[خالد بن مخلد القطواني بين مشيخة الكوفة ومشيخة المدينة]
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:37 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
فإن من الرواة الذين يحير الباحث اختلاف أقوال الأئمة فيه خالد بن مخلد القطواني
وأسعى في هذه المقالة إلى تحرير القول فيه
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ((له أحاديث مناكير))
وقال أبو حاتم ((يكتب حديثه))
وقال بن عدي ((لم أجد في حديثه أنكر مما ذكرته ولعلها توهم منه أو حملا على حفظه هو من المكثرين وهو عندي إن شاء الله لا بأس به))
وقال بن سعد ((كان متشيعاً منكر الحديث مفرطاً في التشيع وكتبوا عنه للضرورة))
قال أبو أحمد ((يكتب حديثه ولا يحتج به))
هؤلاء هم من جرحه أما من عدله فأولهم البخاري فقد به في حديث ((من عادى لي ولياً))
وقال الآجري عن أبي داود ((صدوق ولكنه يتشيع))
وقال عثمان الدارمي عن بن معين ((ما به بأس))
وقال العجلي ((ثقة فيه قليل تشيع وكان كثير الحديث))
وقال صالح بن محمد جزرة ((ثقة في الحديث إلا أنه كان متهماً بالغلو))
وقال بن شاهين في الثقات قال عثمان بن أبي شيبة هو ((ثقة صدوق))
وذكره بن حبان في الثقات
ووثقه الدارقطني في سننه (1980) حيث روى حديث أنس بن مالك قال: أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أفطر هذان))، ثم رخص النبي صلى الله عليه وسلم بعد في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم، وهو صائم.
ثم قال بعده ((كلهم ثقات، ولا أعلم له علة))
قلت ومن هؤلاء الثقات خالد بن مخلد بل إن هذا الحديث من أفراده وتامل معي كيف أن الدارقطني لم يعل هذا الحديث بتفرد خالد
وحسن له المنذري فقد قال بعد إيراده لحديث ((لا يسبغ عبد الوضوء إلا غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)) رواه البزار بسند حسن أو عبارة نحوها وفي سند البزار خالد بن مخلد
وأرى أن القول الفصل فيه
ما ذكره ابن رجب الحنبلي في شرح العلل (2/ 775) ((ذكر الغلابي في تاريخ
القطواني يؤخذ عنه مشيخه المدينة، وابن بلال فقط يريد سليمان بن بلال
ويعني بهذا أنه لا يؤخذ عنه إلا حديثه عن أهل المدينة، وسليمان ابن بلال منهم، لكنه أفرده بالذكر))
قلت وعلى هذا يحمل جرح أحمد له على حديثه عن أحمد عن أهل الكوفة
ويكون حديث ((من عادى لي ولياً)) ثابتاً لأنه من حديثه عن سليمان بن بلال
ومن أجود ما وقفت عليه من أحاديثه عن المدنيين
ما رواه الطبراني في الأوسط (2165) حدثنا أحمد بن زهير (وهو احمد بن يحي بن زهير الثقة الحافظ) ثنا محمد بن عثمان بن كرامة (وهو ثقة) ثنا خالد بن مخلدالقطواني \ قال نا عبد السلام بن حفص (وهو ثقة مدني) عن أبي عمران الجوني (وهو ثقة ثبت سماعه من أنس) عن أنس بن مالك ((عرضت الجمعة على رسول الله جاء جبرائيل عليه السلام في كفه كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتةالسوداء، فقال ما هذه يا جبرائيل؟ قال هذه الجمعة يعرضها عليك ربك عز وجل لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك ولكم فيها خير، تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك و فيها ساعة لا يدعو أحد ربه بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه، أو يتعوذ من شر إلا دفع عنه ما هو أعظم منه ونحن ندعوه في الآخره يوم المزيد وذلك أن ربك اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل من عليين فجلس على كرسيه، وحف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجواهر،و جاء الصديقون والشهداء فجلسوا عليها، وجاء أهل الغرف من غرفهم حتى يجلسوا على الكثيب وهو كثيب من مسك أذفر، ثم يتجلى لهم فيقول أنا الذي صدقتكم وعدي، وأتممت عليكم نعمتي، وهذا محل كرامتي فسلوني، فيسألونه الرضا، فيقول رضاي أحلكم داري وأنالكم كرامتي فسلوني فيشهد عليهم على الرضاثم يفتح لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرفهم من الجمعة، وهي زبرجدة خضراء أو ياقوتة حمراء مطردة فيها أنهارها متدلية، فيها ثمارها فيها أزواجها وخدمها، فليسوا هم في الجنة بأشوق منهم إلى يوم الجمعة أحوج منهم إلي يوم الجمعة ليزدادوا نظرا إلي ربهم عز وجل وكرامته، ولذلك دعى يوم المزيد))
وهذا أجود حديثٍ وقفت عليه في إثبات صفة الجلوس ولا أعرف لهذا الحديث وجهاً أحسن من هذا
ومن مناكيره عن أهل الكوفة ما رواه ابن خزيمة في صحيحه (2617) والنسائي في سننه حيث ارود له أثر سعيد بن جبير ((كنت مع ابن عباس بعرفات، فقال: ما لي لا أسمع الناس يلبون؟ قلت: يخافون من معاوية. فخرج ابن عباس من فسطاطه، فقال: لبيك اللهم لبيك، لبيك. . . فإنهم قد تركوا السنة، من بغض علي))
وزاد في بعض رواياته قول ابن عباس بعد التلبية ((وإن رغم أنف معاوية))
وهذا الخبر من رواية القطواني عن علي بن صالح الكوفي وهو ضعيف لأنه من روايته عن أهل الكوفة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
¥