تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:25 م]ـ

الكناية

وهي أن يعبر المتكلم عن المعنى القبيح باللفظ الحسن، وعن الفاحش بالطاهر، كقوله سبحانه: "كانا يأكلان الطعام" كناية عن الحدث. وكقوله تعالى: "أو جاء أحد منكم من الغائط" كناية عن قضاء الحاجة، وكقوله عز وجل: "ولكن لا تواعدوهن سراً" كناية عن الجماع، قال امرؤ القيس طويل: ألا زعمت بسباسة الحي أنني كبرت وألا يحسن السر أمثالي

ذهب كل من فسر شعره من العلماء أنه أراد بالسر الوقاع، وكقوله سبحانه: "وقد أفضى بعضكم إلى بعض" يريد به ما يكون بين الزوجين من المباضعة، وكقول الله تعالى: "الخبيثات للخبيثين"، وهو سبحانه يريد الزنا وعلى الجملة لا تجد معنى من هذه المعاني في الكتاب العزيز يأتي إلا بلفظ الكناية، لأن المعنى الفاحش متى عبر عنه بلفظه الموضوع له كان الكلام معيباً من جهة فحش المعنى

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:26 م]ـ

الإفراط في الصفة

وهو الذي سماه قدامة المبالغة، وسماه من بعده التبليغ، وأكثر الناس على تسمية قدامة، لأنها أخف وأعرف، ومن أناشيد ابن المعتز فيها: كامل

ملك تراه إذا احتبى بنجاده غمر الجماجم والصفوف قيام

وحد قدامة المبالغة بأن قال: هي أن يذكر المتكلم حالاً من الأحوال لو وقف عندها لأجزأت، فلا يقف حتى يزيد في معنى ما ذكره ما يكون أبلغ في معنى قصده، كقول عمرو بن الأهتم التغلبي وافر:

ونكرم جارنا ما دام فينا ونتبعه الكرامة حيث مالا

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:27 م]ـ

التشبيه

التشبيه عبارة عن العقد على أن أحد الشيئين يسد مسد الآخر في حال أو عقد، هكذا حد الرماني، وهذا هو التشبيه العام الذي يدخل تحته التشبيه البليغ وغيره، ثم إن الرماني بعد حده قال: والتشبيه تشبيهان: تشبيه شيئين متفقين بأنفسهما كتشبيه الجوهر بالجوهر، كقولك: ماء النيل مثل ماء الفرات، وتشبيه العرض بالعرض كقولك: حمرة الخد كحمرة الورد، وتشبيه الجسم بالجسم كقولك: الزبرجد مثل الزمرد، وتشبيه شيئين مختلفين بالذات يجمعهما معنى مشترك بينهما: كقولك، حاتم كالغمام، وعنترة كالضرغام، والتشبيه المتفق تشبيه حقيقة، والتشبيه المختلف تشبيه مجاز للمبالغة.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:28 م]ـ

وحد التشبيه البليغ إخراج الأغمض إلى الأظهر بالتشبيه مع حسن التأليف، ووقوع حن البيان فيه على وجوه، منها: إخراج ما لا تقع عليه الحاسة كقوله تعالى: "والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً" فهذا بيان إخراج ما لا تقع عليه الحاسة إلى ما تقع عليه الحاسة، وقد اجتمعا في بطلان التوهم مع شدة الحاجة، ولو قيل: يحسبه الرائي ماء لكان بليغاً، وأبلغ منه لفظ القرآن لأن الظمآن أشد حرصاً عليه، وأكثر تعلق قلب به، وتشبيه أعمال الكفار بالسراب من أحسن التشبيه، فكيف تضمن مع ذلك حسن النظم وعذوبة الألفاظ وصحة الدلالة.

ومنها إخراج ما لم تجربه العادة إلى ما جرت به العادة، كقوله تعالى: "وإذا نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة" وهذا بيان قد أخرج ما لم تجر به العادة إلى ما جرت به العادة، وقد اجتمعا في معنى الارتفاع في الصورة.

ومنها إخراج ما لا يعلم بالبديهة إلى ما يعلم بالبديهة، كقوله تعالى: "وجنة عرضها كعرض السماء والأرض" وهذا بيان قد أخرج ما لا يعلم بالبديهة إلى ما يعلم بالبديهة، وقد اجتمعا في العظم وحصل من ذلك الوصف التشويق إلى الجنة بحسن الصفة وإفراط السعة.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 10:25 م]ـ

الأستاذ الفاضل الصاعدي - حفظه الله ..

نشكرك على هذا الجهد، وحبّذا لو وضعت هنا رابطاً لتحميل الكتاب، ثمّ لك أن تقوم بشرحه أو جزء منه .. فإنّ نثره هنا يرهق الشبكة بكثرة الصفحات ..

بانتظار رأيكم بارك الله فيكم ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير