تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 Mar 2006, 03:47 م]ـ

نبه النسفي والرازي للفرق بينهما في التفسير، فيمكن العودة لهما.

والله أعلم.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 Mar 2006, 04:09 م]ـ

قال النسفي رحمه الله:

{يُحَرِّفُونَ الكلم عَن مواضعه} يميلونه عنها ويزيلونه لأنهم إذا بدلوه ووضعوا مكانه كلماً غيره فقد أمالوه عن مواضعه في التوراة التي وضعه الله تعالى فيها وأزالوه عنها مقامه وذلك نحو تحريفهم «أسمر ربعة» عن موضعه في التوراة بوضعهم «آدم طوال» مكانه. ثم ذكر هنا «عن مواضعه» وفي المائدة {مِن بَعْدِ مواضعه} [المائدة: 41] فمعنى «عن مواضعه» على ما بينا من إزالته عن مواضعه التي أوجبت حكمة الله وضعه فيها بما اقتضت شهواتهم من إبدال غيره مكانه، ومعنى {مِن بَعْدِ مواضعه} أنه كانت له مواضع هو جدير بأن يكون فيها، فحين حرفوه تركوه كالغريب الذي لا موضع له بعد مواضعه ومقاره والمعنيان متقاربان.

مدارك التنزيل وحقائق التأويل ج1 ص256 طبعة دار الكتب العلمية.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 Mar 2006, 04:16 م]ـ

ثم وجدت النسفي رحمه الله يفرق بين اللفظتين في التفسير فينسب الأولى إلى التحريف المعنوى والتأويل الباطل الفاسد والثانية إلى التحريف اللفظي وهذا في تفسير سورة المائدة.

قال النسفي في تفسير {يحرفون الكلم عن مواضعه} المائدة آية 13: ((يفسرونه على غير ما أنزل)) تفسير النسفي ج1 ص312.

وفرّق رحمه الله بين الآية السابقة وبين قوله تعالى {يحرفون الكلم من بعد مواضعه} المائدة آية 41 فقال: ((أي يزيلونه ويميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها فيهملونه بغير مواضع بعد أن كان ذا موضع)) المصدر السابق ص322.

وانتصب الرازي رحمه الله لهذة المسألة فقال في تفسيره لسورة النساء آية 46: ((المسألة الرابعة: ذكر الله تعالى ههنا: {عَن مواضعه} وفي المائدة {مِن بَعْدِ مواضعه} [المائدة: 41] والفرق أنا إذا فسرنا التحريف بالتأويلات الباطلة، فههنا قوله: {يُحَرّفُونَ الكلم عَن مواضعه} معناه: أنهم يذكرون التأويلات الفاسدة لتلك النصوص، فههنا قوله: {يُحَرّفُونَ الكلم عَن مواضعه} معناه: أنهم يذكرون التأويلات الفاسدة لتلك النصوص، وليس فيه بيان أنهم يخرجون تلك اللفظة من الكتاب. وأما الآية المذكورة في سورة المائدة، فهي دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين، فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة، وكانوا يخرجون اللفظ أيضا من الكتاب، فقوله: {يُحَرّفُونَ الكلم} إشارة إلى التأويل الباطل وقوله: {مِن بَعْدِ مواضعه} إشارة إلى إخراجه عن الكتاب)) منقول من الموسوعة الشاملة.

والله أعلم.

ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[05 Mar 2006, 04:11 م]ـ

لتقريب المراد:

يرى أبو حيان ـ رحمه الله تعالى ـ اختلاف التعبير لاختلاف الترتيب الزمني للمحرِّفين.

" عن مواضعه ": تحريف بني إسرائيل قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم (وهو لفظي غالباً)

" بعد مواضعه ": تحريف بني إسرائيل زمن النبوة الشريفة (وهو تحريف المعنى غالباً)؛ لأن ألفاظ التوراة استقرت (على التحريف اللفظي الأول السابق).

والحكم في بيان أي المعنيين مراد، هو السياق.

بعد فهم هذا، تبين ما جاء في البحر المحيط:

" والذي يظهر أنهما سياقان، فحيث وصفوا بشدة التمرد والطغيان، وإظهار العداوة، واشترائهم الضلالة، ونقض الميثاق، جاء يحرفون الكلم عن مواضعه.

ألا ترى إلى قوله: " ويقولون سمعنا وعصينا " وقوله: " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه " فكأنهم لم يتركوا الكلم من التحريف عن ما يراد بها، ولم تستقر في مواضعها، فيكون التحريف بعد استقرارها، بل بادروا إلى تحريفها بأول وهلة.

وحيث وصفوا ببعض لين وترديد وتحكيم للرسول في بعض الأمر، جاء من بعد مواضعه. ألا ترى إلى قوله: " يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا " وقوله بعد: " فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم " فكأنهم لم يبادروا بالتحريف، بل عرض لهم التحريف بعد استقرار الكلم في مواضعها ".

والله تعالى أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير