تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كذلك يمتحن الله الذين آمنوا بالفتن ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، وخير زاد في الفتن هو الصبر، والصبر يقاس بطول المدة وقوة التحمل، فضرب الله المثل لمن يشتكي من طول مدة الصبر على البلاء بمدة لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما في قوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا عليه السلام إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ، وضرب الله إبراهيم عليه السلام مثلا لقوة تحمل شدة البلاء، فهو فضل أن يلقى في النار التي أضرمها له قومه على أن يجبن و يتراجع عن عقيدته.

وضرب الله المثل لمن يدعي أنه ضعيف لا يستطيع الصبر بشعيب الذي قال فيه قومه إنا نراك فينا ضعيفا، والذي يدعي أنه ضعيف ووحيد مغترب في أرض الكفار ضرب الله له المثل بلوط الذي كان وحيدا مغتربا في قرية الشواذ جنسيا.

إذن فالقصص التي وردت في سورة العنكبوت ضربت أمثالا للصابرين لتحفز المؤمنين على الصبر على الفتن المشار إليها في أول السورة: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ.

هل يمكننا أن نتنبأ بنوع الفتنة التي سيمتحن الله بها الناس؟

بما أن ظهور البينة سيصحح عقيدة الذين قالوا اتخذ الله ولدا وسيتبين لهم أنهم كانوا مخدوعين هم وآباءهم في تأليه المسيح فإن الفتنة ستكون مناسبة للحدث، فالتلميذ إذا أخطأ في مسألة فإن معلمه يصحح له الخطأ ويريه الصواب ثم بعد ذلك يمتحنه في نفس المسألة ليعلم هل فعلا فهم المسألة التي شرحها وصححها له أم لا. كذلك سيصحح الله القضية التي أزل الشيطان بها أكثر أهل الأرض ألا وهي تأليه المسيح فيتبين لهم أن الإسلام هو الحق ثم يمتحنهم في نفس المسألة التي صححت وذلك بظهور رجل يدعي أنه هو المسيح وأنه هو الإله الذي صلب قبل حوالي 2000 سنة، وأنه عاد إلى الأرض ووو ... وسيكون معه من الخدع ما يفتن بهاالناس فيظنون أنه هو المسيح الحقيقي، وهكذا سيفتري هذا الكذاب على الله منتحلا زورا وبهتانا اسم عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام، وكان حقا أن ينزل عيسى ليرفع عنه هذا البهتان والافتراء الذي يرتكبه هذا الدجال باسمه ولتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الله التي يجب أن تكون هي العليا في هذا الموقف هي عيسى المسيح فهو كلمة من الله.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 12:04 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

أخانا الهاشمي المختار - حفظك الله ورعاك ..

كل عام وأنتم بخير .. وتقبّل الله منا ومنكم الطاعات ..

وحيا الله عودتك في الفصيح من جديد ..

وفي انتظار المزيد من رونق هذا الكلام الخلاب والبيان الرفيع ..

ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 07:32 ص]ـ

أخي الكريم لؤي الطيبي حفظك الله وبارك فيك.

يسرني حضورك المشرف.

تحياتي لك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير