قال يعقوب: وحدثني العباس بن صالح، قال: سألت أسود بن سالم قلت: بلغني أن وكيعا كان يقدم علي بن عاصم، ويرفع أمره، فقال لي أسود بن سالم: إنما قال وكيع -وذكره يوما-: لو ترك ما يغلط فيه، وأخذوا غيره، لكان.
قال: وحدثني إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثني عفان قال: قدمت أنا وبهز واسط، فدخلنا على علي بن عاصم، فقال: ممن أنتما؟ قلنا: من أهل البصرة. فقال: من بقي؟ فجعلنا نذكر حماد بن زيد والمشايخ، فلا نذكر له إنسانا إلا استصغره، فلما خرجنا، قال بهز: ما أرى هذا يفلح.
قال الخطيب: قد كان علي من ذوي الأموال والاتساع في الدنيا، ولم يزل ينفق في طلب العلم ويفضل على أهله قديما وحديثا.
أخبرنا ابن علان إذنا، أخبرنا الكندي، أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب، حدثني مسعود بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن محمد بن الفضل المزكي، أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني، سمعت زنجويه اللباد، سمعت عبد الله بن كثير البكري، سمعت أحمد بن أعين بالمصيصة، سمعت علي بن عاصم يقول: دفع إلي أبي مائة ألف درهم، وقال: اذهب فلا أرى لك وجها إلا بمائة ألف حديث.
وبه إلى الخطيب: أخبرنا عبد الرحمن بن فضالة بالري، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن جعفر ببلخ، حدثنا موسى بن محمد المؤدب، سمعت أحمد بن إبراهيم بن حرب النيسابوري، سمعت علي بن، عاصم يقول: أعطاني أبي مائة ألف درهم، فأتيته بمائة ألف حديث، وكنت أردف هشيما خلفي ليسمع معي الشيء بعد الشيء.
وقال علي بن خشرم: حدثنا وكيع: أدركت الناس والحلقة لعلي بن عاصم بواسط. قيل: يا أبا سفيان، إنه يغلط. قال: دعوه وغلطه.
عبد الله بن أحمد: حدثنا أبي: قال وكيع -وذكر علي بن عاصم- فقال: خذوا حديثه ما صح، ودعوا ما غلط، أو ما أخطأ. قال عبد الله: كان أبي يحتج بهذا، ويقول: كان يغلط ويخطئ، وكان فيه لجاج، ولم يكن متهما بالكذب.
وقال أبو داود: قال أحمد -وذكر علي بن عاصم- فقال: أما أنا فأخذت عنه، وحدثنا عنه.
وقال سعيد بن عمرو البرذعي: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري قال: قلت لأحمد بن حنبل في علي بن عاصم، وذكرت له خطأه، فقال: كان حماد بن سلمة يخطئ -وأومأ أحمد بيده- خطأ كثيرا، ولم نر بالرواية عنه بأسا.
قال أبو بكر الخطيب: وكان يستصغر الناس، ويزدريهم.
قال الأصم: حدثنا الخضر بن أبان: سمعت علي بن عاصم يقول: خرجت من واسط أنا وهشيم إلى الكوفة للقي منصور، فلما خرجت فراسخ، لقيني أبو معاوية، فقلت: أين تريد؟ قال: أسعى في دين علي. فقلت: ارجع معي، فإن عندي أربعة آلاف، أعطيك منها ألفين، فرجعته، فأعطيته ألفين، ثم خرجت، فدخل هشيم الكوفة غداة، ودخلتها العشي، فذهب فسمع من منصور أربعين حديثا، ودخلت أنا الحمام، ثم أصبحت، فأتيت باب منصور، فإذا جنازته، فقعدت أبكي، فقال شيخ هناك: يا فتى، ما يبكيك؟ قلت: قدمت لأسمع من هذا الشيخ، فمات. قال: فأدلك على من شهد عرس أم ذا؟ قلت: نعم، قال: اكتب: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس فجعلت أكتب شهرا، فقلت: من أنت؟ قال: أنا حصين بن عبد الرحمن، ما كان بيني وبين أن ألقى ابن عباس إلا تسعة دراهم، وكان عكرمة يسمع منه، ثم يجيء فيحدثني.
قال ابن المديني: كان علي بن عاصم كثير الغلط، وإذا رد عليه، لم يرجع، وكان معروفا في الحديث، ويروي أحاديث منكرة، وبلغني أن ابنه
قال له: هب لي من حديثك عشرين حديثا، فأبى.
وقال في موضع آخر: أتيته بواسط، فنظرت في أثلاث كثيرة، فأخرجت منها مائتي طرف، فذهبت إليه، فحدث عن مغيرة عن إبراهيم في التمتع، فقلت له: إنما هذا عن مغيرة رأي حماد. قال: من حدثكم؟ قلت: جرير. قال: ذاك الصبي، لقد رأيت ذاك ناعسا ما يعقل ما يقال له. قال: ومر شيء آخر، فقلت: يخالفونك. قال: من؟ قلت: أبو عوانة، فصاح، وقال: ذاك العبد! ومر بشيء، فقلت: يخالفونك، فقال: من؟ قلت: إسماعيل بن إبراهيم. قال: ومن ذا؟ قلت: ابن علية. قال: ما رأيت ذاك يطلب حديثا قط، وقال لشعبة: ذاك المسكين! كنت أكلم له خالدا الحذاء، فيحدثه. رواها عبد الله بن المديني عن أبيه.
¥