تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[معالي]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 12:38 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لله ما أروع حواركم أساتذتنا الأفاضل ..

أتابع باستمتاع كبير بارك الله في علمكم ونفع بكم

ولكن لي تساؤل، وليأذن لي أساتذتي الأفاضل:

قلتَ أستاذنا الفاضل لؤي:

لمّا علمنا أنه لا ترادف في القرآن الكريم

ألم يقلْ ابن تيمية رحمه الله تعالى في مقدمة أصول التفسير:

الترادف في اللغة قليل، وأما في ألفاظ القرآن الكريم: فإما نادر وإما معدوم

وعليه ألا يحتمل أن يكون ما ورد في الآيات أعلاه من قبيل الترادف النادر في القرآن الكريم؟

لا سيما وأن اللفظين قد اجتمعا في آيات هود (65إلى67) مما يدل على أن المراد من الديار والدار واحد، كما أن ثمة قولا ورد عن مجاهد رحمه الله تعالى وغيره بأن الصيحة والرجفة بمعنى واحد!

شكر الله لكم هذه الدرر التي تتحفونا بها

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 05:25 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل يوسف الساريسي - حفظه الله ..

لم يتّضح لي قولك في الفرق بين الدار والديار ..

ولذلك وقبل أن أردّ على ما جاء في طرحك الكريم .. فيا حبّذا لو أطلعتنا مشكوراً على رأيك في الموضوع ..

ودمتم

الأخت الكريمة معالي - حفظها الله

إن ما قاله شيخ الإسلام - رحمه الله - يعتبر عمدة عند كثير من العلماء والمفسرين القدامى .. في حين أن البحث الجادّ في مسألة الترادف في القرآن الكريم يعتبر من المواضيع الحديثة نسبياً ..

والقرآن الكريم دقيق في وضع ألفاظه ورصفها .. فكل كلمة فيه مختارة اختياراً دقيقاً للدلالة على معنى مقصود بذاته، إن لم يكن من أصل الوضع اللغوي واستعمالات العرب، فبالاختيار والاصطلاح القرآني، ويكشف ذلك سبر دلالات الكلمة في كل المواضع التي استعملت فيها في القرآن الكريم ..

ولذلك يقول الشيخ عبد الرحمن الميداني - رحمه الله: والأصل دائماً أنه لا تكرار ولا ترادف، ولا نلجأ إلى شيء من ذلك إلا عند العجز عن اكتشاف الفروق، مع عدم الجزم بما نفسّر به الكلمة القرآنية.

ومن ثمّ فما رأيك في أن نفرغ بحثاً لهذه المسألة ونتناولها من جميع جوانبها:

معنى الترادف، المعارضون وأدلّتهم، المؤيّدون وأدلّتهم ... ؟؟!

ـ[يوسف الساريسي]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 09:06 م]ـ

أخي العزيز لؤي

عذرا على عدم نقل جميع رأيي الموضوع إلى هذا المنتدى، وإليك الرأي الأول الذي أجبت به الأخ جمال الشرباتي وهو كما يلي:

" السلام عليكم ورحمة الله

أخي العزيز جمال،

أظنك لا تقصدني وحدي بالسؤال فهي دعوة لجميع الأخوة للنظر والتدبر ببصيرتهم في كتاب الله.

أما بشأن طلبك بإعطاء نظرة حول السبب الذي من أجله اقترنت الصيحة بالديار والرجفة بالدار، فوالله إن ذلك كان من أصعب النظر، ولكن سأبدأ المحاولة الأولى ومن ثم نرى تعقيبك عليها للنظر ونحاول مرة أخرى.

إن كلا من قوم شعيب في مدين وقوم صالح وهم ثمود في الحجر عذبهم الله بعذابي الصيحة والرجفة كليهما. والرجفة هي الزلزلة الشديدة، وقد ضربت الرجفة الدار أي البلد بما فيها الناس والمساكن والأرض. أما الصيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة; وصوت كل شيء في الأرض, وكانت صيحة تقطعت لها قلوبهم وماتوا منها.

أما الفارق بين "الدار" و"الديار" فقد ورد لسان العرب "وأَما الدّارُ فاسم جامع للعرصة والبناء والمَحَلّةِ. وكلُّ موضع حل به قوم، فهو دَارُهُمْ. والكثير دِيَارٌ ودُورٌ أيضا ... الدُّورُ: جمع دار، وهي المنازل المسكونة والمَحَالُّ، وأَراد به ههنا القبائل؛ و الدُّورُ ههنا: قبائل اجتمعت كل قبيلة في مَحَلَّةٍ فسميت المَحَلَّةُ دراً وسمّي ساكنوها بها مجازاً على حذف المضاف، أَي أَهل الدُّورِ.". وهذا يعني أن الدار هي البلد والأرض، وأما الديار أو الدور فهي المنازل المسكونة ويقصد بذلك ساكنوها أي أهلها مجازا.

أما الفرق بين عذاب الصيحة وعذاب الرجفة -أعاذنا الله منهما- هو أن الرجفة هي زلزال يضرب الأرض أي البلد وهذا معنى كون الرجفة كانت للدار. أما الصيحة فهي صوت شديد يؤذي الأحياء خاصة، فكان عذاب الصيحة للأشخاص أي ساكنوها أي تعلقت الصيحة بالديار.

وما يدل على هذا الفهم ما نلاحظه في سورة هود:

(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)

(وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)

أن هناك زيادة في هذه السورة وهي "الذين ظلموا" وهذه لم تذكر في سورة الأعراف ولا العنكبوت:

(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) آية 78 الأعراف

(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) آية 91 الأعراف

(فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) آية 37سورة العنكبوت.

لكن لاحظ -أخي جمال- أنه ورد في سورة هود كلا من الدار والديار (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) ... (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)) نلاحظ أن نبي الله صالح عليه السلام قد طلب منهم التمتع في الدار أي في بلدهم، ولكن الصيحة أخذت الظالمين في ديارهم أي في مساكنهم.

فما قولك أعزك الله؟ "

انتهى النقل ....

بانتظاركم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير