تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدنيا ولهم في الآخرة أحسن مقيلاً" كما تقول.

وإنما هو بيان بين حال المجرمين والمؤمنين، والدليل على ذلك أن قوله تعالى (يَوْمَئِذٍ) المقصود به: يوم إذ يرى الناس الملائكة عند الموت فما بعد ذلك حتى دخول أهل الجنة الجنة، ودخول أهل النار النار، فشمل هذا اليوم كل أحوال اليوم الآخِر، بدءاً من انتهاء رحلة الإنسان منصرفاً عن حياة الابتلاء، وداخلاً في يوم الحساب والجزاء، ودلّ على ذلك أن التنوين في (يَوْمَئِذٍ) هو تنوين العوض عن جملة (يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ).

ثم إن الآيات التي لحقت بهذه الآية تؤكّد ما نذهب إليه. حيث جاء فيها قوله تعالى: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا * وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا) [الفرقان: 25 - 29].

ففي هذه الآيات بيان لما يحدث يوم القيامة، أي: بعد البعث من القبور، وأن الكافرين سيرون الملائكة يوم القيامة، بعد بعثهم من القبور، وستكون رؤيتهم لهم حينئذ كارثة عليهم، لأن الملائكة ستسوقهم يومئذ إلى موقف الحساب وفصل القضاء، ثم إلى مصيرهم في دار العذاب المعَدّة لهم ....

وخلاصة القول إن المراد بقوله تعالى: (خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) تفضيل بين حالي المجرمين والمؤمنين، الذين هم في حال حسنة خيرٍ من حال المجرمين، سواء في المصير الذي يكون به استقرارهم في جنات النعيم، أو في مدّة البرزخ بين الموت والبعث، وهو تفضيل على معنى التهكم والتوبيخ الضمني، إذ ليس في حال المجرمين خير. ودلّ على ذلك سياق الآيات، كما رأينا.

والله أعلم

ـ[سليم]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 12:15 ص]ـ

السلام عليكم

أخي الحبيب لؤي الطيبي بارك الله فيك ونفعنا بعلمك, وجزاك الله كل الخير.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير