تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن هذه الرياضية المطلقة لتجعل التشبيهات في القرآن الكريم أمراً مبرماً وقوانين حتمية. بل إنها تفوق القوانين الحتمية من حيث وضوح الدلالات البعيدة والمقاصد الخفيّة. فالمشبَّه به في القرآن الكريم مكوّن من جملة أو أكثر، وهي بطبيعة الحال لوحات مختلفة نُسق بعضها على بعض بترتيب قد يكون زمانياً أو مكانياً، أو الاثنين معاً، ووجه الشبه حاصل من تكاملها ضمن هذا النسق. إذ الشَّبه منتزَع من مجموعها من غير أن يمكن فصل بعضها عن بعض وإفراد شطر عن شطر، حتى إنك لو حذفت منها جملة واحدة من أي موضع كان أخلّ ذلك بالمغزى من التشبيه.

ولو شئنا التعبير الرياضي لقلنا: إن (س) = ما دخل القوس جميعاً ويعامل كوحدة واحدة وعلى ذات النسق. وبذا فإن الإلزام بهذا المنهج أوكد وأوثق، وهو ما يضيف إلى مبدأ الاقتصاد في اللغة وأسرار الإعجاز.

4. هل الأمثال تحصر في تضمنها للغرابة فقط، أم أن الأمثال أوسع من ذلك بتضمنها العبرة وخلاصة الحكمة أيضا؟

بالطبع لا حصر للأمثال في تضمّنها للغرابة، ولكني آثرت هنا لفظة (الغرابة)، لاندماج قاعدة أساسية في الأمثال يُقال لها: "حكمة العوام" و "فلسفة العموم". أما أن الله تعالى ضرب الأمثال للناس في القرآن الكريم لعلهم يتذكرون، ويتفكرون، ويعتبرون، وجعل في ضرب الأمثلة تربيةً قرانيةً عاليةً لكل إنسان يتقبل الهدى والعلم النافع، فهذا بدهي.

5. أما بالنسبة لإشارتك في الآية (فهم لا يرجعون) بأن هؤلاء القوم كالمضطرب في بحر الرمل. فأرى أنه يمكن توجيه المعنى أيضا كما ورد في سورة طه (أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) أي لا يستجيب إذا سألوه أو كلموه.

فالرجع هنا بمعنى الاستجابة للمؤثرات الخارجية وهي أحد أوصاف الكائن الحي، وكأن هناك إشارة في وصف من لا يرجع كمن لا يستجيب من الجمادات أو الأموات، كما في سورة الأحقاف (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5).

وهو عين المقصود لأن من اختار بإرادته الجازمة الواعية مثل ذاك الاختيار، لا يُستجاب له وانسدّ عليه الباب، فهو كمن سقط في وحل كلمّا تحرّك انغمس، ولا يمكنه أن يرجع إلى مواقع النور والهداية وصدق الإسلام (فهم لا يرجعون).

والله تعالى أعلم ..

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[04 - 04 - 2006, 10:20 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود الإشارة إلى مرجع للتفسير، وهو من أروع ما قرأت حول هذا الموضوع

وهو من خواطر الإمام الشعراوي. والرجاء قراءة التفسير بدءا من الصفحة في الأسفل وما بعدها في الموقع، وأرجوا أن يكون فيها الفائدة

مع عاطر التحيات

http://www.elsharawy.com/books.aspx?mstart=1002008&mend=1002022

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير