وختم الكتاب بمباحث متفرقة هي: صرف الكلام عن سنته، والجملة المعترضة، ووجوه الخطأ في التمييز بين حسن الكلام وقبيحه، وروح البلاغة وسرها، وكمال البلاغة والإعجاز، ومناط كلام العرب، وأخلاق العرب (قوى العرب العقلية والكلامية) وارتجال العرب، وصوت الخطب، ومذهب العرب في نقد الكلام، وباب من التمرين في النقد، وباب نقد الكلام، والفواصل والقوافي، وبعض هذا ما لم تبحثه البلاغة العربية.
هذه جولة في كتاب فريد من نوعه أَلَّفه مسلم في المشرق الإسلامي، ولم يصل إلى البلاد العربية ليكون صورة من صور الدرس البلاغي في القرن العشرين للميلاد.
وبعد: فما خصائص هذا الكتاب الفريد وأهميته:
تبدو في كتاب "جمهرة البلاغة" نزعة الفراهي واتجاهاته واضحة كل الوضوح، وتتمثل في:
1 - الاعتزاز بالعرب لأَنَّهم من أذكى الأمم كما يرى.
2 - الاهتمام باللغة العربية ذات الخصائص التي تميزها عن اللغات الأخرى ولا سيما لغة اليونان التي استقى منها أرسطوطاليس مفهوم الشعر والمحاكاة.
3 - تمسكه ببلاغة العرب والعزوف عن بلاغة العجم.
4 - العناية بالأسلوب العربي البليغ.
5 - الاطلاع على أهم كتب البلاغة العربية، وعلى كتب أرسطوطاليس، والشعر العربي.
وأهم ما تجلى في الكتاب:
1 - تقسيم مباحث البلاغة إلى قسمين: القسم العمومي والقسم الخصوصي، وهو تقسيم جديد لم تألفه البلاغة العربية في تأريخها الطويل.
2 - ربط البلاغة بالنقد، واتخاذها مقياساً في الأحكام النقدية.
3 - وضوح النزعة الأدبية في العرض والتحليل.
4 - إبداء الآراء الخاصة في القضايا المختلفة، ومن ذلك: نقض نظرية المحاكاة لأرسطو، ونقد عبد القاهر الجرجاني، والتمييز بين بلاغة العرب وبلاغة العجم، والفرق بين الشعر والخطابة، وغير ذلك من الآراء المبثوثة في مباحث الكتاب.
5 - إلحاق بعض المباحث العامة المتصلة بالنقد.
6 - وضوح أسلوب الكتاب في العرض والتحليل.
ومن هنا تأتي أهمية الكتاب، وتأمّلُ ما ورد فيه من مباحث وآراء، يَرفد الدرس البلاغي والنقدي، ويُضيف ما فيه النفع وإنارة السبيل يوم تلبس البلاغة العربية ثوبها الجديد.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 07:56 م]ـ
بوركت أستاذنا القدير , وجزاك الله خيرًا
وليتك تجزأت النقل يحفظكم الله
ـ[عبد الواهب]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 02:25 م]ـ
موضوعك قيم ونحتاج إلى المزيد من المعلومات عن تاريخ البلاغة العربية