ـ[محمد بن أحمد بن محمد]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 09:45 ص]ـ
أمّا التَّصديق القلبي وهو عقد القلب على إثبات وجود الله وصفاته وبعثة الرسل وصدق الرسول، فلا يقبل النقص، ولا يقبل الزيادة، ولذلك لا خلاف بين المسلمين في هذا المعنى، وإنّما هو خلاف مبني على اللفظ،
إن كان القصد أن التصديق القلبي لا بد منه في الإيمان فهو مسلم، وإن كان مراده أن التصديق هو الحد الأدنى من الإيمان فهذا مذهب غلاة المرجئة فقط ... وقد كفرهم بعض السلف، فكيف يقال لا خلاف بين المسلمين في هذا المعنى؟؟؟ وأين الإقرار باللسان؟؟ فحتى من يسمون بمرجئة الفقهاء لا يعتدون بالتصديق القلبي من غير إقرار ...
التحقيق أن الإيمان تركيب من القول والاعتقاد والعمل ...... والزيادة كما تكون في العمل تكون في التصديق القلبي أيضا ..... فتصديقنا ب 2+3=5
فيه زيادة على التصديق بأن الأرض تدور مثلا ... ومن ادعى أن التصديقين متساويان فهذا أقرب إلى المكابرة ... واليقين نفسه منه: علم وعين وحق
والثاني فيه زيادة عن الأول والثالث فيه زيادة عن الثاني ..... فيقين المؤمن بالجنة وهو في الدنيا ناقص درجة عن يقينه منها وهو فيها ..... وليس الخبر كالعيان كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ...
والعلم عند الله تعالى.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 10:11 ص]ـ
وقل رَّبِ زدنىٍ علماً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي الأسباب التي إذا حصلها العبد وسعى في طلبها وفعلها تقرباً إلى الله زاد إيمانه بذلك، وإن كان على ضدها نقص، ومنها:
1 - التقرب إلى الله والتعرف إليه بتحقيق التوحيد بألوهيته وربوبيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
فإنه ولا شك كلما ازداد بها تحقيقاً ازداد إيماناً.
2 - فعل الفرائض والنوافل والإحسان فيها، والإصابة في صفاتها، والمكاثرة والمسارعة والمداومة في ذلك.
3 - ترك المعاصي والمنهيات تقرباً إلى الله وابتغاء وجهه سبحانه.
4 - النظر والاعتبار في آيات الله الشرعية، ومنها العلم، وآياته الكونية المورث للعلم والعمل، ولين القلب.
5 - الإقبال على الدار الآخرة والسعي لها، والزهد في الدنيا والإعراض عن زخرفها بملاحظة ما أعده الله لعباده الصالحين المستكملين للإيمان، وما أعده لإرضائهم.
6 - التزام السنة النبوية والعض عليها بالنواجذ، ولو مع قلة المعاون علماً وفهماً وعملاً ودعوة.
7 - كثرة سؤال الله والتضرع إليه بالثبات على دينه، حسن العاقبة وسؤاله الهداية وحسن العمل وقبوله والاستزادة من الخير، والانطراح بين يديه لاسيما في الأوقات الفاضلة المستجابة.
المخالفون في مسألة زيادة الإيمان ونقصانه:
وهم طوائف، ولربما توحد قولهم في هذه المسألة لكن اختلفت بينهم حقيقته، ومنهم:
1 - المرجئة فقالوا الإيمان لا يزيد ولا ينقص، واعتبروا زيادته في الآيات والأحاديث تجدد أمثاله ().
2 - الوعيدية من الخوارج والمعتزلة: فقالوا الإيمان يزيد ولا ينقص، لأنه لا يتبعض فنقصه ذهابه كله.
أما تجويزهم زيادته فمن جهة اختلاف الناس في وجوب التكاليف في وقت وحال دون أخرى ().
والحق كما سبق أن الإيمان يزيد بالطاعات حتى يكتمل، وينقص بالمعاصي والذنوب حتى يزول بالمكفر منها.
* والمروي عن الإمام مالك في زيادة الإيمان ونقصانه:
وعن غيره من الفقهاء من أتباع التابعين، فإن الإمام مالك في رواية عنه أنه لم يوافق في إطلاق النقصان على الإيمان.
فإنه في رواية محمد بن القاسم عنه توقف في النقصان ولم يقل به ..
ووافقه على ذلك جماعة من الفقهاء، لأنهم وجدوا ذكر الزيادة في القرآن ولم يجدوا ذكر النقص.
وبعض السلف رحمهم الله عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل، فقال: أقول الإيمان يتفاضل ويتفاوت.
ويروى هذا عن عبد الله بن المبارك ()، كما يروى عنه موافقة الجمهور من السلف بالقول بزيادته ونقصانه كما حكاه عنه النووي ().
هذا وقد وجّه العلماء وأجابوا عن قول الإمام مالك السابق في التوقف بالنقصان بعدة أجوبة منها:
1 - أن لفظ الزيادة ورد في النصوص، دون لفظ النقصان، فلم يقل به.
وهذا جواب قاله الشيخ ابن تيمية عن مالك ومن وافقه رحمهم الله.
2 - توقف مالك بالنقصان لئلا يكون شكاً مخرجاً عن اسم الإيمان.
¥