ـ[معاوية]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 01:39 م]ـ
ونحن نعتقد أنه إذا أردنا للبلاغة ثوبًا جديدًا، فلا بد لنا من فهم القديم، لا بد لنا من الكشف عن البلاغة في ثوبها القديم الذي لم يعد يعجبنا ولا يرضي أذواقنا .. إن التجديد نفسه ليدعو إلى معرفة القديم ليكون تجديدًا صادقًا أصيلاً، وإنه لشتان ما بين تجديد مخلص، يعرف القديم ويعمل على تطويره، وتجديد يبدأ من جديد، قاطعًا كل صلة بالقديم وأصله.
ـ[معاوية]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 02:59 م]ـ
لقد هُيّء للبلاغة العربية في كل عصر من عصورها من جدّد فيها؛ فمنهم من جدّد فأحسن، ومنهم من جدّد فأساء. أما نحن فما جدّدنا محسنين ولا مسيئين، ولكن قطعنا صلتنا بماضي بلاغتنا وسمينا القطيعة تجديدًا. ونحن اليوم أقدر على التجديد والتجويدء بفضل ما عرفنا من تقدم بعض العلوم العصرية التي نعتقد أن لها بالبلاغة صلة قوية.
ـ[معاوية]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 02:16 م]ـ
ونحن نبادر منذ الآن إلى القول:
1 ــ إن البلاغة دراسة جمالية ذوقية، يجب أن تفيد اليوم من علم النفس وعلم الجمال.
2 ــ إن البلاغة تذوّق جمالي ينبغي أن يدخل في جملة مقاييسنا التي نقوّم بها الانتاج الأدبي والفني. ونحن حين نعرّف الأسلوب الأدبي نميزه من غيره من الأساليب بما يبعثه في نفوسنا من استجابات انفعالية عاطفية أو فنية لا يبعثها فينا غيره، أفليس من البداهة بعد ذلك أن نحسب لهذه الميزة حسابها في تقويم الأدب ودراسة الآثار الأدبية؟
3 ــ إن علم المعاني أساس البلاغة وأقوم علوم اللغة، فينبغي أن نرعاه ونزيد العناية به، ونوضح صلته بالنحو؛ لأنهما علمان متكاملان، بل هما علم واحد يصون اللسان من اللحن والخطأ في التركيب، ويرشد المتكلم والمنشئ إلى التأليف على سمت الكلام العربي.
4 ــ إن الأدب العربي الحديث انفتح على الأدب الغربي، وأفاد منه فنونًا أدبية حديثة. لم يعرفها النقاد العرب وعلماء البلاغة، ولن يجدينا أن نقيس هذه الفنون الأدبية الحديثة بمقاييس مجلوبة لا تلائم طبيعة اللغة التي نعبر عنها، بل لا بدّ من نظرة جديدة واسعة تجعل البلاغة صالحة لأداء وظيفتها في مجال الأدب الحديث.
انتهى التمهيد
الفصل الأول ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=87192#post87192)