ـ[البنهاوي]ــــــــ[06 Mar 2006, 11:47 م]ـ
جزاك الله خيرا و نفع بكم جميعا.
و عندي بعض أسئلة في نفس الموضوع للتوضيح و اطمئنان القلب ...
1 - ممكن مثال عن التكرار للتأكيد في مواضع أخرى في القرآن ... فهو شيئ جديد علي ... و هل هو مثل قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا ... "
2 - هل يفهم أن قول "الذين كفروا" هو لمن كفر بعدم الانتهاء عن القول بالثالوث بعد أن أقيمت عليه الحجة، و هو زيادة على الكفر بادعاء الثالوث؟
3 - ما حكم النصارى الذين كانوا قبل النبي صلى الله عليه و سلم، لكن ادعوا ما ادعوا على الله و المسيح، و هل يكون فرق بين الجاهل منهم و العالم؟
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[07 Mar 2006, 12:43 ص]ـ
ليس المراد بقوله تعالى: (الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ) عينُ المراد بقوله تعالى: (الَّذينَ قَالُواْ إنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ)، ولم يكن في الآية الكريمة عدول عن التّعبير عنهم بضميرهم إلى الصّلة؛ لأن (الّذينَ قَالُواْ إنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ) قد تاب كثير منهم، ورجع عن اعتقاده بأن الله سبحانه ثالث ثلاثة، وبقي منهم من ثبت على هذا الاعتقاد، وأقام على هذا الدين، يردد تلك المقالة الفاسدة. وهؤلاء الذين ثبتوا على هذا الاعتقاد، وأقاموا عليه هم الذين عناهم الله تعالى بقوله: (الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ)، وهؤلاء بعض من كل، ومن في قوله: (مِنْهُمْ) للتبعيض، لا للبيان .. والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[07 Mar 2006, 02:12 م]ـ
النصارى فِرَق وطوائف، وسبق أن بيَّنتُ أن القرآن الكريم حين ردَّ على النصارى ردَّ عليهم بطوائفهم كافة، جمعَ فيه بين الإيجاز (البلاغة) والشمول (استغراقهم جميعاً).
ولو ترك نصراني القول بـ " التثليث " ودخل فيما يسمى طائفة النصارى الموحدين، فهو ما زال " من الذين كفروا "؛ لأنه لم يؤمن بما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وكذا النصراني الذي ترك التثليث إلى العلمانية القريبة من الإلحاد، فقد ترك كفراً إلى كفرٍ آخر.
وسبقتهم فرق النصارى التي كانت أقرب إلى التوحيد وأبعد عن التثليث ـ وهي تنقسم إلى فرق أيضاً ـ كالأريسيين والنسطوريين .. الخ ولكنهم كلهم داخلون في " الذين كفروا منهم " .. خالدون مخلدون في النار.
إذاً: ليس شرط الإيمان ترك التثليث فقط .. بل اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى في سورة الأعراف: " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) ".
ومن هنا يتبين كيف أن معنى " مِن " في الآية الكريمة يدور بين البيان والتبعيض، في نظم قرآني بديع، شمل النصارى بشتى فرقهم .. فلا يشاغِبُ مشاغِبٌ منهم بأن الآية الكريمة لم تتناوله!
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[07 Mar 2006, 03:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حكى الفخر الرازي عن الزجاج قوله في تفسير الآية (وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، قال: معناه: ليمسن الذين أقاموا على هذا الدين؛ لأن كثيرًا منهم تابوا عن النصرانية).
وقال أبو حيان في البحر المحيط: (ومن في مِنْهُمْ للتبعيض، أي كائناً منهم، والربط حاصل بالضمير، فكأنه قيل: كافرهم وليسوا كلهم بقوا على الكفر، بل قد تاب كثير منهم من النصرانية .. ومن أثبت أنّ (مِن) تكون لبيان الجنس، أجاز ذلك هنا).
فما رأيك يا شيخ عبد الرحيم؟؟؟
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[07 Mar 2006, 03:49 م]ـ
هنيئاً لنا بعودتكم أخي الحبيب
السادة العلماء على العين والرأس، وكيف لأمثالي أن يُعقِّبَ على قولهم!!
وجزاك الله خيراً