تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (28) سورة البقرة.

قد تستحضر المقام التالي:

ناس يرون آيات الله جلية في أنفسهم وهم مع ذلك يكفرون بربهم .... ألا يستدعي صنيع هؤلاء التعنيف واللوم ..... بلى، فليكن الاستفهام في هذا المقام إذن توبيخيا.

قد تستحضر المقام السابق ..... ولكن هذه المرة ينصرف تصورك إلى المفارقة الواضحة بين الآيات التي لا تخفى والإنسان الذي لا يرى ... أليست المفارقة عجيبة. بلى، فليكن الاستفهام إذن تعجبيا.

قد تستحضر المقام السابق ...... ولكن هذه المرة تمتعض من هذا السلوك المشين وتنفر منه فطرتك المفطورة على الاعتراف بالجميل ..... فليكن الاستفهام إذن إنكاريا.

وقد تستحضر المقام السابق ....... وتطفو على سطح ذهنك كل تلك المعاني متزاحمة ومتنافسة فيصعب عليك أن تلغي بعضها فما الحل؟

سهل جدا،قل إن الاستفهام في الآية الكريمة توبيخي تعجبي إنكاري .......

تقول كل ذلك ...... وكل ذلك صحيح.

نعود إلى الآية:

أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة/106) ...

-قول ابن عطية مستبعد جدا بل هو باطل ..... لأن الاستفهام المحض يفترض جهل السائل .. بدليل أن المعنى اللغوي للاستفهام هو طلب فهم (است=طلب) والمعنى الاصطلاحي لا يختلف كثيرا عن الأول ... إ لا أن يكون لابن عطية فهما خاصا للاستفهام ...

-قول الزركشي: الأوْلى أن يحمل على الإنكار.

قوله أقيس وأسعد بكلام أهل النحو والبلاغة الذين ضبطوا الانكار بما يلي:

الاستفهام الإنكاري نفي

وفرعوا عليه:

-ولذا يجيء بعده الاستثناء.

-ولذا لا معادل له.

-ولذا فقوله تعالى (يقولون هل لنا من الأمر من شيء) هل للاستفهام الإنكاري بقرينة زيادة (من) قبل النكرة وهي من خصائص النفي.

فيكون معنى الآية عند الزركشي:

الله تعالى ينكر على من يجهل إطلاق القدرة الإلهية فهذا ليس مما يغتفر فيه الجهل.

تنبيه:

المعنى المختار عند الزركشي يستلزم أن يكون المخاطب عامافي قوله "تعلم" ولا يجوز أن يكون عائدا على الرسول صلى الله عليه وسلم ..... لأنه أعلم خلق الله بالله ...... فتنبه.

قول الزمخشري أن الاستفهام للتقرير معناه أن قدرة الله مما يعلمه المخاطب بلا شك ..... فكأن الآية خبرية مفادها: أنت تعلم أن الله على كل شيء قدير .... ووظف الاستفهام لغرض أن يخرج هذا الاعتراف من فم المسؤول وذلك اقطع للجدل على قاعدة "الاعتراف سيد الأدلة".

ويظهر لي والله أعلم أن الزمخشري لاحظ الاستفهام والنفي مجتمعين ...

فالاقرار على العبارة المثبتة لا المنفية .....

لو كان الاقرار بالنفي يكون المعنى أن المخاطب فعلا يعلم أنه لا يعلم أن الله على كل شيء قدير ... أي الاقرار بالجهل .....

ليس عندي متسع من الوقت للرجوع إلى الكشاف لمعرفة مقصود جار الله ...... فلعل السائل الكريم يفعل.

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[19 Mar 2006, 04:33 م]ـ

هناك كتاب ذو أربعة أجزاء واسمه:

التفسير البللاغي الإستفهام

في القرآن الحكيم

للدكتور: عبد العظيم إبراهيم المطعني

وهو أول تفسير موضوعي لـ (1260) استفهاما في القرآن كله.

وهو من نشر

مكتبة وهبة في القاهرة مصر

ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[20 Mar 2006, 02:49 ص]ـ

جواباً على سؤال الأخ الفاضل سليمان داود أقول، والله المستعان:

أولاً- إذا دخلت همزة الاستفهام على نفي، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة: 106) - (أََلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (البقرة/ 107) - (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ) (الحج/ 70) - (أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ) (هود/ 78) - أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ) (العنكبوت: 68)، احتمل الاستفهام معنيين:

أولها: طلب الفهم.

والثاني: التنبيه والتذكير.

ويترجح الثاني في الآيات السابقة بكون المستفهم هو الله عز وجل .. ولهذا لم يكن قول ابن عطية مستبعداً حين ذهب إلى أن هذا الاستفهام ظاهره الاستفهام المحض. وكان الرازي على صواب حين ذهب إلى أن الاستفهام للتنبيه.

ثانياً- لا يجوز أن يكون الاستفهام في ذلك ونحوه للتقرير إلا بدخول الباء على (أن واسمها وخبرها)، وعلى الخبر المنفي بليس، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) (العلق/ 14) - (أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ) (الزمر/ 37).

وأما ما ذهب إليه الزمخشري من أن الاستفهام في آية البقرة للتقرير فيحمل على إرادة الباء، فيكون تقدير الكلام عنده: (أَلَمْ تَعْلَمْ بأَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .. والله تعالى أعلم!

ـ[فهد الناصر]ــــــــ[20 Mar 2006, 03:05 ص]ـ

شكراً لكم جميعاً على هذه الأجوبة والتعقيبات، ولي عودة إن شاء الله لهذا الموضوع.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير