تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كقول الشاعر: النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم

التشبيه الضمني: تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من

صور التشبيه المعروفة بل يلمحان في التركيب، كما في قول المتنبي:

من يهن يسهل الهوان عليه ... ما الجرح بميت إيلام

التشبيه المقلوب: هو جعل المشبه مشبهاً به بإدعاء أن وجه الشبه فيه أقوى واظهر.

ويؤتى به لبيان الاهتمام به وإظهاراً لشانه، كقول الشاعر:

وبدا الصباح كأن غرته ... وجه الخليفة حين يمتدح

قال تعالى:" مَثَلَهمْ كمثل الذي أستوقد نارا فلما أضآت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون. صم بكم عمي فهم لايرجعون. اوكصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في أذآنهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين. "

تتحدث الآية عن المنافقين حيث تشبههم بالمستوقد النار، واللفظ الدال على المنافقين هو الضمير " هم " ويلاحظ أداة التشبيه الكاف، دخلت على كلمة " مثل " وهي تدخل على كلمة المشبه به مباشرة، ويكثر هذا في أسلوب القرآن الكريم.

قال الزمخشري: المثل بمعنى المِثل وهو النظير.

فإن قلت مامعنى ومثلهم كمثل الذي أ ستوقد نار – وما مثل المنافقين، ومثل الذي أستوقد نارا حتى شبه أحد المثلين بصاحبه؟

قلت: قد أستعير المثل استعارة الأسد للمقدام للحال أو الصفة أو للقصة إذا كان لها شأن وفيها غرابة كأنه قيل: حالهم العجيبة الشأن كحال الذي أستوقد نارا، وكذالك قوله: مثل الجنة التي وعد المتقون – أي وفيما قصصنا عليك من العجائب.

ولله المثل الأعلى أي الوصف الذي له شأن من العظمة – ومثلاهم في التوراة – أي صفتهم وشأنهم المتعجب - ولما في المثل من معنى الغربة. فإن قلت كيف مثلوا الجماعة بالواحد؟ قلت وضعوا الذي موضع الذين. والذي سوغ ذلك أن الذي لكونه وصلة على وصف كل معرفة بجملة وتكاثر وقوعه في كلامهم، والثاني أن جمعه ليس بمنزلة جمع غيره بالواو والنون. أن سائر الموصولات لفظ الجمع فيهن واحد، اوقصد جنس المستوقدين وأريد الجمع، أو الفوج الذي استوقد نارا على المنافقين وذواتهم لم يشبهوا بذات المستوقد حتى يلزم منه الجماعه بالواحد، وإنما شبهت قصتهم بقصة المستوقد ونحوه.

ومن المفسرين من يعد هذا النوع من التشبيه.

والمثل كما يراه الزمخشري في أصل كلامهم بمعنى المثيل فضربوه بمورده.

وهو عند المتقدمين غيره عند المتأخرين، فشرطه عند المتأخرين مبني على الاستعارة التمثيلية، وهنا نجده عند المتقدمين يدخل على التشبيه، هذه أمور اصطلاحيه ولامشاحة في الاصطلاح.

التشبيه في الآية أن يكون من التشبيه المركب والمفرد.

وقد ذكر الزمخشري الوجهين في التشبيه واستعرض لهما يقول الزمخشري: فيم شبهت حالهم بحال المستوقد؟. قلت: في أنهم غب الإضاءة خبطوا في ظلمة وتورطوا في حيرة. فإن قلت: وأين الإضاءة في حال المنافق؟ وهل هو ابد إلا حائر خابط في ظلماء الكفر؟. قلت المراد مااستضاءوا به قليلاً من الانتفاع بالكلمة المجراة على ألسنتهم وراء استضاءتهم بنور الكلمة ظلمة النفاق التي ترمي بهم على ظلمة سخط الله، وظلمة العقاب السرمدي ويجوز أن يشبه بذهاب نور الله بنور المستوقد اطلاع الله على أسرارهم وما افتضحوا به بين المؤمنين وتسموا به من سمة النفاق، والوجه ا ن يراد الطبع لقوله: (صم بكم عمي) وفي الآية تفسير آخر، وهو أنهم لما وصفوا بأنهم اشتروا الضلالة بالهدى عقب ذلك بهذا التمثيل ليمثل هداهم الذي باعوه بالنار المضيئة ما حول المستوقد والضلالة التي اشتروها، وطبع بها على قلوبهم بذهاب الله بنورهم وتركه إياهم في ظلمات. وتنكير النار للتعظيم.

وعند السيد الشريف (قوله فيم شبهت) ص202 هذا السؤال عن وجه الشبه في أي معنى قصد اشتراك طرفي التشبيه، أعني حال النافقين وحال المستوقد، وقيل السؤال عن تعيين حال المشبه: أي في حال من الأحوال الكثيرة للمنافقين وقع التشبيه بحال المستوقد. ووجه الشبه مركب في نفسه ملتئم من عدة معاني على وجه يؤذن بتركيب طرفيه. وفيه إشارة إلى تركيب وجه الشبه وانه منتزع من أمور متعددة في المشبه.

وان قصد تشبيه كل واحد من تلك المعاني المتعددة بما يناظره كان تشبيهاً مفرقا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير