وأمّا في (آذانهم) فإيماء إلى شدّة الخوف من صدى الرعد حتى يخيل إليهم أنّه لو دخل الرعد في شبكة الآذان لطيّر الأرواح من أبواب الأفواه. وفيه رمز لطيف إلى أنّهم لمّا لم يفتحوا آذانهم لنداء الحق والنصيحة عوقبوا من تلك الجهة بنعرات الرعد، فسدّوا هنا ما سدّوا هناك، كمن أخرج كلاما شنيعا مِن ِفيهِ يُضْرَب على فمه فيدخُل يمين الندامة في فيه ويضع يسار الخجالة على عينه.
وأمّا (من الصواعق) فإشارة إلى اتحاد الرعد والبرق على اضراره؛ إذ الصاعقة صوت شديد معه نار محرقة تصرع من صادف.
وأمّا (حذر الموت) فإشارة إلى أنّ البلاء جذّ اللحم إلى العظم، وجاز الأحوال إلى الحياة، فما يعنيهم إلا غمّ الموت وحفظ الحياة. " أ. هـ.
مع التحية الطيبة والتقدير العميق ..
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 05 - 2006, 02:35 ص]ـ
الأستاذ الكبير لؤي وفقه الله
شكر الله لكم وباعد بينكم وبين الكروب ويسر لكم كل الأمور وبعد ..
فلا أظنني سأضيف جديدا بعد أن أتحفتمونا بهذا التحليل البلاغي العميق من كتاب إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز للإمام بديع الزمان سعيد الكردي النورسي رحمه الله وتغمده بواسع غفرانه .. هذا الكتاب النفيس الذي لم يستطع الإمام من إكماله ولو كانت الظروف أسعفته لإكماله لرأينا سفرا نادر المثال.
على أني أرجو ألا أحرم الأجر في بيان بلاغة هذه الآية الكريمة، فأنقل لكم خلاصة ما استخلصه القاضي البيضاوي من الكشاف وغيره من التفاسير.
تحدث البيضاوي عن تشبيه حال المنافقين بالذين استوقدوا نارا وبأناس أصابهم صيب فيه ظلمات ورعد وبرق، فأقتصر على التمثيل الثاني، وخلاصة ما قاله أنه إما أن يكون من التمثيلات المؤلفة وهو أن تشبه كيفية منتزعة من مجموع تضامت أجزاؤه وتلاصقت حتى صارت شيئا واحدا بأخرى مثلها كقوله تعالى: مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا.
فقد شبه حال اليهود في جهلهم بالتوراة بحال الحمار في جهله بما يحمل، وكذلك شبه حال المنافقين بحال من أصابهم صيب من السماء في ليلة مظلمة مع رعد قاصف وبرق خاطف.
ويمكن أن يكون هذا التمثيل من التمثيلات المفردة وهو أن تؤخذ أشياء فرادى فتشبه بأمثالها كقول امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا**** لدى وكرها العناب والحشف البالي
فشبهت أنفس المنافقين بأصحاب الصيب، وشبه إيمانهم المخالط بالكفر والخداع بصيب فيه ظلمات ورعد وبرق، وشبه نفاقهم الذي ظنوا أنه منجيهم من بأس المؤمنين بجعل الأصابع في الآذان من الصواعق طلبا للنجاة.
وقيل: شبه الإيمان والقرآن وسائر الحقائق التي هي سبب الحياة الأبدية بالصيب الذي به حياة الأرض، وشبه ما ارتكبت بهذه الحقائق من الشبهات والاعتراضات بالظلمات، وشبه ما في هذه الحقائق من الوعد والوعيد بالرعد وما فيها من الآيات الباهرة بالبرق، وشبه تصام المنافقين عما يسمعون من الوعد والوعيد بحال من يهوله الرعد فيخاف من صواعقة فيسد أذنيه بأصابعه، مع أنه لا خلاص لهم.
والله محيط بالكافرين.
مع التحية الطيبة والتقدير العميق.
ـ[النفس]ــــــــ[14 - 05 - 2006, 04:46 م]ـ
السلام عليكم
فيما يتعلق بمسائل أهل السنة و الفرق و ما أحدثه تناولها من بلبلة كارثية وسوء توظيف و غفلة عن حال من يتلقى ذلك فإنني أنصح الإخوة الأكارم بكتاب الرسائل الشمولية لفضيلة الشيخ الحبيب د. عبدالعزيز الحميدي عميد معهد إعداد الائمة في رابطة العالم الإسلامي و أستاذ العقيدة سابقا في جامعة أم القرى ففيه تحقيق نادر و تبصير باهر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 02:00 م]ـ
الأستاذ الموقر د. أبا محمد ..
بارك الله فيكم وفي علمكم وفي وقتكم ..
ونسأل الله لكم التوفيق والسداد والجنة يوم الميعاد ..
الأخ النفس ..
شكر الله لك حرصك على مسائل العقيدة السليمة ..
ولكن .. وبعد أنْ تقرّر في شبكة الفصيح عدم الخوض في مثل هذه المسائل، فإنا نلتزم بذلك، ونرجو من الإخوة الكرام مراعاة هذا الجانب ..
ودمتم ..
ـ[النفس]ــــــــ[15 - 05 - 2006, 10:40 م]ـ
الأخ الأستاذ لؤي جزاكم الله خيراً. التزاماً بذلك فإنني اقتصرت على الإحالة فقط
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 05 - 2006, 01:51 ص]ـ
التزاماً بذلك فإنني اقتصرت على الإحالة فقط
بارك الله فيك أخي الكريم ..