تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكننا حين نتكلم عن القرآن الكريم، وهو كلام رب العالمين الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) فإني لم أقل انَّ في القرآن الوحشي والغريب المستنكر، وإنما قصدت الغريب غير المنكر وتفصيل ذلك ما ذكره ابن الأثير في المثل الثائر في أدب الكاتب والشاعر:

فإن أرباب الخطابة والشعر نظروا إلى الألفاظ ونقبوا عنها ثم عدلوا إلى الأحسن منها فاستعملوه وتركوا ما سواه وهو أيضاً يتفاوت في درجات حسنه فالألفاظ إذن تنقسم ثلاثة أقسام: قسمان حسنان وقسم قبيح فالقسمان الحسنان أحدهما: ما تداول استعماله الأول والآخر من الزمن القديم إلى زماننا هذا ولا يطلق عليه أنه وحشي والآخر ما تداول استعماله الأول دون الآخر ويختلف استعماله بالنسبة إلى الزمن وأهله وهذا هو الذي لا يعاب استعماله عند العرب لأنه لم يكن عندهم وحشياً وهو عندنا وحشي وقد تضمن القرآن الكريم منه كلمات معدودة وهي التي تطلق عليها غريب القرآن وكذلك تضمن الحديث النبوي منه شيئاً وهو الذي يطلق عليه غريب الحديث.

وحضر عندي في بعض الأيام رجل متفلسف فجرى ذكر القرآن الكريم فأخذت في وصفه وذكر ما اشتملت عليه ألفاظه ومعانيه من الفصاحة والبلاغة فقال ذلك الرجل: وأي فصاحة هناك وهو يقول: {تلك إذاً قسمةٌ ضيزى} فهل في لفظة ضيزى من الحسن ما يوصف فقلت له: اعلم أن لاستعمال الألفاظ أسراراً لم تقف عليها أنت ولا أئمتك مثل ابن سينا والفارابي ولا من أضلهم مثل أرسطاليس وأفلاطون وهذه اللفظة التي أنكرتها في القرآن وهي لفظة " ضيزى " فإنها لا يسد غيرها مسدها ألا ترى أن السورة كلها التي هي سورة النجم مسجوعة على حرف الياء فقال تعالى " والنجم إذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى " وكذلك إلى آخر السورة فلما ذكر الأصنام وقسمة الأولاد وما كان يزعمه الكفار قال: {ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذاً قسمةٌ ضيزى} فجاءت اللفظة على الحرف المسجوع الذي جاءت السورة عليه وغيرها لا يسد مسدها في مكانها وإذا نزلنا معك أيها المعاند على ما تريد قلنا: إن غير هذه اللفظة أحسن منها ولكنها في هذا الموضع لا ترد ملائمة لأخواتها ولا مناسبة لأنها تكون خارجة عن حرف السورة وسأبين ذلك فأقول: إذا جئنا بلفظة في معنى هذه اللفظة قلنا قسمة جائرة أو ظالمة ولا شك أن جائرة أو ظالمة أحسن من ضيزى إلا أنا إذا نظمنا الكلام قلنا: ألكم الذكر وله الأنثى تلك قسمة ظالمة لم يكن النظم كالنظم الأول وصار الكلام كالشيء المعوز الذي يحتاج إلى تمام وهذا لا يخفى على من له ذوق ومعرفة بنظم الكلام فلما سمع الرجل ما أوردته عليه ربا لسانه في فمه إفحاماً ولم يكن عنده في ذلك شيء سوى العناد الذي مستنده تقليد بعض الزنادقة الذين يكفرون تشهياً ويقولون ما يقولونه جهلاً وإذا حوققوا عليه ظهر عجزهم وقصورهم.

انتهى كلام ابن الأثير.

والحقيقة أن الكثير من علماء البلاغة قد أضافوا شيئا غير الفاصلة القرآنية في كلمة ضيزى، وأورد منهم:

جاء في بحث:

الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم

د/ محمد محمد داود

أستاذ الدراسات اللغوية والإسلامية

بكلية التربية جامعة قناة السويس

(1) التناسب بين صفات الصوت ومعنى الكلمة:

ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: (تلك إذاً قسمة ضيزى) (النجم/22).

و (ضيزى) تعني: جائرة ظالمة، لكن لفظ (ضيزى) جاء هنا ليحقق غرضين هما: رعاية الفاصلة التي غلبت فيها الألف المقصورة، والثاني: الإيحاء ـ بماء في الضاد من تفخيم ـ إلى أن الجور في هذه القسمة لا مزيد عليه.

والآخر:

أ. قاطع جار الله سطام

جامعة السابع من إبريل

حيث قال:

........... إن القارئ لتشدُّه إلى هذا النص القرآني لفظة (ضيزى) شدا لا انفصام له، فقد صنفت ضمن غريب القرآن لأنها لم ترد في التنزيل إلا في هذا الموضع، ولأن العرب قبل الإسلام لم يتداولوها في كلامهم لوجود ما يدل على معناها في لغتهم. وقد اضطرب اللغويون في الأصل الذي أخرجت اللفظة منه. .............

.... وقد تمسك أكثر البلاغيين بسبب واحد عللوا به ورود (ضيزى) في هذا الموضع فقط من التنزيل هو الحفاظ على الفاصلة القرآنية، ..........

.......... وليس من الحكمة أن نركن إلى الفاصلة القرآنية وحدها في تلمس السبب الذي من أجله وردت اللفظة في مكانها الفريد هذا، ولاشك في أن مجيء لفظة ضيزى في هذا الموضع لهو مجيء لا تغني عنه أية لفظة من الألفاظ التي استحضرها العلماء وهم يفسرون (ضيزى) ويقربون معناها إلى الأفهام، وكل ما اقترحوه بعيد كل البعد عنها جرسا ودلالة ونظما وإيحاء. وهذا مستحصل فيها من وجوه:

.......................

انتهى كلامه وسأضيف الرابط لمن شاء المراجعة

http://www.dirasaat.com.ly/seemore.php?moreid=17

وشكراً.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 06:13 ص]ـ

أخي العزيز موسى ..

هل لك أن تطلعنا على كلمة أخرى - غير كلمة ضيزى - جاءت في القرآن الكريم، وجاء في كلام العرب ما هو أفصح منها ..

ودمتم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير