تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[روضة]ــــــــ[19 Mar 2006, 10:37 م]ـ

الأخ الفاضل جمال ..

أشكرك على تعقيبك، وسأجيبك على سؤالك .. لا تقوّلاً على الأستاذ أبي الأعلى، فهو أعلم بمراده رحمه الله، ولكن حسب فهمي.

من القضايا التي أرى أن القرآن الكريم يناقشها بما يتصل ببيئة العرب وعقائدهم وعاداتهم: قضية الرقيق والإماء، قضية التبني، عادة وأد البنات، دحضه للعقائد الوثنية الخاصة في العرب كالأصنام التي كانوا تحيط بالكعبة المشرفة، عادة التلاعب بترتيب الأشهر في قوله تعالى: (إنما النسيء زيادة في الكفر)، التدرج بتحريم الخمر، فهذا فيه إصلاح للعرب آنذاك.

ومن تفسير الأستاذ أبي الأعلى الذي تطرق فيه إلى عادات العرب، ما قاله عند تفسيره الآية الكريمة: (يسألونك عن الأهلة .. ) [البقرة:189]: والعرب كأمة من الأمم كانت تسود بيئتهم عدة خرافات حولها، فكانوا يستفتونها في الأعمال والأسفار، ويرون فيها طوالعهم في الزواج والحياة، وما إليها، ويؤدون لها بعض الشعائر الخرافية؛ لأنهم كانوا على اعتقاد بأن للأهلة وخسوف القمر تأثيراً في حظوظهم، وسلطاناً على ثرواتهم، من أجل هذا سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عنها فأجابهم الله أنها ليست سوى مواقيت طبيعية.

(وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ... ): هذه كانت واحدة من عاداتهم الخرافية، فكانوا إذا أحرموا للحج لا يدخلون بيوتهم من أبوابها وإنما يتسلقون الأسوار والجدر من الخلف، والله في هذه الآية لم يدحض هذه العادة الخرافية فحسب، بل أخبرهم أن ليس للخير والبر صلة بالعادات والشعائر الخرافية التي تمارسونها مقلدين آباءكم وأجدادكم عمياناً لا تدبر أو تمحيص.

وقال عند تفسيره الآية الكريمة: (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم ... ): كان العرب قبل الإسلام إذا قضوا مناسك الحج التقوا في منى وراحوا يتفاخرون فيما بينهم بمآثر آبائهم وأجدادهم ومحامد أنسابهم وعروقهم، فأمرهم الله هنا أن يدعوا هذه العادات الجاهلية ويقضوا أوقاتهم في ذكر الله وحمده والثناء عليه لا في الإشادة بمناقب أجدادهم ومحامدهم.

انتهى.

فالمدقق فيما نقلتُه من كلام الأستاذ يجد أن فيه دحضاً لشبهة أن القرآن خاص بأمة العرب، فهو يتحدى أن يستخرج صاحب هذه الشبهة آية واحدة لا توجد فيها صبغة العمومية والشمولية.

وما جاء في بعض الآيات من حديث عن عادات العرب وقت نزول القرآن لا ينفي إمكانية استخراج قوانين عامة ومبادئ تصلح للبشرية كافة.

وقوله رحمه الله:

(لكنه ما أن يقرأه حتى يجده موجهاً في أساسه إلى العرب الذينكانوا يعاصرون نزوله، ورغم أنه يخاطب غيرهم حيناً ويوجه كلامه إلى البشرية قاطبةأحياناً، إلا أنه يناقش بشكل أساسي تلك الأشياء التي يألفها ذوقالعرب). هذا شرح وبسط للشبهة بدليل أنه ردّ عليه.

والله أعلم وبارك الله فيكم.

ـ[سيف الدين]ــــــــ[19 Mar 2006, 10:49 م]ـ

بكثير من الاختصار, نستطيع ان نقول ان عالمية الخطاب القرآني تستند فيما احسب على التالي:

1 - النظرة الشمولية والتكاملية في تحليلها للظواهر الكبرى: الانسان, الكون, والحياة .. وهذه الظواهر الكبرى اخفقت المناهج الوضعية في مناقشتها بالتكامل الذي طرحه القرآن الكريم

2 - المفاهيم الانسانية الفطرية العامة من عدل ورحمة .. هذه المفاهيم التي تتجاوز كل الاطر الى الاطار الانساني العام

3 - تحديد النص القرآني لمفهوم الانسان .. لقد تجاوز النص القرآني في تحديده لمفهوم الانسان التاريخ والجغرافيا .. وأكّد حق هذا الانسان بما يساويه مع الانسان المسلم بغض النظر حتى عن الانتماء الديني ..

ـ[سيف الدين]ــــــــ[19 Mar 2006, 10:51 م]ـ

الاخت روضة , حفظك الله:

نرجو منك مراعاة حجم الخط

وبارك الله فيك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير