ومع ذلك لم يخرج أحد من عهدتها.
وذكر الطبرسي أن الآيتين من أعوص القرآن حكما ومعنى وإعرابا وافتخر بما أتى فيهما ولم يأت بشيئ إلى غير ذلك من أقوالهم وسبحان الخبير بحقائق كلامه)
انتهى نقلا منه ج/7 ص:53
ثانيا: ً
وأما غير هذه الآية مما ذكربعض العلماء رحمهم الله صعوبته وظهر عليهم استشكاله فمنه قوله تعالى (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين .... )
قال الشوكاني رحمه الله عندها نقلا عن الواحدي:
(وهذه الآية من أصعب ما في القرآن نظما وتفسيرا وقد تخبط فيها الكبار من العلماء وسلكوا في تفسيرها طرقا لا تفضي بهم إلى الصواب والوجه ما أخبرتك فاحمد الله إذ أتاك بيانها من غير لبس ولا إشكال قال: ويدل على أن البينة محمدٌ صلى الله عليه وسلم أنه فسرها وأبدل منها فقال: (رسول من الله يتلو صحفا مطهرة) يعني ما تتضمنه الصحف من المكتوب فيها وهو القرآن ويدل على ذلك أنه كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن كتاب .. انتهى كلامه)
فتح القديرج/5 ص:673
ويقول الإمام الرازي رحمه الله متعقبا الإمام الواحدي رحمه الله:
(ثم إنه رحمه الله لم يلخص كيفية الإشكال فيها وأنا أقول وجه الإشكال أن تقدير الآية لم يكن الذين كفروا منفكين حتى تأتيهم البينة التي هي الرسول ثم إنه تعالى لم يذكر أنهم منفكون عن ماذا لكنه معلوم إذ المراد هو الكفر الذي كانوا عليه فصار التقدير لم يكن الذين كفروا منفكين عن كفرهم حتى تأتيهم البينة التي هي الرسول ثم إن كلمة حتى لانتهاء الغاية فهذه الآية تقتضي أنهم صاروا منفكين عن كفرهم عند إتيان الرسول ثم قال بعد ذلك (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة) وهذا يقتضي أن كفرهم قد ازداد عند مجيئ الرسول عليه السلام فحينئذ يحصل بين الآية الأولى والآية الثانية مناقضة في الظاهر.
هذا منتهى الإشكال والجواب عنه من وجوه أولها وأحسنها الوجه الذي لخصه صاحب الكشاف وهو أن الكفارَ من الفريقينِ أهلِ الكتاب وعبدةِ الأوثان كانوا يقولون قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم لا ننفك عما نحن عليه من ديننا ولا نتركه حتى يبعث النبي الموعود الذي هو مكتوب في التوراة والإنجيل وهو محمد عليه السلام فحكى الله تعالى ما كانوا يقولونه ثم قال (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب) يعني أنهم كانوا يعدون اجتماع الكلمة والاتفاق على الحق إذا جاءهم الرسول ثم ما فرقهم عن الحق ولا أقرهم على الكفر إلا مجيئ الرسول ونظيره في الكلام أن يقول الفقير الفاسق لمن يعظه لست أمتنع مما أنا فيه من الأفعال القبيحة حتى يرزقني الله الغنى فلما رزقه الله الغنى ازداد فسقا فيقول واعظه لم تكن منفكا عن الفسق حتى توسر وما غمست رأسك في الفسق إلا بعد اليساريذكره ما كان يقول توبيخا وإلزاما
وحاصل هذا الجواب يرجع إلى حرف واحد وهو أن قوله لم يكن الذين كفروا منفكين عن كفرهم حتى تأتيهم البينة مذكورة حكاية عنهم وقوله وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إخبار عن الواقع والمعنى أن الذي وقع كان على خلاف ما ادعوا) انتهى
هذا هوالوجه الأول وقد أعقبه الرازي بأربعة أوجه رجح هذا منها كما هو ظاهر مما سبق.
التفسير الكبير للرازي ج/32 ص: 37ــ 38
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين