تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:07 م]ـ

الاستطراد

ذكر الحاتمي في حلية المحاضرة أنه نقل هذه التسمية عن البحتري الشاعر، وهو الذي سماه ابن المعتز الخروج من معنى إلى معنى، وفسره بأن قال: هو أن يكون المتكلم في معنى فيخرج منه بطريق التشبيه أو الشرط أو الإخبار أو غير ذلك إلى معنى آخر يتضمن مدحاً أو قدحاً أو وصفاً أو غير ذلك، ورأيت غالب وقوعه في الهجاء، وإن وقع في غيره ولا بد من ذكر المستطرد به باسمه، بشرط ألا يكون جرى له ذكر في الكلام قبل ذلك، ومن أمثلته في الكتاب العزيز قوله تعالى: "ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود" ومن أمثلته الشعرية قول حسان بن ثابت: كامل إن كنت كاذبة التي حدثتني فنجوت منجا الحارث بن هشام

ترك الأحبة أن يقاتل دونهم ونجا برأس طمرة ولجام

فهاذ ما وقع من الاستطراد في الهجاء.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:08 م]ـ

وأما ما جاء منه في المدح والهجاء معاً فقول بكر بن النطاح طويل:

عرضت عليها ما أرادت من المنى لترضى فقالت قم فجئني بكوكب

فقلت لها هذا التعنت كله كمن يتشهى لحم عنقاء مغرب

سلي كل شيء يستقيم طلابه ولا تذهبى يا بدر بي كل مذهب

فأقسم لو أصبحت في عز مالك وقدرته أعيا بما رمت مطلبي

فتى شقيت أمواله بنواله كما شقيت بكر بأرماح تغلب

وهذا أبدع استطراد سمعته في عمري، فإنه قد جمع أحسن قسم وأبدع تخلص، وأرشق استطراد، وتضمن مدح الممدوح بالكرم، وقبيلته بالشجاعة والظفر، وهجاء أعدائهم بالضعف والخور، وهذا لم يتفق لمن قبله ولا لمن بعده إلى وقتنا هذا.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:09 م]ـ

تأكيد المدح بما يشبه الذم

أنشد ابن المعتز فيه قول النابغة الذبياني: طويل

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:09 م]ـ

تجاهل العارف

وقد سماه من بعد ابن المعتز الإعنات، وهو سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة تجاهلاً منه به ليخرج كلامه مخرج المدح أو الذم، أو ليدل على شدة التدله في الحب، أو لقصد التعجب، أو التقرير، أو التوبيخ، وهو على قسمين: قسم يكون الاستفهام فيه عن شيئين أحدهما واقع والآخر غير واقع، وقد ينطق بأحد الشيئين ويسكت عن الآخر لدلالة الحال عليه.

وهو على قسمين: موجب، ومنفي.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:11 م]ـ

وقد جاء منه في الكتاب العزيز ما لا يلحق سبقاً، كقوله تعالى: "أبشراً منا واحداً نتبعه" فهذا خارج مخرج التعجب، وقوله سبحانه: "أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء" وهذا خارج مخرج التوبيخ، وقوله عز وجل: "أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله" وقوله تعالى: "أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم" وهذان الموضعان خرجا مخرج التقرير.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:11 م]ـ

وأما ما جاء منه في المدح فكقول بعض المحدثين بسيط

بدا فراع فؤادي حسن صورته فقلت هل ملك ذا الشخص أم ملك

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:15 م]ـ

وأما ما جاء منه للذم فكقول زهير بن أبي سلمى وافر:

وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:21 م]ـ

وأما ما دل منه على التدله في الحب فكقول العرجي بسيط

بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ليلاى منكن أم ليلى من البشر

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:22 م]ـ

الهزل الذي يراد به الجد

وهو أن يقصد المتكلم مدح إنسان أو ذمه، فيخرج ذلك المقصود مخرج الهزل المعجب، والمجون المطرب، كما فعل أصحاب النوادر، مثل أشعب وأبي دلامة وأبي العيناء ومزبد ومن سلك سبيلهم، كما حكى عن أشعب أنه حضر إعذاراً صنعه بعض ولاة المدينة، وكان مبخلاً، فدعا الناس ثلاثة أيام وهو يجمعهم على مائدة عليها جدي مشوي، فيحوم الناس حوله، ولا يمسه منهم أحد لعلمهم ببخله، وأشعب في كل يوم يحضر ويرى الجدي، فقال في اليوم الثالث: زوجته طالق إن لم يكن عمر هذا الجدي بعد أن ذبح وشوي أطول منه قبل ذلك.

ومن شواهد الهزل الذي يراد به الجد من الشعر العربي قول الشاعر: طويل إذا ما تميمي أتاك مفاخراً فقل عد عن ذا كيف أكلك للضب

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[22 - 07 - 2006, 03:24 م]ـ

حسن التضمين

وهو أن يضمن المتكلم كلامه كلمة من بيت، أو من آية، أو معنى مجرداً من كلام، أو مثلاً سائراً أو جملة مفيدة، أو فقرة من حكمة كقول علي عليه السلام في جواب كتاب لمعاوية: "وما الطلقاء وأبناء الطلقاء، والتمييز بين المهاجرين الأولين وتبيين درجاتهم، وتعريف طبقاتهم، هيهات لقد حن قدح ليس منها، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها" فضمن كلامه هذا المثل العربي وهو قوله: "لقد حن قدح ليس منها" وكقوله في آخر هذا الكتاب: وإني مرقل نحوك بجحفل من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، شديد زحامهم، ساطع قتامهم متسربلين سرابيل الموت، أحب اللقاء إليهم لقاء ربهم، قد صحبتهم ذرية بدرية، وسيوف هاشمية عرفت مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدك "وما هي من الظالمين ببعيد" فضمن كلامه هذه الآية.

ومن إنشادات ابن المعتز في هذا الباب سريع:

عوذ لما بت ضيفاً له أقراصه مني بياسين

فبت والأرض فراشي وقد غنت قفا نبك مصارينى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير