تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة. كانوا يقرؤون قراءة العامّة. وهي القراءة التي قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل مرتين في العام الذي قُبض فيه. وكان على طول أيامه يقرأ مصحف عثمان رضي الله عنه ويتّخذه إماماً. ثم قال: وقرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفّاه الله فيه مرتين. وإنما سُمّيت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقريء الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وولاه عثمان كتبة المصاحف رضي الله عنهم أجمعين (شرح السُنّة: 4\ 525 - 526).

- قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما ينزل عليه من السور يذكر فيها كذا وكذا فإذا أنزلت عليه يقول: ضعوا هذه الآيات في موضع كذا وكذا. فإذا نزلت عليه السورة يقول: ضعوا هذه في موضع كذا وكذا (السنن الكبرى للبيهقي: 2\ 42).

فهذه الروايات صريحة وجازمة بأنّ السور في مصاحفنا اليوم على نفس الترتيب الذي كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنّه عليه الصلاة والسلام هو الذي حدّد لكل سورة مكانها في المصحف حسبما أمره جبريل عليه السلام.

فرواية ابن مسعود رضي الله عنه، وجه الدلالة فيها أنّ السور جاءت فيها نسقاً كما هي في المصحف الآن.

ورواية أوس أيضاً واضحة في دلالتها .. فإنّ عدد السور من البقرة إلى الحجرات ثمانية وأربعون. ومجموع عدد السور المحزّبة في الرواية أيضاً ثمانية وأربعون. فهذه دلالة حاسمة على أنّ ترتيب السور لم يختلف شيئاً عما كان عليه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

ورواية أبي عبد الرحمن السلمي، تفيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع جبريل عليه السلام في كل رمضان وكان يقرأ عليه كل ما نزل عليه من القرآن، فلما كان عامه الأخير عرض عليه القرآن كله مرتين، وكانت العرضة الأخيرة تضمّ معهما زيدَ بن ثابت رضي الله عنه. فهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض السور على جبريل عليه السلام بدون ترتيب، وكان يسردها سرداً كيفما اتفق؟ أم كان هناك ترتيب محكم وحكيم يلتزمه في كل مرة؟ ثم إذا كان معهما زيد في العرضة الأخيرة، وسمع القرآن كله من رسول الله صلى الله عليه وسلم بترتيب خاصّ ونسق معيّن في سوره وآيه، فهل يتصوّر عنه أنْ يعدل عن ذلك الترتيب حين وُكّل إليه جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه؟

وأما الرواية الأخيرة وهي رواية عثمان رضي الله عنه، فهي أيضاً صريحة في هذا المعنى، فإنها تفيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يبيّن موضع كل سورة في المصحف بَعْدَما كان ينجلي عنه الوحي، وكان يبيّن حسبما كان يعلّمه شديد القوى عليه السلام.

وهذا كله يلزمنا أنْ نقول - وبكل طمأنينة: لم يكن في الأمة قط قرآن غير هذا القرآن، ولم يُعرف للقرآن العظيم ترتيب غير هذا الترتيب، فإنّ هذا الترتيب من عند الله، كما أنّ هذا القرآن من عند الله ..

والله أعلم ..

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 12:46 م]ـ

الكريم "سليم"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،

توقيف ترتيب السور هل هو رأي واحد؟ أم هناك آراء؟

... دام هذا التفاعل المثمر!!

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 12:47 م]ـ

الكريم "لؤي"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،

دام هذا الاتصال!!

... إذا كان الترتيب توقيفيا؛ فهل هذا ينفي البلاغة ودراستها بخصوصه؟

ـ[سليم]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 12:44 ص]ـ

السلام عليكم

أخي الكريم فريد البيدق هذا ليس رأي واحد من العلماء ,بل هو رأي كثيرين منهم السيوطي وقد خلف كتابًا رائعًا في هذه المضمار "أسرار ترتيب القرآن" ذكر فيه_رحمه الله _ فوائد جمة ولطائف عدة ... أذكرمنها:

سورة البقرة:

قال بعض الأئمة: تضمنت سورة الفاتحة: الإقرار بالربوبية، والالتجاء إليها في دين الإسلام، والصيانة عن دين اليهود والنصارى، وسورة البقرة تضمنت قواعد الدين، وآل عمران مكملة لمقصودها فالبقرة بمنزلة إقامة الدليل على الحكم، وآل عمران بمنزلة الجواب عن شبهات الخصوم.

سورة النساء:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير