تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقصّة شعيب في سورة هود جاءت هكذا: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ * ... * وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ * وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [هود: 84 - 94].

فنلاحظ أن الله تعالى وحّد الدار في كل مكان ذكر في ابتدائه (وإلى)، ولم يذكر قبله (لما جاء أمرنا). وهذا يعني أنه لم يذكر في ذلك الموضع إخراج النبي ومن آمن معه من بينهم .. فجعلهم بني أب واحد، وجعلهم كذلك أهل دار واحدة، ورجا أيضاً ان يصيروا بالإيمان فرقة واحدة.

في حين أنه جمع الدار في كل موضع ذكر فيه (لما جاء أمرنا)، وأخبر فيه عن تفريقه بينهم. وهذا يعني أنه ذكر في ذلك الموضع إخراج النبي ومن آمن منهم معه .. فدلّ على تفرّق شملهم، وتشتّت أمرهم، وذهاب المعنى الذي كان يجمعهم لأب واحد ودار واحدة، وأن يصيروا مع المؤمنين فرقة واحدة.

ففي قصّتي صالح وشعيب عليهما السلام في سورة هود قال - قبل أن أخبر أنه نجّاهما ومن آمن معهما من المؤمنين: (لما جاء أمرنا نجّينا ... )، فجمع الدار (ديارهم) في الموضعين. أما في قصتيهما في سورة الأعراف فوحّد الدار لما لم يخبر أنه نجّاهما ومن آمن معهما من المؤمنين، ولم يقل: (لما جاء أمرنا نجّينا ... ) .. فالجمع جاء حيث ذكر إخراج النبيّين عليهما السلام مع الذين آمنوا معهما .. وهذا ما ارتآه الخطيب الإسكافي في (درّة التنزيل) ..

والله تعالى أعلم بمراده .. وأسرار بيانه ..

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 09:39 م]ـ

الأخ الفاضل لؤي

إليك كلام الفاضل الساريسي

(السلام عليكم

أخي المفضال جمال

لم تعقب على ما قلته أعلاه ولكنك أحلتني على أخ كريم في منتدى آخر وقد كنت أود أن اسمع منك أيضا.

ولكن أود أن اعقب على ما نقله أخونا أسد الإسلام وما قاله الأخ لؤي في منتدى الفصيح بالأسطر التالية:

أما ما نقله أخونا أسد الإسلام عن البقاعي أو من نقل عن الطبري حول اعتبار "الصيحة أثرها أعمّ وأشمل من الرجفة ذلك لأن الصيحة (من الصياح، الصوت) أسرع انتشاراً، بينما الرجفة فأثرها مكاني "، هذا الكلام لا دليل عليه لا شرعا ولا عقلا، فالعذاب الذي وقع على القومين عمهم وشملهم في رجفة الدار وصيحة الديار على السواء، فلا مجال للقول أن أثر الصيحة عمت الديار (بالجمع) وأن أثر الرجفة عمت الدار (بالإفراد). لأن هذا ليس هو المقصود من الإفراد والجمع كما نقلت سابقا من لسان العرب.

وكذلك يجب ملاحظة أن سرعة انتشار الأمواج الزلزالية في الأرض تبلغ أضعاف سرعة انتشار الأمواج الصوتية كما هو معروف من الفيزياء. والقول بأن الصيحة عموما أكبر أثرا وتدميرا من الرجفة كلام في غير محله وهو غير صحيح، لأن ذلك يتعلق بمقدار القوة التدميرية لكل منهما عند الإهلاك، وهذا لم تذكره النصوص. وما نراه من آثار التدمير التي تحصل بسبب الزلازل أعظم بأضعاف من تأثير الصوت والصيحة، لأن أثر الصيحة لا يتعدى إيذاؤها الأحياء إلى أشياء أخرى إلا بآثار بسيطة كتهشيم الزجاج واهتزاز المنشآت.

وأرى أن الرجفة هي الأساس لأن ما يصاحبها وما يرافقها من أشياء تكون كثيرة، ومنها الأصوات كالصيحة. فقد يرافق الرجفة براكين وسقوط أثقال وكسف من السماء (الحمم)، وما ينتج عنها من آثار عموما هو أعظم من الصيحة. ويكفينا تذكر ما حصل من زلزلة بالقرب من اندونيسيا في 26/ 12/2004 وما تبعها من آثار ودمار وموت لعشرات الألوف من الناس للاعتبار. فالصيحة قد تكون من توابع الرجفة أو من آثارها.

ويجدر بالذكر أن محاولة تفسير الآيات أو أي أمر آخر بالربط بين أمرين لا يكون بمجرد اجتماعهما في مكان أو زمان واحد، بل لا بد من توضيح علاقة الربط بينهما بحيث تصلح لأن تكون مؤثرة ومنتجة حتى يكون الربط مناسبا. فربط الأخ لؤي في منتدى الفصيح الموضوع بذكر حرف (إلى) وكذلك بـ (لما جاء أمرنا) هو في غير محله لأن العلاقة بينهما غير مؤثرة. وقد نقبل بهذا التوجيه منه لو ذكرت الآيات أن الصيحة أو الرجفة لم تشمل جميع الدور ونجى الله دور المؤمنين من العذاب.

وقوله أن الله رجا بأن يكونوا بالإيمان دارا واحدة، فهذا يكون جائزا عند بداية دعوة النبي لقومه لا عند الإهلاك، فهذا الكلام غير وارد وليس في محله المتناسب مع الحدث. وقوله أن جمع الدار يعني " تفرّق شملهم، وتشتّت أمرهم، وذهاب المعنى الذي كان يجمعهم لأب واحد ودار واحدة، وأن يصيروا مع المؤمنين فرقة واحدة" كلام لا سند له لا من الشرع ولا من اللغة ولا من العقل، بل هو ظن ولا أراه راجحا.

هذا والله أعلى وأعلم

ولكم التحية والتقدير

بانتظاركم)

أرغب جدا بأن أربط بينكما برابط---فعساك تدعوه للتسجيل في الفصيح فهو مكسب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير