تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 09:25 ص]ـ

السلام عليكم أيها الإخوة الكرام

أود أن أضيف إلى ما تقضلتم به ما يلي

الحمد هو الثناء المطلق، أية كلمة طيبة تعتبر ثناء (حمدا).

والحمد إما أن يكون شكرا أو مدحا، ولا يحمد (يمدح) إلا الحق (الصواب)، ولا يذم إلا الباطل (الخطأ).

فكل عمل متقن بإحكام يستحق المدح (الحمد)، وكذلك يمدح (يحمد) أي تصرف صائب.

فوضع الشيء في موضعه الذي ينبغي أن يكون عليه هو الذي يمدح (يحمد)، والحكمة هي وضع الشيء في موضعه، إذن فالحكيم ممدوح (محمود) = حكيم حميد، قال تعالى: لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).

وحيث أن القرآن كتاب أحكمت آياته أنزله الله العزيز الحكيم فإن من الحكمة أن تكون سورة الحمد هي فاتحة الكتاب، فأول ما نقرأ فيها بعد البسملة هو (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وحق أن يبدأ الله كتابه بالحمد لأنه لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ.

إذن فالحمد يعبر عن الكمال في الحسن والإتقان، فهو تنزيه عن النقص، فإذا قرأت قوله تعالى: فسبح بحمد ربك، فذلك يعني: سبح ربك حمدا له، وتعني أيضا: إحمد ربك تسبيحا له.

نحن نحمد الله على نعمه حمد (امتنان) وحمد (ثناء = مدح) لأن الله هو الحق فعله صواب وحكمه عدل، ونحمده (نثني عليه) إذا أصابنا مكروه لأن كل أمر من الله سواء كان سارا أو محزنا فهو صائب.

هذه بعض الأمثلة من القرآن لحمد (الثناء = المدح):

وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ... : الحمد هنا حمد مدح على ما سبق ذكره (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ).

وقال تعالى: فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الحمد هنا حمد مدح لما فعله الله بالظالمين، فالظالم هو الذي يفعل السوء مع العلم به أنه سوء، أي أنه اختار الباطل من بعد ما تبين له الحق، وحيث أن الحق نور والباطل ظلام فإن الظالم اشتق اسمه من الظلام لأنه اختاره على النور.

وقال تعالى: وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

الحمد هنا حمد مدح لقضاء الله العادل بالحق.

أكتفي بهذا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 09:30 ص]ـ

:::

أخي الحسن الهاشمي المختار، نوّرت المنتدى، أهلا وسهلا بك.

جهد مشكور، وحضور يأتي بالسرور.

موسى

ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 09:55 ص]ـ

أخي الحبيب موسى أحمد زغاري، باركك الرحمن وزادك نورا وعلما.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 04:05 م]ـ

بارك الله فيكم ..

ولدي استفساران:

الأول للأخ جمال: ما معنى (العالَمين) في قوله تعالى: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)؟ هل هي جمع عالَم (بفتح اللام)؟ فإنْ كانت كذلك، فلِمَ جُمِعَت جمع مذكّر سالماً؟

أظنّ والله العالم أنّها ليست بجمع مذكر سالم إذ لم تأت في كافة النصوص إلاّ في هذه الصورة--أي صورة " العالمين"---فتكون بمعنى كلّ ما سوى الله

ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 04:12 م]ـ

أظنّ والله العالم أنّها ليست بجمع مذكر سالم [/ b]

هي ملحقة به وليس منه.

ومن لسان العرب:

ولا واحد للعالَم من لفظه لأن عالَماً جمع أَشياء مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ اسماً منها صار جمعاً لأشياء متفقة، والجمع عالَمُون، ولا يجمع شيء على فاعَلٍ بالواو والنون إلا هذا، وقيل: جمع العالَم الخَلقِ العَوالِم. وفي التنزيل: الحمد لله ربِّ العالمين؛ قال ابن عباس: رَبِّ الجن والإنس، وقال قتادة: رب الخلق كلهم.

قال الأزهري: الدليل على صحة قول ابن عباس قوله عز وجل: تبارك الذي نَزَّلَ الفُرْقانَ على عبده ليكون للعالمينَ نذيراً؛ وليس النبي، صلى الله عليه وسلم، نذيراً للبهائم ولا للملائكة وهم كلهم خَلق الله، وإنما بُعث محمد، صلى الله عليه وسلم، نذيراً للجن والإنس. وروي عن وهب بن منبه أنه قال: لله تعالى ثمانية عشر ألفَ عالَم، الدنيا منها عالَمٌ واحد، وما العُمران في الخراب إلا كفُسْطاطٍ في صحراء؛ وقال الزجاج: معنى العالمِينَ كل ما خَلق الله، كما قال: وهو ربُّ كل شيء، وهو جمع عالَمٍ، قال: ولا واحد لعالَمٍ من لفظه لأن عالَماً جمع أشياء مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ لواحد منها صار جمعاً لأَشياء متفقة. قال الأزهري: فهذه جملة ما قيل في تفسير العالَم، وهو اسم بني على مثال فاعَلٍ كما قالوا خاتَمٌ وطابَعٌ ودانَقٌ.

دمتم بخير

ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 08:25 ص]ـ

أتابع الكلام عن الحمد والشكر.

الحمد هو الثناء على الله قولا، والشكر هو الثناء على الله فعلا. فالعمل هو قول وفعل.

أما الثناء على الله فعلا فذلك بطاعة أوامره، فأوامر الدين عمادها الصبر لأنها ضد هوى النفس، فالذي يصبر ويطيع أمر ربه وينهى النفس عن الهوى هو الأجدر أن يوصف بالشاكر، فالله تعالى يعرف لنا الشكور بأنه هو الصبار، قال تعالى: إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور.

والصبر يقاس بطول المدة وبقوة التحمل، فمن صبر 10 سنوات هو الأحق أن يوصف بالشكور إذا قورن بمن صبر سنة أو 5 سنوات، فكل نبي شكور إلا أن أطولهم مدة هو نوح عليه السلام إذ قضى ألف سنة إلا خمسين عامافي الدعوة إلى الله كلها صبر، فهو جدير بأن يخلد إسمه في الذكر الحكيم كعبد شكور. قال تعالى: ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير